بعد انتهاء احتفــالات أسبوع الآلام.. يبدأ موسم الزيجات المسيحية

موسم الزيجات المسيحية
موسم الزيجات المسيحية

حسن حافظ

مـــا إن تنتهــى احتفــالات أســبوع الآلام وانتهـــاء الصوم الكبير، حتى دبت روح جديدة فى معظم البيوت المسيحية التى تستعد لفرحة تهب فى أيام الخماسين، حيث بدأ موسم الزواج عند الكثير من المسيحيين المصريين الذين يركزون على الزواج فى هذه الأيام التى تعقب انتهاء الصوم الكبير وصولا إلى عيد الصعود المجيد، أى لمدة 40 يوما، فعادة ما تشهد هذه الأيام إقبالا كبيرا على الكنائس لعقد إكليل الزواج، باعتباره أحد أسرار الكنيسة السبعة، لتتحول الأسابيع التى تلى أسبوع الآلام إلى أيام من البهجة والفرحة تعم الكنائس والبيوت المسيحية.

عيد القيامة

انتشار الأفراح المسيحية وعقد أكاليل الزواج فضلا عن عقد حفلات الخطوبة عقب عيد القيامة له أسبابه المقنعة، فبعد انتهاء الصوم الكبير بأسبوع الآلام وعيد القيامة المجيد، وتبدأ أيام الخماسين التى تستمر أربعين يوما، وصولا إلى موعد عيد الصعود المجيد، حيث يؤمن المسيحيون أن الرب صعد إلى السماء بعد أن أتم عمل الفداء من بعد أربعين يوما من قيامته، لذا تتميز هذه الأيام بأنها أيام فرح وبهجة يُمنع فيها الصيام انقطاعيا، كما هو معتاد فى باقى أيام السنة، لذا يصبح من الطبيعى أن تشهد الكنائس احتفالات الزواج فى هذه الفترة التى لا توجد فيها فترات صيام وتتميز بأجواء الفرحة والبهجة.

المميز أيضًا فى فترة أيام الخماسين، أن طقوس صلوات تلك الفترة غلبت عليها الألحان الكنسية المبهجة (الفريحى)، حتى عند أداء قداس الجنازات، ويتم الاحتفال يوميا فى القداسات بتذكار قيامة السيد المسيح، وذلك وصولا إلى عيد الصعود المجيد، وهى أجواء احتفالية متميزة تأتى بعد فترة صوم استمرت على مدار 55 يوما، ولا تشهد فترة الصوم الكبير أى صلوات إكليل زواج، لذا يكون من الطبيعى أن تشهد الفترة التالية على الصوم الكبير فى أيام الخماسين إقبالا كبيرا على عقد الزيجات وسط أجواء عامة من الفرحة والسعادة بين مختلف الأسر المسيحية فضلا عن الكنائس التى كانت قد بدأت الاستعدادات المكثفة لاستقبال راغبى عقد إكليل الزواج. 

الزواج بالكنائس

وعن هذه الظاهرة يقول القس عبدالمسيح بسيط، إن الإقبال على عقد أكاليل الزواج بالكنائس يعود فى الأساس إلى أنها فترة لا صيام فيها بعد انتهاء فترة الصوم الكبير، ومن ميزات هذه الفترة التى تمتد لأربعين يوما أى حتى عيد الصعود المجيد، ألا صوم فيها البتة بما فى ذلك الصوم الاعتيادى المتقطع يومى الأربعاء والجمعة، لذا يستغل العديد من المقبلين على الزواج هذه الفترة الاستثنائية فى التقدم لحجز الكنائس لعقد إكليل الزواج، خاصة أن فترة الصوم الكبير التى تستمر لمدة 55 يوما تشهد توقف الكنائس عن عقد إكليل الزواج، لأنها فترة زهد وتعبد وصيام طويل، لذا ترى الإقبال على حجز الكنائس لعقد أكاليل الزواج شديدا ويبدأ قبل شهر من انتهاء أسبوع الآلام.

ولشــدة الإقـــبال على الكــنائس تم وضع العديد من القواعد المنظمة لعملية عقد إكليل الزواج، من أهمها أن يُعقد الإكليل فى الإيبراشية التى ينتمى إليها العروسان، ويُسمح بعقد الإكليل خارج الإيبراشية المختارة عندما يكون العروسان من محافظتين مختلفتين، وقد كان الإقبال على الكنائس الكبرى فى المحافظات لعقد إكليل الزواج، وتعد كنائس مارمرقس كليوباترا ومارجرجس هليوبولس، والعذراء أرض الجولف، أشهر وأغلى الكنائس التى تستقبل قداس إكليل الزواج، لوجودها فى حى مصر الجديدة، وكون العادة أن تتفاخر العائلات القاهرية بعقد إكليل الزواج فى هذه الكنائس الشهيرة بفخامتها، ومع الإقبال الكبير قامت عدة كنائس بتأسيس أجهزة تابعة لها لتجهيز ديكورات الكنائس أثناء إكليل الزواج، حيث يتم تأجير قاعات الكنائس بمقابل مادى يختلف بحسب المحافظة والحى الذى تقع فيه الكنيسة، إذ تعطى الكنيسة المرقصية الحق لكل أسقف أن يحدد الرسوم المناسبة لعقد إكليل الزواج بما يتوافق مع موقع كل كنيسة وإمكاناتها وحجم الإقبال عليها.

أقرأ أيضأ : أقباط المنيا يحتفلون بالجمعة العظيمة بالصلوات وأكل «النابت»

ويشرف كاهن الكنيسة على إكليل الزواج، إذ يعد الأخير من أسرار الكنيسة السبعة، بحسب موقع الأنبا تكلا هيمانوت لتراث الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، لذا يشرف على طقوس الإكليل بشكل كامل، ويتولى الصلوات التى تسمى الطلبات، التى يطالب فيها بالرحمة والبركة والنعمة من الله للعروسين.

نقلا من عدد أخر ساعة بتاريخ 19/4/2023