علامات استفهام بلا أجوبة .. دور البنتاجون و«CIA» فى انتشار كورونـا

مختبر ووهان
مختبر ووهان

دينا توفيق

جائحة تفشت وتألم العالم، بدأت شرارتها فى ووهان الصينية ديسمبر 2019، ولا أحد يعلم من أين أتت ولا كيف، أزهقت الأرواح وتكبد الاقتصاد خسائر فادحة؛ بعد فرض التباعد الاجتماعى وعمليات الإغلاق وتعطل سلاسل التوريد، أزمة غذاء ونقص فى السلع وتداعيات أخرى لهذا الفيروس الغامض، أقاويل كثيرة ترددت وعلامات استفهام عديدة ظلت بلا أجوبة، وحتى مع محاولات إزالة الغموض حول المرض ستظل هناك حلقة مفقودة، وربما حلقات؛ وفى كل مرة تكشف تفاصيل وأسراراً عنه، ما يجعله محط اهتمام الناشرين ومادة دسمة لصناع الميديا مع مدى قرب الراوى من دوائر صنع القرار حينها.

كتاب الحقيقة حول ووهان 

في كتاب جديد بعنوان الحقيقة حول ووهان: كيف تم كشف أكبر كذبة في التاريخ، يزعـــم عـالم الأوبئـــة والأمـراض المعـدية الأمريكي الدكتور أندرو هوف، نائب الرئيس السابق لشركة EcoHealth Alliance الطبية الأمريكية،‏ المنظمة غير الربحية التي تساعد في تمويل الأبحاث العلمية، أن رئيسه في الشركة الدكتور بيتر داسزاك، أحد أعضاء فريق منظمة الصحة العالمية الذي حقق في أصل كورونا بالصين، كان يعمل مع وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية وأنه ابتداءً من 2012، أشرف على تطوير العامل البيولوجي المعروف باسم SARS-CoV-2 الذي نتج عنه مرض كوفيد-19، بتمويل من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) والمعاهد الوطنية للصحة (NIH).

ووفقًا لهوف، أحد قدامى المحاربين في حرب العراق فإن الدكتور داسزاك والدكتور أنتوني فاوتشي، مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية منذ عام1984 حتى تقاعده في ديسمبر2022، جنبًا إلى جنب مع زملاء آخرين، كانوا أحد أعضاء المجمع الصناعي العسكري الطبي، الذين صمموا الجائحة، وتآمروا لتشويه أي شخص لا يدعم روايتهم- بما في ذلك هوف الذي تعرض لحملة مراقبة من مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) مضايقات كادت تؤدي إلى وفاته.

كانت إحدى المهام الأولى التي قام بها الدكتور هوف أثناء عمله في EcoHealth Alliance هي مراجعة اقتراح المعاهد الوطنية للصحة بعنوان افهم مخاطر ظهور فيروس كورونا الخفافيشب، كتبه الدكتور داسزاك بالمشاركة مع الدكتورة الصينية اجينجلي شيب التي اشتهرت بعالمة االوطاويطب أو االمرأة الوطواطب من معهد ووهان لعلم الفيروسات (WIV) وبعض علماء آخرين. وحظيت الدراسة بدعم الدكتور ارالف باريكب، عالم الفيروسات في كلية اجيلينجزب للصحة العامة بجامعة نورث كارولينا، والتي تحتل المرتبة الثالثة في تمويل المعاهد الوطنية للصحة. دعا الاقتراح إلى دراسة الأشخاص في المناطق الريفية في الصين الذين ربما على اتصال بالخفافيش التي كانت سببًا في نشر فيروس كورونا بين البشر والكشف عنه بهدف التمكن من التنبؤ بالطريقة المثلى لنقله. كما تهدف إلى تطوير سلالات جديدة من الفيروس وإجراء تجارب من شأنها تعزيز قدرته على إصابة الخلايا البشرية وحيوانات المختبر باستخدام تقنيات الهندسة الوراثية.

الرئيس الأمريكي باراك أوباما

وفي17 أكتوبر 2014، أعلنت إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما وقف أبحاث اكتساب الوظيفة المتعلقة بالأنفلونزا ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية (MERS) والمتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة (سارس) بعد حادث في المركز الأمريكي لمكافحة الأمراض والوقاية منها(CDC)، وفقًا لصحيفة اآسيا تايمزب. وبعد ذلك، قام الدكتور فاوتشي بالاستعانة بمصادر خارجية لأبحاث اكتساب الوظيفة للعمل في مختبر ووهان الصيني كما قام بترخيص المختبر لمواصلة تلقي تمويل الحكومة الأمريكية. وحينها رفعت إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الوقف لأبحاث اكتساب الوظيفة في ديسمبر2017، وأرسل فاوتشي3.7 مليون دولار من المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية إلى معهد ووهان لإعادة تشغيل مشروع خفاش فيروس كورونا. وكانت النتيجة النهائية لأبحاث الأسلحة البيولوجية هي اتكوين فيروس SARS-CoV-2ب، والذي ايسبب المرض المعروف باسم COVID-19ب. ووفقًا لهوف، تم تطوير العامل المعدي  SARS-CoV-2 ولقاح كوفيد mRNA؛ الذي يصفه هوف بأنه العلاج الجيني- في إطار البرنامج البحثي ذاته.

وفـــي استجــــواب تـــم داخـــل المعاهــــد الوطنية للصحة في فبراير 2020، أخبرت مجموعة صغيرة من علماء الفيروسات قيادة المعاهد أن السارس -CoV-2 ربما نشأ من الأبحاث المخبرية، وأشاروا إلى أن الفيروس له اصفات غير عادية استخدمها علماء الفيروسات في الولايات المتحدة في التجارب لسنوات، بدعم من المعاهد الوطنية للصحةب. تتضمن هذه الصفات غير العادية سلسلة من ثمانية أحماض أمينية متطابقة مع تلك الموجودة في الخلايا التي تبطن المجرى الهوائي في البشر، وفقًا لأساتذة جامعة كولومبيا الاقتصادي الأمريكي الشهير ورئيس لجنة الفيروسات التاجية في مجلة الانسيتب العلمية اجيفري ساكسب، وأستاذ علم الأدوية الجزيئي انيل هاريسونب، مما يشير إلى أن الفيروس قد يكون معدلًا وراثيًا من العلماء في المختبر.

ابن الرئيس الأمريكي

فيما اكتشف هوف أن شخصًا ما قام بتعديل اقتراح المعاهد الوطنية للصحة بعد تقديمه في 15 أبريل 2014؛ كما لاحظ الرقابة التفصيلية الشديدة للمشروع مــن قـــبل موظـــفـي منظـــمات وموظــفي السفارة الأمريكية، وغـــيرهم من موظفي وزارة الخارجية الأمريكية. كان المقاول الرئيسي من الباطــن هـــــو Metabiota، التابعة للبنتاجون المتخصصة في البحث عن الأمراض المسببة للأوبئة التي يمكن استخـــدامهــا كأسلحــــــة بيولوجــــية، والـتــــي كانت مملوكة جزئيًا لشركة Rosemont Seneca، وهي شركة مملوكة جزئيًا لشركة لابن الرئيس الأمريكي جو بايدن هانتر وشركة رأس المال الاستثماري In-Q-Tel التابعة لوكالة الاستخبارات المركزية، والتي تستثمر في الشركات التي تجعل التكنولوجيا ذات مصلحة للأمن القومي.

خلص هوف إلى أن شركة EcoHeath Alliance تعمل في مجال جمع المعلومات الاستخباراتية عن المختبرات والموظفين الأجانب أثناء مشاركتهم في تطوير فيروس كورونا. حتى أن داسزاك أخبره أن وكالة الاستخبارات المركزية قد اتصلت به وكانت مهتمة ابالأماكن التي يعملون بها، والأشخاص الذين يعملون معهم، والبيانات التي يجمعونها.

تخليق فيروسات قاتلة

كانت وكالة الاستخبارات في الماضي متورطة في تخليق فيروسات قاتلة كأسلحة بيولوجية في منشأة سرية تابعة للجيش الأمريكي في فورت ديتريك بولاية ماريلاند، ويبدو أن التاريخ يعيد نفسه. ووفقًا لما ذكره هوف في كتابه الجديد فإن نائب الرئيس التنفيذي لشركة EcoHealth Alliance وليام كاريش، على صلة مباشرة بمؤسسة الدفاع البيولوجي الأمريكية كعضو في إدارة التأهب والاستجابة الاستراتيجية (ASPR) حول الدفاع البيولوجي.

وفقًا لهوف، يمكن لشركة فايزر وموديرنا جني مليارات الدولارات من اللقاح، ويمكن للنخبة الاقتصادية والسياسية العالمية تعزيز فكرتها عن اإعادة التعيين الكبرىب التي من شأنها زيادة تمكين الشركات الكبيرة وتدمير المجتمع المدني، بعد هندسة الكساد الاقتصادي.

أفادت مراكز السيطرة على الأمراض (CDC) أن 94٪ من وفيات كورونا مصحوبة بأمراض أخرى. وأن 6٪ فقط من الوفيات كانت بسبب الجائحة. تم استخدام تكتيكات التخويف والذعر الزائف من اإنفلونزا الخنازيرب H1N1 في 2009 و2010؛ وفقًا للطبيب الألماني اوولفجانج وودارجب، ورئيس قسم الصحة في المجلس الأوروبي آنذاك.

زيادة أرباح شركات الأدوية

كانت المحركات الرئيسية للسياسة الحكومية في الولايات المتحدة والعالم هي مؤسسات الشركات مثل روكفلر وسوروس وفورد وجيتس. كان هدفهم زيادة أرباح شركات الأدوية التي لديهم استثمارات فيها؛ والحوكمة العالمية والاستبداد الرقمي؛ وتعزيز إعادة التعيين الكبرى للمنتدى الاقتصادي العالمي، والتي تهدف إلى إعادة هيكلة الاقتصاد العالمي لصالح احتكارات شركات مختارة من خلال الإغلاق الفعال لقطاعات ضخمة من اقتصاد ما قبل كورونا ودفع بعض الشركات إلى الإفلاس. فيما أشار ابرنامج الحد من التهديدات البيولوجية في أوكرانياب، إلى أن العناصر في حكومة الولايات المتحدة كانت على الأقل على دراية بالفيروس قبل انتشاره في الصين أو كان لديها يد في تخليقه. ومن وقت إلى آخر، ستتكشف المزيد من الأسرار حول هذه الجائحة مثلها مثل الحروب التي تدار خلف الأبواب المغلقة.

نقلا من عدد أخر ساعة بتاريخ 12/4/2023

أقرأ أيضأ : بايدن يصدر قانوناً يرفع السرية عن معلومات حول منشأ فيروس كورونا