نقطة نظام

كلامهم باطل يراد به باطل

مديحة عزب
مديحة عزب

نحن فى حرب حقيقية إعلامياً واقتصادياً.. أما الحرب الإعلامية فتتركز فى صفحات وقنوات الخونة الهاربين للخارج، هذه المنصات الإعلامية سانّة أسنانها وحالفة ما تهمد إلا لو قامت ثورة فى مصر..

وهو الهدف الأكبر لأجهزة معادية تدفع للعناصر الإخوانية الهاربة على مدار الأربع والعشرين ساعة من أجل حقن المجتمع المصرى وشحنه بالأكاذيب سعياً لتضليلنا وصرف انتباهنا عن الحقائق عسى أن تنجح شائعاتهم فى تحريك الناس ضد الدولة..

هم يريدون أن يستخدموننا ضمن كتائبهم الإلكترونية بعد أن يتاجروا بالغضب الشعبى من ارتفاع الأسعار ويصورون لنا أننا الوحيدون فى العالم الذين نعانى اقتصادياً..

وأما الحرب الاقتصادية والتى لا ذنب لنا فيها فتكمن فى أمريكا التى قررت حرق اقتصادات العالم الناشئة كلها بسعار الرفع المتوالى لأسعار الفائدة وذلك لسحب الدولارات الساخنة من العالم كله بهدف أن تنقذ هيمنتها الاقتصادية على العالم تطبيقاً لمبدأ إن لم تستطع اصطياد الدب فاحرق الغابة..

يعنى القصة لا فشل الحكومة ولا فشل الدولة ولا فشل الاقتصاد المصرى، هذه أزمة دولية وحرب اقتصادية عالمية بين الصين وأمريكا ودول الاتحاد الأوروبى، والاقتصادات الناشئة هى التى تدفع الثمن..

زمان كانت ساحة الحرب فى الجبهة وعلى الحدود أما الآن فساحة القتال هى كل مكان يوجد به إنترنت، والأسلحة المستخدمة فى الحروب الحديثة هى التضليل الإعلامى وتزييف الوعى..

ومن خلال ملايين أجهزة النت الموجودة فى كل بيت يستطيع المواطن المصرى إما أن يكون جندياً فى جيش العدو بجهله واستسهال إلقاء الاتهامات أو أن يكون جندياً مقاتلاً لوطنه بتحصين نفسه ومن حوله بالحقيقة والتصدى للضلالات..

ما دفعنى لكتابة هذه السطور عزيزى القارئ أننى حتى الآن أجد على بعض صفحات النت من شبابنا مَن هم سماعون للأكاذيب والشائعات، وينساقون بدافع من غضبهم من ارتفاع الأسعار فى مصر إلى مجاراة بعض الآراء المعادية لوطننا فى الشحن ضد مشروعاتنا القومية المختلفة والتى يأتى على رأسها العاصمة الإدارية والمونوريل والقطار الكهربائى على أساس أنها السبب فى الأزمة الاقتصادية الحالية، بينما هذا الكلام باطل يراد به باطل لأنه على سبيل المثال فمشروع العاصمة الإدارية لم يأخذ من الدولة بل أعطى لها وقد تكفلت بتمويل المشروع شركة صينية من خلال قرض قيمته ثلاثة مليارات دولار تم صرفها لشركات مقاولات مصرية هى التى نفذت المشروع على أن يتم سداد القرض من إيرادات البيع والتأجير والتشغيل والتى لا شك أنها ستفوق أضعاف التكلفة..

كذلك ما من منطقة فى مصر شملها التطوير والتعديل إلا وستتم إعادة تسويقها وتسويق المناطق المحيطة بها..

أيضاً باكتمال الإنشاءات الجارية حاليا سواء فى العاصمة الجديدة أو غيرها لاشك أنه ستتم إعادة تسويق مصر نفسها دولياً بين دول العالم لجذب الشركات العالمية ومتعددة الجنسيات.. هناك أيضا السياحة وكذلك خلق ملايين من فرص العمل وفتح أبواب الرزق، يعنى باختصار هذه المشروعات وعلى رأسها العاصمة الجديدة عبارة عن تجسيد عبقرى لفكرة تحويل الرمل إلى ذهب..

أما عن إيراداتنا من العملة الصعبة فى مصر وعلى رأسها الدولار فطبقاً لما ذكره البنك المركزى قد انخفضت تحويلات المصريين بالخارج بنسب متفاوتة وبهذه المناسبة لدى سؤال بسيط لكل أهالينا وتقريباً لا توجد عائلة مصرية ليس لها مَن يعمل بالخارج، هوه انتم لما بتغيروا الدولار خارج البنك ده حلال ولا حرام، أنتم تعتقدون أنكم المستفيدون بينما فى الحقيقة أنتم تصنعون بأيديكم حلقة خانقة حول المجتمع كله وتضرون البلد بأكملها، حتقولوا الفرق كبير بين سعر البنك وسعر السوق السوداء حاقولكم انتم اللى عملتم الفرق ده لما احتفظتم بالدولار وبطلتم تغيروه من البنوك ولما أبناؤكم قللوا تحويلاتهم من الخارج بينما بلدكم فى أمس الحاجة للعملة الصعبة.. حبوا بلدكم بجد..
ما قل ودل:

لما تركب قطار التضحيات اعرف ان اخر الخط محطة اسمها محدش طلب منك (ما قل ودل).