فيصل مصطفى يكتب.. أسبوع الأعياد

فيصل مصطفى
فيصل مصطفى

تحتفل مصر والأمة العربية من يوم الأحد وحتى مطلع الأسبوع المقبل بسلسلة من الإحتفالات الدينية والشعبية في توقيت واحد لايتعدى أسبوعا ، يضم عيد القيامة المجيد ، وهو عيد دينى للأخوة المسيحيين أبناء النسيج الواحد . ويضم عيد شم النسيم ، وهو عيد شعبى لعموم المصريين . وأيضا نحتفل بليلة القدر وهى ليلة خير من ألف شهر . وتأتى في نفس الأسبوع الملىء والمزدحم بالأعياد ، وهى بمثابة عيد خاص للمسلمين ، ثم يُختتم أسبوع الأعياد بعيد الفطر المبارك ووقفته المميزة .
وتجميع كل هذه الإحتفالات في توقيت زمنى واحد تقريبا وفى مدة صغيرة لاتتجاوز أصابع اليدين ، دلالة ربانية على توحد الشعب المصرى وسائر الأخوة العرب في بوتقة واحدة دينية وشعبية ووطنية ، رسالة تقول أن الإتحاد قوة ، وأننا جميعا أبناء وطن واحد ، وأبناء نسيج واحد ، لايمكن تمزيقه أو تغييره أو تبديله .
هي رسالة واضحة تحمل الطابع الدينى والسياسى والوطنى وأيضا التاريخى ، هي رسالة تقول أننا أمة واحدة منذ فجر التاريخ ، وسوف نظل كذلك إلى يوم الدين ، أمة واحدة ليست الأمة المصرية فحسب ، وإنما الأمة العربية كلها من المحيط إلى الخليج .
 رسالة تقول أن على الجميع أن يدرك المعنى والمغزى لهذا التوقيت المجمع لكل الأعياد . والرسالة المحددة في الآية القرآنية التي تقول :
"وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا" .
والدين هنا ، يعنى الوطنية والقومية والتمسك بالثوابت المتفق والمتعارف عليها منذ فجر التاريخ . والمغزى من وراء ذلك ، أننا في أشد الحاجة إلى التلاحم والتماسك إزاء الحملة العاتية التي تواجه المجتع العربى ككل من قبل قوى الشر ، وأن علينا أيضا أن نتماسك ونتغلب على المصاعب والتحديات الهائلة التي تهدد أمننا القومى ، والتي تحاول أن تشعل الحرائق حول وطننا المفدى مصر .
إنها مجموعة رسائل هامة ، وتحمل دلالات مهمة لابد من تسليط الضوء عليها والاستفادة من دروسها ومعطياتها .
وإنى باعتبارى من المتفائلين دائما من حيث المبدأ ، أثق أن هذه الإحتفالات المجمعة بجملة هذه الأعياد ، والتي تتزامن في توقيت واحد ، إشارة إلى إنتصاراتنا المقبلة ، والتي سوف تتوالى في كافة القطاعات والمجالات . إنها رسالة للتأكيد على الثوابت ولرفع المعنويات وتعظيم الإنتماء وشحذ الهمم للإلتفاف صفا واحدا على قلب رجل واحد ، لمواجهة الأخطار والتحرشات التي تحاول عبثا أن تنال من مصر وريادتها وزعامتها .
إنه قدر مصر ، فهى دولة إستراتيجية خُلقتْ من أجل أن تؤدى أدوارا إستراتيجية بالغة الأهمية للبشرية جمعاء ، وتؤكد أنها دولة مع القدر .
وأننى في النهاية لا أملك سوى أنه أتوجه بالتحية الصادقة لكل أبناء شعبنا العظيم المسيحيين والمسلمين ، أبناء النسيج الوطنى الواحد ، ولكل أبناء أمتنا العربية من المحيط إلى الخليج ، لنؤكد فيه على صمودنا وثباتنا ، ونتأهب للإحتفال بأعياد العام المقبل ، ونحن نكون في أحسن حال وفى قمة الإنتصار والصعود ، وتبووء المكانة اللائقة بنا كخير أمة أُخرجت للناس . 
[email protected]