فى الصميم

بايدن وترامب.. أى جديد؟!

جلال عارف
جلال عارف

فى الوقت الذى كان الأمريكان يترقبون بالأمس الإعلان الرسمى من الرئيس بايدن بترشيح نفسه لولاية ثانية، كان الرئيس السابق المتطلع للعودة للبيت الأبيض «ترامب» يبدأ فصلا فضائحيا جديدا مع بدء محاكمة جديدة فى قضية اغتصاب أقامتها ضده صحفية أمريكية.

ولا أحد يعرف الآن إذا كانت القضية الجديدة «والقضايا القادمة» ستصب فى صالح ترامب انتخابيا كما حدث بعد قضية رشوة الممثلة الإباحية لشراء صمتها عن علاقتها السابقة معه، أم أن زحام الفضائح سوف يؤثر سلبا فى النهاية.

لكن ربما تضفى محاكمات ترامب بعض الاثارة على معركة انتخابية ترى أغلبية الأمريكيين أنها ستكون مملة للغاية إذا كانت تكرارا للمعركة السابقة بين ترامب وبايدن، وهذا هو المرجح حتى الآن!!

بايدن لا يواجه منافسة داخل الحزب الديمقراطى، وترامب يتصدر مرشحى الحزب الجمهورى بفارق كبير، وإن كان الأمر مازال معلقا بتطورات المحاكمات التى يتعرض لها، وأداء المنافسين داخل الحزب وخاصة حاكم فلوريدا  «ديسانتس» النجم الصاعد فى الحزب. ورغم أن الديموقراطيين يتصرفون على أساس أن ترامب هو المنافس فى الانتخابات القادمة. ويشنون عليه حربا لا تتوقف..

إلا أنهم يعرفون أن فرصة بايدن ستكون أفضل مع ترامب عن غيره!!

والسبب فى ذلك أن مشكلة بايدن الأساسية هى أنه الآن فى الثمانين من عمره، والقلق من سنه ومن حالته الصحية يتزايد ويشكل نقطة ضعف فى حملته الانتخابية.

ووجود ترامب فى مواجهته يخفف هذه المشكلة لأن فارق السن بينهم لا يزيد على أربع سنوات بينما إذا حدثت المفاجأة وجاء ديسانتس بدلا من ترامب فستكون المفارقة واضحة مع أبن الخامسة والأربعين الذى يحمل نفس أفكار ترامب ويستطيع أن يجتذب جمهوره!!

صحيفة «الواشنطون بوست» نشرت نتائج استطلاع هام أظهر أن معظهم الامريكيين لايرغبون فى انتخابات مكررة بين بايدن وترامب، وإن قلة من جماهير الحزبين ترى أن أيا منهما يستحق الفوز فى الانتخابات القادمة.

لو كانت «كاميلا هاريس» نائبة بايدن قد حققت نجاحا فى موقعها لكانت هى المرشحة فى الانتخابات القادمة.

ولو اعترف الجمهوريون بهزيمة ترامب فى الانتخابات الماضية لكان المشهد مختلفا فى الانتخابات القادمة.

ولكانت أمريكا على موعد مع جيل جديد فى الحكم ورؤية جديدة للمستقبل وانتخابات تمثل موعدا مع صراع السياسة..

بدلا من أن تكون موعدا مع فضائح ترامب أمام المحاكم، وهفوات بايدن بسبب السن، وملل الأمريكيين من انتخابات لا جديد فيها!!