قصة اية

د.عصام الروبى
د.عصام الروبى

فى هذا الباب والذى يحمل عنوان «قصة آية» نقدم لك عزيزى القارئ فى كل يوم من أيام شهر رمضان المبارك شرحا بسيطا لآية أو أكثر من آيات كتاب الله، كان لها قصة وسبب.

قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ) (الحجرات:6)

يقول د.عصام الروبى، أستاذ التفسير بالأزهر الشريف: جاء فى سبب نزول الآية عن أمّ سلمة، قالت: بعث رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم رجلا فى صدقات بنى المصطلق بعد الوقعة، فسمع بذلك القوم، فتلقوه يعظمون أمر رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم، قال: فحدّثه الشيطان أنهم يريدون قتله، قالت: فرجع إلى رسول الله ، فقال: إن بنى المصطلق قد منعوا صدقاتهم، فغضب رسول الله  والمسلمون قال: فبلغ القوم رجوعه.

اقرأ ايضاً| خواطر الأمام الشعراوي | كانوا خصوماً للدعوة ثم أصبحوا قادة

وقال: فأتوا رسول الله  فصفوا، له حين صلى الظهر فقالوا: نعوذ بالله من سخط الله وسخط رسوله، بعثت إلينا رجلا مصدّقا، فسررنا بذلك، وقرّت به أعيننا، ثم إنه رجع من بعض الطريق، فخشينا أن يكون ذلك غضبا من الله ومن رسوله، فلم يزالوا يكلمونه حتى جاء بلال، وأذّن بصلاة العصر، قال: ونزلت الآية، هذا وقد اختلف القرّاء فى قراءة قوله: «فَتَبَيَّنُوا» فقرأ ذلك عامة قراء أهل المدينة «فَتَثَبَّتُوا» بالثاء، وذُكر أنها فى مصحف عبد الله منقوطة بالثاء، أى لا تعجلوا بقبوله، وكذلك معنى (فَتَثَبَّتُوا)..

ويستفاد من هذا أن التسرع فى الحكم على الآخرين آفة، لأنه سبيل لاتهام الغير بما ليس فيه وكل هذا خطأ ينبغى أن يتدارك فالتأنى التأنى والتروى التروى قبل إصدار الأحكام على الغير، يستفاد من هذه الآية مبدأ التوثيق، بمعنى ان أستند فى قولى على بينة أو دليل ملموس إن كان لى حق الحكم على الآخرين بفض منازعة أو إنهاء خصومة حتى لا اتهم الناس بلا برهان أو دليل، جنبنا الله تعالى من الزلل فى القول والعمل.