جميل چورچ
يوم الثلاثاء القادم تحتفل مصر بأعز أعيادها القومية.. إنه عيد سيناء أرض الفيروز.. كنز الذكريات التى لا ولن تنسى.. إنها ملحمة التضحية والفداء من أجل الوطن بكل ما تحمله هذه الكلمات من معان رائعة.. إنها تجسد بطولات شعب سيناء حراس الجبهة الشرقية للوطن، وتضحيات شباب قواتنا المسلحة والشرطة الذين ضحوا بحياتهم لكى نحيا، وحتى تتحرر كل ذرة من ترابها من دنس إسرائيل المحتلة.. إلى أن كان الهجوم الذى شنته قواتنا يوم السبت السادس من أكتوبر ٧٣ بعد إعداد خطة خداع استراتيجى ناجحة أعدتها القيادة المصرية بالتنسيق مع القيادة السورية.. وبعد أن اختارت هذا اليوم لأنه كان عيد الكيبور ويوم الانتخابات الإسرائيلية ويوم السبت الذى تتعطل فيه الحياة وفق الديانة اليهودية، والإعلان عن سفر قياداتنا للعمرة والحج.
وفى ذلك اليوم توغلت قواتنا ٢٠ كيلو شرق القناة وانهار أقوى الحصون وهو خط بارليف.. وفى مواجهة هذه الانتصارات استغاثت جولدا مائير بأمريكا التى قدمت الدعم والسلاح لإسرائيل، وفى المقابل جاء الدعم من الاتحاد السوفيتى فى ذلك الوقت والدول العربية.. وبعد معارك استمرت ١٧ يوما صدر قرار وقف إطلاق النار.. وفى عام ٧٩ كانت اتفاقية كامب ديفيد بعد معركة السلام والحرب التى خاضها الرئيس الراحل أنور السادات إلى أن استردت مصر سيادتها الكاملة على سيناء وارتفع علم مصر على أراضيها يوم ٢٥ إبريل ٨٢.. وإلى أن اكتمل تحريرها برفع العلم فوق طابا بعد ملحمة كفاح قانونى وسياسى سجلها التاريخ وحسمها لصالح الوطن.
ومنذ أن تم التحرير.. وفى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى شهدت هذه البقعة الغالية من أرض الوطن نهضة غير مسبوقة رغم محاولات الإرهاب والإخوان السيطرة عليها.. بتضحيات غالية من المواطنين وقواتنا المسلحة.. وعلى مدى ٨ سنوات تحولت هذه المحافظات إلى واحة للاستقرار والأمان وعودة الحياة إلى طبيعتها.. ودخلت الدولة بكل ثقلها ليتحقق الربط بين سيناء والدلتا من خلال تسعة أنفاق.. وضخت الحكومة ما يزيد على ٦٠٠ مليار جنيه لتنفيذ مشروعات البنية التحتية وإنشاء الطرق وتطوير العشوائيات، ومد شبكات الكهرباء والمياه وإنشاء الجامعات والمستشفيات، وتطوير المطارات والموانئ.. وازدواج قناة السويس التى أصبحت مصدرا للدخل للموازنة.. وفى الوقت نفسه تعمل الدولة على تنشيط السياحة الدينية فى جنوب سيناء.. وتوفير فرص العمل وتوطين السكان فى أماكن إقامتهم.
