محمد عدوى يكتب .. حصاد دراما رمضان .. تحديات و تحولات

محمد عدوى
محمد عدوى

كشفت‭ ‬الأيام‭ ‬الماضية‭ ‬تحديات‭ ‬درامية‭ ‬مختلفة،‭ ‬تحديات‭ ‬أسفرت‭ ‬عن‭ ‬إبداعات‭ ‬حقيقية‭ ‬لصناع‭ ‬الدراما‭ ‬والقوة‭ ‬الناعمة‭ ‬في‭ ‬مصر،‭ ‬تحديات‭ ‬بحجم‭ ‬المسئولية،‭ ‬تحديات‭ ‬كان‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬نتوقف‭ ‬أمامها‭ ‬وأمام‭ ‬نتائجها‭ ‬كثيرا،‭ ‬حتى‭ ‬تكتمل‭ ‬الصورة،‭ ‬وحتى‭ ‬نستطيع‭ ‬أن‭ ‬نضع‭ ‬نقاط‭ ‬على‭ ‬حروفها‭.  ‬

قبل‭ ‬أن‭ ‬نبدأ‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬شكر‭ ‬كل‭ ‬صناع‭ ‬الأعمال‭ ‬الدرامية‭ ‬الذين‭ ‬شاركوا‭ ‬بالماراثون‭ ‬الرمضاني،‭ ‬الذي‭ ‬أثبت‭ ‬دون‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬في‭ ‬مصر‭ ‬صناعة‭ ‬دراما‭ ‬حقيقية،‭ ‬صناعة‭ ‬بمفهومها‭ ‬الكبير‭ ‬والواسع،‭ ‬صناعة‭ ‬بها‭ ‬آلاف‭ ‬من‭ ‬العمال‭ ‬والفنيين‭ ‬والنجوم،‭ ‬بذلوا‭ ‬مجهودا‭ ‬كبيرا‭ ‬لإسعاد‭ ‬الجميع،‭ ‬والصناعة‭ ‬الفنية‭ ‬مؤشر‭ ‬قوي‭ ‬على‭ ‬قوة‭ ‬مصر‭ ‬الفنية‭ ‬التي‭ ‬مازالت‭ ‬تتربع‭ ‬على‭ ‬عرش‭ ‬الترفيه‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬العربي‭ ‬رغم‭ ‬محاولات‭ ‬النيل‭ ‬منها،‭ ‬الصناعة‭ ‬التي‭ ‬تستطيع‭ ‬أن‭ ‬تقدم‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬25‭ ‬عملا‭ ‬دفعة‭ ‬واحدة‭ ‬للعرض‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬واحد‭.‬

قبل‭ ‬أن‭ ‬نبدأ‭ ‬لابد‭ ‬وأن‭ ‬نشير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬اختلاف‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬التعاطي‭ ‬مع‭ ‬الإنتاج‭ ‬الدرامي‭ ‬هذا‭ ‬العام،‭ ‬اختلاف‭ ‬بوعي‭ ‬شديد‭ ‬من‭ ‬الجميع،‭ ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬أضاف‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الجدية‭ ‬على‭ ‬الأمر،‭ ‬وكرس‭ ‬لمفهوم‭ ‬حقيقي‭ ‬في‭ ‬الإنتاج‭ ‬المؤسسي‭. ‬هناك‭ ‬شركة‭ ‬عملاقة‭ ‬لديها‭ ‬طموح‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬محتوى‭ ‬درامي‭ ‬متنوع‭ ‬وفاخر‭ ‬ومحترم،‭ ‬هي‭ ‬“الشركة‭ ‬المتحدة”،‭ ‬وهناك‭ ‬محاولات‭ ‬جادة‭ ‬لمنتجين‭ ‬أفراد‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬محتوى‭ ‬مختلف‭ ‬شكلا‭ ‬وموضوعا‭.‬

قبل‭ ‬أن‭ ‬نبدأ‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬نذكر‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬خاسر‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬موسم‭ ‬“الفرحة‭ ‬الرمضاني”،‭ ‬حتى‭ ‬هؤلاء‭ ‬الذين‭ ‬لم‭ ‬يحالفهم‭ ‬الحظ‭ ‬في‭ ‬المتابعة‭ ‬الجماهيرية‭ ‬أو‭ ‬الإشادات‭ ‬النقدية‭ ‬سيتعلمون‭ ‬من‭ ‬الدرس‭ ‬ويعلمون‭ ‬قدر‭ ‬التحدي‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬المقبلة‭.. ‬أثق‭ ‬في‭ ‬ذلك‭..‬

راهن‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬نجوم‭ ‬الدراما‭ ‬على‭ ‬تحدي‭ ‬المضمون‭ ‬المهم‭ ‬المفيد‭ ‬ونجحوا‭ ‬في‭ ‬تحديهم،‭ ‬على‭ ‬رأس‭ ‬هؤلاء‭ ‬النجمة‭ ‬منى‭ ‬زكي،‭ ‬التي‭ ‬جاءت‭ ‬متأخرة‭ ‬في‭ ‬النصف‭ ‬الثاني‭ ‬من‭ ‬شهر‭ ‬رمضان،‭ ‬لكنه‭ ‬كان‭ ‬ختاما‭ ‬يليق‭ ‬بها،‭ ‬وبالموسم‭ ‬المهم،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مسلسل‭ ‬“تحت‭ ‬الوصاية”،‭ ‬المسلسل‭ ‬المختلف‭ ‬شكلا‭ ‬وموضوعا،‭ ‬المسلسل‭ ‬الذي‭ ‬إنحاز‭ ‬صناعه‭ ‬للفن‭ ‬وكان‭ ‬تحديهم‭ ‬الأكبر،‭ ‬المسلسل‭ ‬الذي‭ ‬أجتهد‭ ‬فيه‭ ‬الجميع‭ ‬أمام‭ ‬وخلف‭ ‬الكاميرا‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬غاية‭ ‬واحدة‭ ‬هو‭ ‬المضمون‭ ‬الحقيقي‭ ‬الذي‭ ‬سيبقى‭ ‬لسنوات‭ ‬طويلة،‭ ‬خلطة‭ ‬تحت‭ ‬الوصاية‭ ‬هي‭ ‬خلطة‭ ‬الفن‭ ‬الحقيقي‭ ‬الذي‭ ‬يبدأ‭ ‬دائما‭ ‬بالكلمة‭ ‬والبناء‭ ‬المكتمل‭ ‬لسيناريو‭ ‬صاغه‭ ‬خالد‭ ‬وشيرين‭ ‬دياب‭ ‬ولا‭ ‬ينتهي‭ ‬بإدارة‭ ‬رشيقة‭ ‬من‭ ‬مخرج‭ ‬واع،‭ ‬هو‭ ‬محمد‭ ‬شاكر‭ ‬خضير،‭ ‬وضع‭ ‬عناصر‭ ‬متناسقة‭ ‬كـ”الفسيفساء”‭ ‬في‭ ‬“تابلوه”‭ ‬بديع‭ ‬عناصره‭ ‬الصورة‭ ‬المعبرة‭ ‬الأخاذة‭ ‬التي‭ ‬قدمها‭ ‬بيشوي‭ ‬روزفلت،‭ ‬والموسيقى‭ ‬البديعة‭ ‬التي‭ ‬قدمتها‭ ‬ليال‭ ‬وطفة،‭ ‬والمونتاج‭ ‬الأنيق‭ ‬الراقي‭ ‬الذي‭ ‬قدمه‭ ‬أحمد‭ ‬حافظ،‭ ‬والديكور‭ ‬الحقيقي‭ ‬الذي‭ ‬أستطاع‭ ‬توظيفه‭ ‬بنجاح‭ ‬محمد‭ ‬عطية،‭ ‬وبالطبع‭ ‬الأداء‭ ‬الواعي‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬عناصر‭ ‬المسلسل‭ ‬وعلى‭ ‬رأسهم‭ ‬منى‭ ‬زكي‭ ‬ومحمد‭ ‬دياب‭ ‬ورشدي‭ ‬الشامي‭ ‬وعمر‭ ‬الشريف‭ ‬وخالد‭ ‬كمال‭ ‬وأحمد‭ ‬خالد‭ ‬صالح‭ ‬ونهى‭ ‬عابدين‭ ‬ومها‭ ‬نصار‭ ‬وثراء‭ ‬جبيل‭ ‬وأحمد‭ ‬عبد‭ ‬الحميد‭ ‬ومحمد‭ ‬عبد‭ ‬العظيم‭. ‬

يقف‭ ‬دائما‭ ‬النجم‭ ‬خالد‭ ‬النبوي‭ ‬في‭ ‬مكان‭ ‬مختلف،‭ ‬يعرف‭ ‬متى‭ ‬يبدأ‭ ‬وكيف‭ ‬ينتهي،‭ ‬تحديه‭ ‬الدائم‭ ‬لنفسه‭ ‬قبل‭ ‬أي‭ ‬آخر‭ ‬يكون‭ ‬بمثابة‭ ‬مباراة‭ ‬ذاتية‭ ‬شديدة‭ ‬الشراسة،‭ ‬يخرج‭ ‬منها‭ ‬منتصرا‭ ‬بقناعاته‭ ‬واختياراته‭ ‬التي‭ ‬تتحدى‭ ‬بمضون‭ ‬مهم‭ ‬وراقي،‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬ذهب‭ ‬إلى‭ ‬مكان‭ ‬جديد،‭ ‬ذهب‭ ‬حيث‭ ‬نقاء‭ ‬الرسالة‭ ‬وطيب‭ ‬الكلمة‭ ‬ورقي‭ ‬وسماحة‭ ‬الدين‭ ‬الإسلامي،‭ ‬حيث‭ ‬الإنسانية‭ ‬هي‭ ‬المحرك‭ ‬والعلم‭ ‬والفكر‭ ‬هو‭ ‬الغاية،‭ ‬ذهب‭ ‬حيث‭ ‬سيرة‭ ‬الإمام‭ ‬المجدد‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬إدريس‭ ‬الشافعي،‭ ‬ليقدم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مسلسل‭ ‬جديد‭ ‬رسالة‭ ‬مهمة‭ ‬في‭ ‬أهمية‭ ‬التعايش‭ ‬والسلام‭ ‬والفكر‭ ‬الصحيح‭ ‬للدين،‭ ‬رهان‭ ‬النبوي‭ ‬كان‭ ‬على‭ ‬مضمون‭ ‬مهم‭ ‬نحتاجه‭ ‬هذه‭ ‬الأيام،‭ ‬ونعطي‭ ‬به‭ ‬الرسالة‭ ‬التي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬عليها‭ ‬العمل‭ ‬الدرامي،‭ ‬رسالة‭ ‬شهدت‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬التحولات‭ ‬في‭ ‬قناعات‭ ‬المشاهد،‭ ‬أجبرته‭ ‬على‭ ‬المتابعة‭ ‬إعجابا‭ ‬منذ‭ ‬البداية‭ ‬وحتى‭ ‬النهاية‭.. ‬“رسالة‭ ‬الإمام”‭ ‬واحد‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬إنتاجات‭ ‬الدراما‭ ‬المصرية‭ ‬هذا‭ ‬العام،‭ ‬بفريق‭ ‬ضخم‭ ‬وإنتاج‭ ‬كبير‭ ‬بحجم‭ ‬الرسالة‭. ‬

ليس‭ ‬مهما‭ ‬أن‭ ‬تلعب‭ ‬على‭ ‬المضمون‭ ‬المهم،‭ ‬أن‭ ‬تهتم‭ ‬بالمضمون‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬فعله‭ ‬كلا‭ ‬من‭ ‬ياسر‭ ‬جلال‭ ‬وطارق‭ ‬لطفي،‭ ‬وكلاهما‭ ‬نجمان‭ ‬لهما‭ ‬تجاربهما‭ ‬الناجحة‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية،‭ ‬والتي‭ ‬تشهد‭ ‬تحولات‭ ‬مختلفة‭ ‬وغير‭ ‬مكررة،‭ ‬الأول‭ ‬والقادم‭ ‬من‭ ‬نجاح‭ ‬ساحق‭ ‬بدور‭ ‬سوف‭ ‬يظل‭ ‬عالقا‭ ‬كثيرا‭ ‬في‭ ‬الأذهان‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مشاركته‭ ‬في‭ ‬مسلسل‭ ‬“القرار”،‭ ‬أحد‭ ‬أجزاء‭ ‬مسلسل‭ ‬“الاختيار”‭ ‬الناجح،‭ ‬والثاني‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مغامرة‭ ‬كبيرة‭ ‬ناجحة‭ ‬أيضا‭ ‬في‭ ‬“جزيرة‭ ‬غمام”،‭ ‬وكلا‭ ‬منهما‭ ‬انتصر‭ ‬في‭ ‬النهاية‭ ‬للمضمون،‭ ‬فقدم‭ ‬الأول‭ ‬“علاقة‭ ‬مشروعة”،‭ ‬عمل‭ ‬بعيد‭ ‬كل‭ ‬البعد‭ ‬عن‭ ‬الصورة‭ ‬النمطية‭ ‬التي‭ ‬اعتاد‭ ‬البعض‭ ‬أن‭ ‬يظل‭ ‬حبيسا‭ ‬بها،‭ ‬وقدم‭ ‬الثاني‭ ‬“مذكرات‭ ‬زوج”،‭ ‬بنفس‭ ‬التحولات‭ ‬والقناعات‭ ‬بتقديم‭ ‬مضمون‭ ‬مختلف‭ ‬ومهم،‭ ‬وفي‭ ‬النهاية‭ ‬تحقق‭ ‬لهما‭ ‬ما‭ ‬أرادا،‭ ‬وحققا‭ ‬نجاحا‭ ‬بأعمال‭ ‬من‭ ‬15‭ ‬حلقة‭ ‬فقط،‭ ‬لم‭ ‬يستطع‭ ‬غيرهما‭ ‬تحقيقه‭ ‬طيلة‭ ‬الشهر،‭ ‬معلنين‭ ‬أن‭ ‬البقاء‭ ‬للمضمون‭. ‬

‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يظن‭ ‬البعض‭ ‬أن‭ ‬التتابع‭ ‬والإستمرار‭ ‬والمشاركة‭ ‬في‭ ‬عمل‭ ‬مثل‭ ‬“الكتيبة‭ ‬101”‭ ‬هو‭ ‬لعبا‭ ‬على‭ ‬المضمون،‭ ‬لكنه‭ ‬في‭ ‬الحقيقة‭ ‬وبعد‭ ‬مشاهدة‭ ‬المسلسل‭ ‬كان‭ ‬لعبا‭ ‬مضمون،‭ ‬لأنه‭ ‬أعتمد‭ ‬أكثر‭ ‬على‭ ‬المضمون‭ ‬والسرد‭ ‬الحقيقي‭ ‬والإنساني‭ ‬للأحداث،‭ ‬تجسيدا‭ ‬لبطولات‭ ‬حقيقية‭ ‬كنا‭ ‬في‭ ‬أمس‭ ‬الحاجة‭ ‬لنراها‭ ‬على‭ ‬الشاشات‭ ‬لتعرف‭ ‬الأجيال‭ ‬الجديدة‭ ‬إلى‭ ‬أي‭ ‬مدى‭ ‬كانت‭ ‬التضحيات‭ ‬الحقيقية‭ ‬للرجال،‭ ‬“الكتيبة‭ ‬101”‭ ‬لم‭ ‬تكتف‭ ‬بالإنحياز‭ ‬العاطفي‭ ‬والجماهيري‭ ‬للأعمال‭ ‬التي‭ ‬تخلد‭ ‬ذكرى‭ ‬الأبطال،‭ ‬لكنه‭ ‬أجاد‭ ‬تقديم‭ ‬دراما‭ ‬إنسانية‭ ‬مست‭ ‬الجميع،‭ ‬فكتب‭ ‬لها‭ ‬النجاح‭.‬‭ ‬

كان‭ ‬من‭ ‬الطبيعي‭ ‬أن‭ ‬يبرز‭ ‬اسم‭ ‬دنيا‭ ‬سمير‭ ‬غانم‭ ‬في‭ ‬تحديات‭ ‬وتحولات‭ ‬الدراما‭ ‬الرمضانية‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬لعدة‭ ‬أسباب،‭ ‬دنيا‭ ‬رقم‭ ‬مهم‭ ‬في‭ ‬الصناعة،‭ ‬ولديها‭ ‬إمكانيات‭ ‬الفنان‭ ‬الشامل،‭ ‬وتعرف‭ ‬جيدا‭ ‬إمكانياتها‭ ‬الفنية‭ ‬المتعددة‭ ‬والحقيقة‭ ‬أن‭ ‬مسلسلها‭ ‬الجديد‭ ‬“جت‭ ‬سليمة”‭ ‬استغل‭ ‬هذه‭ ‬الإمكانيات‭ ‬ووظفها‭ ‬التوظيف‭ ‬الصحيح‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬التكلف‭ ‬والإدعاء‭ ‬فقدم‭ ‬ببساطة‭ ‬متناهية‭ ‬صورة‭ ‬ناجحة‭ ‬لعمل‭ ‬متكامل‭ ‬كوميدي‭ ‬خفيف‭ ‬على‭ ‬القلب،‭ ‬وعلى‭ ‬المشاهد،‭ ‬بأداء‭ ‬مختلف‭ ‬لدنيا‭ ‬ومحمد‭ ‬سلام‭ ‬وخالد‭ ‬الصاوي‭.. ‬مسلسل‭ ‬“جت‭ ‬سليمة”‭ ‬واحد‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬التحولات‭ ‬الدرامية‭ ‬الملهمة،‭ ‬والتي‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬مقدمة‭ ‬لسلسلة‭ ‬من‭ ‬كتاب‭ ‬الحواديت‭ ‬المسلية‭ ‬والممتعة‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬المقبلة،‭ ‬خاصة‭ ‬وأنه‭ ‬لم‭ ‬يعتمد‭ ‬فقط‭ ‬على‭ ‬إمكانيات‭ ‬وموهبة‭ ‬دنيا،‭ ‬لكن‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬خلطة‭ ‬سحرية‭ ‬وبناء‭ ‬درامي‭ ‬جديد‭ ‬ومختلف‭ ‬ومحكم‭. ‬

التجارب‭ ‬المختلفة‭ ‬والملهمة‭ ‬في‭ ‬دراما‭ ‬رمضان‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬من‭ ‬وجهة‭ ‬نظري‭ ‬كانت‭ ‬كثيرة‭ ‬وناجحة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يؤكد‭ ‬صحة‭ ‬ما‭ ‬أثرناه‭ ‬من‭ ‬التنوع‭ ‬الذكي‭ ‬الذي‭ ‬قدمته‭ ‬الدراما‭ ‬المصرية‭ ‬خلال‭ ‬رمضان،‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬التجارب‭ ‬يأتي‭ ‬مسلسل‭ ‬“كامل‭ ‬العدد”،‭ ‬قطعة‭ ‬الحرير‭ ‬المتكاملة‭ ‬اللامعة‭ ‬التي‭ ‬طرحت‭ ‬أبطالا‭ ‬جدد‭ ‬في‭ ‬الصناعة‭ ‬على‭ ‬رأسها‭ ‬المخرج‭ ‬خالد‭ ‬الحلفاوي،‭ ‬والذي‭ ‬قدم‭ ‬حكاية‭ ‬بسيطة‭ ‬قد‭ ‬تبدو‭ ‬مكررة‭ ‬بجدية‭ ‬وطازجة‭ ‬الحكايات‭ ‬الأصيلة‭ ‬المختلفة‭ ‬قدم‭ ‬صورا‭ ‬جديدة‭ ‬ومختلفة‭ ‬من‭ ‬نجومها‭ ‬دينا‭ ‬الشربيني‭ ‬وشريف‭ ‬سلامة‭ ‬وآية‭ ‬سماحة،‭ ‬والكبار‭ ‬إسعاد‭ ‬يونس‭ ‬وأحمد‭ ‬كمال،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬النجاح‭ ‬الذي‭ ‬استقبله‭ ‬من‭ ‬تابع‭ ‬المسلسل‭ ‬بإبتسامة‭ ‬وطيب‭ ‬خاطر،‭ ‬نجاح‭ ‬خالد‭ ‬الحلفاوي‭ ‬قدم‭ ‬للصناعة‭ ‬مخرج‭ ‬مهم‭ ‬يمتلك‭ ‬أدواته‭ ‬بحرفية‭ ‬عالية،‭ ‬وهو‭ ‬نفس‭ ‬الحال‭ ‬مع‭ ‬كريم‭ ‬الشناوي‭ ‬الذي‭ ‬عبر‭ ‬بمسلسله‭ ‬“الهرشة‭ ‬السابعة”‭ ‬إلى‭ ‬بر‭ ‬الأمان‭ ‬والنجاح‭.. ‬“الهرشة‭ ‬السابعة”‭ ‬مسلسل‭ ‬شديد‭ ‬الخصوصية‭ ‬والثراء،‭ ‬بموضوع‭ ‬ومضمون‭ ‬مهم،‭ ‬تم‭ ‬معالجته‭ ‬برقي‭ ‬شديد‭ ‬ودقة‭ ‬متناهية‭ ‬وأداء‭ ‬عال‭ ‬من‭ ‬أبطاله‭ ‬أمينة‭ ‬خليل‭ ‬وأسماء‭ ‬جلال‭ ‬ومحمد‭ ‬شاهين‭ ‬وعلي‭ ‬قاسم،‭ ‬وأستحق‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬تحولات‭ ‬وتحديات‭ ‬الموسم‭ ‬الدرامي‭ ‬الرمضاني‭. ‬

قد‭ ‬تختلف‭ ‬مع‭ ‬محمد‭ ‬رمضان،‭ ‬وقد‭ ‬تختلف‭ ‬مع‭ ‬ما‭ ‬يقدمه،‭ ‬لكن‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تختلف‭ ‬على‭ ‬محمد‭ ‬رمضان‭ ‬كموهبة‭ ‬تجيد‭ ‬معرفة‭ ‬البوصلة‭ ‬التي‭ ‬تقودها‭ ‬إلى‭ ‬بر‭ ‬الجمهور،‭ ‬بوصلة‭ ‬رمضان‭ ‬مرتبطة‭ ‬بصورة‭ ‬كبيرة‭ ‬بالمخرج‭ ‬محمد‭ ‬سامي،‭ ‬الذي‭ ‬قدم‭ ‬معه‭ ‬أعمالا‭ ‬ناجحة‭ ‬جماهيريا،‭ ‬وجاء‭ ‬مسلسل‭ ‬“جعفر‭ ‬العمدة”‭ ‬ليكمل‭ ‬المسيرة،‭ ‬الحالة‭ ‬التي‭ ‬قدمها‭ ‬أبطال‭ ‬وصناع‭ ‬“جعفر‭ ‬العمدة”‭ ‬تستحق‭ ‬الدراسة،‭ ‬التعلق‭ ‬الكبير‭ ‬بأحداثه‭ ‬ومتابعته‭ ‬حتى‭ ‬النهاية‭ ‬تستحق‭ ‬وقفة‭ ‬للتحليل،‭ ‬الأداء‭ ‬المختلف‭ ‬لأغلب‭ ‬نجومه‭ ‬تستحق‭ ‬الإشادة،‭ ‬والنجومية‭ ‬التي‭ ‬قدمها‭ ‬العمل‭ ‬لوجوها‭ ‬جديدة‭ ‬فيه‭ ‬مؤشر‭ ‬على‭ ‬إختراقه‭ ‬لكل‭ ‬حواجز‭ ‬الصمت‭ ‬الدرامي‭ ‬متخطيا‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأعمال‭ ‬والنجاح‭ ‬لا‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬تنظير‭ ‬كبير‭ ‬ونجاح‭ ‬“جعفر‭ ‬العمدة”‭ ‬وصناعه‭ ‬يرى‭ ‬ويحس‭. ‬

التحولات‭ ‬الدرامية‭ ‬الناجحة‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬كثيرة‭ ‬وممتعة،‭ ‬وكما‭ ‬ذكرنا‭ ‬لا‭ ‬أحد‭ ‬خرج‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الموسم‭ ‬خاسرا،‭ ‬عودة‭ ‬المخرج‭ ‬خالد‭ ‬يوسف‭ ‬تحول‭ ‬وتحدي‭ ‬كبير،‭ ‬ومسلسله‭ ‬“سره‭ ‬الباتع”‭ ‬مهم،‭ ‬مغامرة‭ ‬روجينا‭ ‬بمسلسل‭ ‬“ستهم”‭ ‬تضعها‭ ‬في‭ ‬مكانة‭ ‬مختلفة،‭ ‬تقديم‭ ‬مسلسل‭ ‬بحجم‭ ‬عملة‭ ‬نادرة‭ ‬للنجمة‭ ‬نيللي‭ ‬كريم‭ ‬وإعادة‭ ‬اكتشاف‭ ‬أحمد‭ ‬عيد‭ ‬ومحمد‭ ‬فهيم‭ ‬والسورية‭ ‬جومانا‭ ‬مراد،‭ ‬والرؤية‭ ‬الدرامية‭ ‬لدكتور‭ ‬مدحت‭ ‬العدل‭ ‬والمخرج‭ ‬ماندو‭ ‬العدل‭ ‬تستحق‭ ‬أن‭ ‬تقف‭ ‬أمامها‭ ‬كثيرا‭.. ‬تحول‭ ‬وتحدي‭ ‬حنان‭ ‬مطاوع‭ ‬في‭ ‬مسلسلها‭ ‬“وعود‭ ‬سخية”‭ ‬هو‭ ‬الآخر‭ ‬تحدي‭ ‬من‭ ‬نوع‭ ‬خاص‭ ‬ويقدم‭ ‬درسا‭ ‬في‭ ‬التنوع‭ ‬لنجوم‭ ‬الدراما‭ ‬ويبرهن‭ ‬على‭ ‬موهبة‭ ‬كبيرة‭ ‬لا‭ ‬تحتاج‭ ‬منا‭ ‬الإشادة‭ ‬وأن‭ ‬كانت‭ ‬تستحقها‭. ‬

مسلسل‭ ‬“الصندوق”‭ ‬هو‭ ‬الآخر‭ ‬كان‭ ‬تحديا‭ ‬“خارج‭ ‬الصندوق”،‭ ‬وحقق‭ ‬نجاحا‭ ‬مهما،‭ ‬وقدم‭ ‬رؤية‭ ‬مختلفة‭ ‬لعمل‭ ‬جماعي‭ ‬يقوم‭ ‬ببطولته‭ ‬الموهوب‭ ‬المبشر‭ ‬أحمد‭ ‬داش،‭ ‬وهدى‭ ‬المفتي‭ ‬وعلي‭ ‬قاسم‭. ‬

الحقيقة‭ ‬أن‭ ‬الموسم‭ ‬الدرامي‭ ‬الرمضاني‭ ‬هذا‭ ‬العام،‭ ‬وبصورة‭ ‬كبيرة‭ ‬جدا،‭ ‬كان‭ ‬مرضيا،‭ ‬وعند‭ ‬حسن‭ ‬الظن،‭ ‬وحقق‭ ‬أهدافا‭ ‬كثيرة‭.. ‬يجب‭ ‬البناء‭ ‬عليها‭ ‬مستقبلا‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أعتقد‭ ‬أنه‭ ‬سوف‭ ‬يحدث‭.‬