فى الصميم

حرب أوكرانيا.. إلى أين؟!

جلال عارف
جلال عارف

من بداية العام وهناك تساؤلات حول ما إذا كانت الحرب فى أوكرانيا ستشهد الهجوم المضاد الأوكرانى المنتظر فى الربيع.. أم أن الشكاوى المتكررة من الرئيس الأوكرانى "زيلنسكى" من نقص السلاح المتطور الذى يطلبه من الحلفاء هى مقدمة لإلغاء الهجوم أو تأجيله على الأقل؟!

عاملان جديدان يدخلان الآن على الموقف. العامل الأول والأهم هو ما كشفته الوثائق الأمريكية العسكرية المسربة عن وضع القوات الأوكرانية، وما أثارته من اضطراب فى العلاقة بين أمريكا والعديد من الحلفاء وفى المقدمة أوكرانيا نفسها "!!!"..

فرغم الاعتراف فى  الوثائق بجهد الحلفاء بزعامة أمريكا لتدريب تسعة ألوية أوكرانية، ولضخ المزيد من الأسلحة..

فإن التقييم الأمريكى سلبى بشأن قدرة أوكرانيا على تحقيق انتصار فى  المدى القريب!

وفى الحقيقة فإن هذا التقييم ليس جديدا تماما. وتصريحات رئيس الأركان الأمريكى "الجنرال ميلى" قبل شهور أكدت على أن القوات الأوكرانية لن تستطيع تحقيق انتصار حاسم هذا العام ورغم الدبابات  الحديثة التى قرر الحلفاء إرسالها لأوكرانيا فإن الأعداد المحدودة لهذه الدبابات والبطء فى تسليمها يؤكدان مخاوف "الناتو" من التورط المباشر فى الصراع.

خاصة مع الحديث عن الأسلحة النووية التكتيكية وبحث تزويد أوكرانيا بالطائرات المقاتلة، وإن كان ذلك كله بقى فى إطار محاولة كل طرف فى الصراع كبح جماح الطرف الآخر.

العامل الثانى الذى دخل على الصراع هو الموقف الذى أعلنه الرئيس الفرنسى ماكرون بدعوة أوروبا إلى الاستقلال الاستراتيجى وعدم التبعية لأمريكا. 

صحيح أن الحديث كان عن الصراع مع الصين وعدم التورط فيه، لكنه ليس بعيدا تماما عن الحرب فى أوكرانيا والصراع مع روسيا الذى حمل أوروبا أعباء اقتصادية ومخاطر عسكرية واضطرابات مجتمعية لم يعد ممكنا الاستمرار فيها لأجل غير مسمى وهو ما تراهن عليه أمريكا لاستنزاف روسيا.

فى الغالب لن يكون هناك هجوم أوكرانى شامل.. لكن ماذا عن روسيا؟ هل تترجم تفوقها النسبى وتطور هجومها. أم تعزز مواقعها وتنتظر التفاوض الذى مازالت أبوابه مغلقة؟.. موقف أوروبا "وخاصة فرنسا وألمانيا" سيكون حاسما فى البحث عن الإجابة قبل أن يداهمها انفجار أكبر من كل الحسابات!