نقطة فوق حرف ساخن

سياسة الشرف والرشد

عمرو الخياط
عمرو الخياط

دائما ما يؤكد الرئيس عبدالفتاح السيسى أن سياسات مصر واضحة.. تعتمد على الصدق فى القول والفعل..

فالسياسة الخارجية المصرية فى عهد الرئيس تدار بشرف.. فى زمن عز فيه الشرف..

ومصر دولة رشيدة محترمة تحترم نفسها وتحترم الآخرين وأيضا تحترم التزاماتها ولها وجه واحد وهو ما أكد عليه الرئيس مرارا فى أكثر من مناسبة ونبه إلى أن جميع المشاكل التى يمكن أن تواجه الدول جميعا تحل بالحوار وليس بالصراعات.

أمن مصر الاستراتيجى يرتبط تاريخياً بجنوبها فى السودان الدولة التى عاشت فى مصر وعاشت مصر فيها..

هذه الدولة الجنوبية لها مكانة كبيرة فى عقيدة الدولة المصرية لأن المكانة الخاصة التى تحتلها السودان فى قلب مصر وأهلها لأن تكون دائما لها أولوية متقدمة فى عقل الدولة المصرية..

والروابط بين البلدين متسعة لتشمل كل المجالات خاصة وأن مصير الدولتين مصير مشترك وحتمى.. ومن ثم فإن من واقع المسئولية التاريخية والإنسانية فإن مصر ملتزمة

سلوكياً نحو السودان بثوابت محددة هى:

أن يسود الاستقرار هذه الدولة الشقيقة وهو خيار استراتيجى لمنظومة الأمن القومى المصرى.

إن السودانيين هم الذين يختارون ومصر تدعم هذا الاختيار.

مصر لم ولن تتدخل فى شئون أى دولة والسودان على رأس هذه الدول.

تقديم كافة المساعدات والجهود الدولية للسودان الشقيق من أجل تجاوز أى أزمة أو محنة تواجهها.

هذه هى الثوابت المصرية الدائمة نحو السودان الشقيق بعيدا عن هرى القهاوى ودردشات السوشيال.. وهمهمات البعض خاصة فى الأزمة السودانية الحالية فآلاف المصريين تحولوا فجأة إلى خبراء استراتيجيين يرسمون الخطط ويصنعون الاستراتيجيات.. وهم غافلون عن المعلومات والثوابت المصرية المحددة بأطر وضعتها السياسة الخارجية المصرية التى لا تتوانى لحظة عن مد اليد للمساعدة بشرف فى زمن سياسى عز فيه الشرف.. وباتت المؤامرات الدولية هى أساس العلاقات بين الدول.

السياسات الخارجية المصرية مبنية أساساً على القيم المصرية التى لا تخضع مطلقاً لأى محاولات استفزازية من أجل دفع مصر للانجراف فى جدل مع الأحداث الجارية فى السودان فى محاولة لإقحام مصر فى تفاصيل هى من الشئون الداخلية.. ويتم تضخيم هذه التفاصيل والأحداث على وسائل التواصل ومنابر إعلام الشر وهو الهدف الذين يريدون فعله وهو توريط مصر فى خطيئة التدخل فى شئون دولة أخرى وخرق الشرعية الدولية.

الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى يستند دائماً على القاعدة الشعبية التى جاءت به متوجاً لرئاسة الجمهورية فى أعقاب ثورة 30 يونيو لا يملك سوى العمل ولا يمارس الخداع الاستراتيجى وهو الرجل الصادق الذى يقول فى العلن ما يقوله فى الغرف المغلقة.. وكذلك هو القائد الذى لا يخوض مغامرات غير محسوبة ولا يبنى شعبيته على حساب الدولة وبنائها.. ويضع نصب عينه إرادة الشعب المصرى ومصلحة مصر وهى الأولى دائما عنده.

فالرئيس السيسى دائما فى حديثه الموجه إلى الشعب المصرى.. يكشف بوضوح أن المؤامرات لن تنتهى.. وعلينا أن ننتبه إلى ذلك..

فلديه رصيد وعى وإدراك تراكمى لما يحاك ضد الدولة المصرية التى يدرك جيداً حجمها وقيمتها.. وهو الأمر الذى حول مصر فى عشر سنوات من شبه دولة كانت على حافة الانهيار إلى دولة استعادت هيبتها وبنت فى كل شبر من أراضيها سعياً إلى آفاق المستقبل بعد سنوات من التراخى أعقبها سنوات انهيار مهولة اقتصادياً واجتماعياً بعد أحداث 25 يناير..

لتتحول مصر إلى الجمهورية الجديدة فى عشر سنوات فى معجزة أساسها العمل الشاق والصدق فى النوايا والرغبة فى الإنجاز فى أصعب الظروف.

فى أكثر من لقاء سواء فى القاهرة أو الخرطوم كان الرئيس عبدالفتاح السيسى يؤكد على أن مصر تحترم السودان ولا يمكن أن نتدخل فى شئونه الداخلية.. وأن دعم التنمية فى هذا البلد الشقيق على رأس أولويات الدولة المصرية.. ورؤية الرئيس السيسى أن مصر والسودان دولتان قادرتان على صناعة كيان إقليمى صلب خاصة وأن السودان الشقيق بالنسبة لمصر خيار استراتيجى وأن الشعب السودانى لن يرى فى مصر إلا كل ما هو طيب وخير.

تلك كانت الرسائل التى حرص الرئيس السيسى على توجيهها إلى الشعب السودانى فى كل لقاءاته مع المسئولين السودانيين طيلة السنوات الماضية.. وكان حريصاً أيضاً على وصول صدق المشاعر المصرية وإرادة العطاء المصرى إلى العقل والقلب السودانى.

تلك هى مصر.. وهذا هو زعيمها وقائدها ومنهاجه فى السياسة الخارجية وعلاقاته مع الدول الصديقة والشقيقة بعيداً عن «هرى» وسائل التواصل وجلسات المقاهى ومنابر أهل الشر.