أما قبل

هى الروح.. وأشياء أخرى

إبراهيم المنيسي
إبراهيم المنيسي

لا أحد يمكن أن ينكر كفاءة فريق بيراميدز وجودة عدد من لاعبيه، لكنه وعلى مدى السنوات الخمس منذ تأسيسه لم يتمكن من تحقيق بطولة واحدة برغم ما أنفق عليه وبلوغه النهائى مرتين بكأس مصر ومرة فى الكونفيدرالية، وجاءت هزيمته فى النهائى المثير أمام الأهلى هذا الأسبوع  لتفتح الباب واسعا أمام التفسيرات الكثيرة لأسباب تتويج الأهلى واستعصاء البطولة على بيراميدز ولتظهر الحقيقة جلية: هى الروح وأشياء أخرى أبرزها الجمهور وثقافة البطولة..

الأهلى بحصوله على لقب كأس مصر للمرة الثامنة والثلاثين فى تاريخه عزز رقمه الأسطورى - كما وصفه الفيفا - بالتتويج بالبطولة رقم ١٤٥ فى تاريخه الكروى وهو الرقم القياسى الذى يجلس به بطل مصر على عرش البطولات الكروية محليا وقاريا وإقليميا.. على مستوى العالم.. وهذه جزئية شديدة التأثير فى صنع بطولات الحاضر. العمق التاريخى يخلق دوافع وإرثا مهما دافعا للتتويج ونبراسا للتفوق.. الماضى يصنع الحاضر ويؤثر بقوة فى حسابات المستقبل..

ولعل من عجب المفارقة أن اللقب الأخير للأهلى والذى تحقق يوم ١٠ أبريل ٢٠٢٣ قد جاء فى نفس اليوم الذى تمر فيه ذكرى تحقيق الأهلى أول بطولة له فى كرة القدم وكانت كأس السلطان حسين يوم ١٠ أبريل ١٩٢٣.. ومن هنا كانت البداية..

قدرة الأهلى على التتويج ونهمه فى إحراز الألقاب وتمسكه بالتفوق وأسبابه ومراكمة النجاح؛ كلها تمثل مكونات خلطة سحرية يمكن لكل طامح فى التفوق التوقف عندها وتدارس تفصيلاتها..

ثقافة البطولة ليست أمرا هينا خاصة عندما تتعزز بموجب الروح العالية فى الأداء والتشجيع المتدفق من المدرجات.. والثقة فى القدرة والرغبة فى الفوز والإصرار عليه.. هى الروح..

ولأهمية الروح العالية والإيجابية، كانت الصورة الرائعة من ستاد القاهرة نابعة من الروح الطيبة والمسئولة التى توفرت بين كل عناصر المنظومة الكروية فى الأسابيع الأخيرة والتى تجاوبت معها، بل وقادتها وزارة الداخلية بحس وطنى وأمنى كبير، وسمحت بامتلاء المدرجات بالجماهير.

وأحيانا بسعة كاملة كما حدث باستاد القاهرة فى مباراة الأهلى والهلال السودانى وتواصل الحضور الجماهيرى الكبير ناقلا عن مصرنا الغالية الصورة الدالة والدامغة عن استقرار البلاد وأمنها..

هى الروح التى تولدت بين الجميع خاصة الجماهير التى برهنت على وعيها وتقديرها لرجال الأمن وتوقيرها للقانون.. فكانت هذه الصورة..

ولم تغب الروح والحماسة الراغبة فى النجاح عن البرتغالى فيتور بيريرا الرئيس الحديد للجنة الحكام الكروية، فتمسك بالحكم المصرى لنهائى الكأس مطالبا بالثقة فى حكامنا والصبر عليهم لتطوير أدائهم وصقل خبراتهم وفرض وجودهم  دوليا..

فيتور لديه روح متدفقة لا تقل عما لدى مواطنه ومرشحه وداعمه روى فيتوريا المدير الفنى للمنتخب الوطنى.. كلاهما يرغب فى النجاح. فهل تتضافر جهودنا وتخلص نوايانا ونعيد ترتيب أوضاعنا ونتمسك بالوصفة السحرية: الروح.. وأشياء أخرى..