رئيس جامعة كفر الشيخ: قادرون على إسعاد أنفسنا ولو بفانوس من الورق

د. عبدالرازق  دسوقي أثناء حواره مع محرر «الأخبار»
د. عبدالرازق دسوقي أثناء حواره مع محرر «الأخبار»

شهر رمضان أيام لا يتقرب فيها لربه فحسب، بل فرصة ليعيش نوعاً من النفحات التى تلقى بظلالها عليه، من جراء صلة الأرحام ومساعدة الفقراء وجبر الخواطر  وقراءة القرآن، وكثرة الصلوات ولنا فى كل يوم ضيف ليحكى ذكرياته مع رمضان، واليوم ضيفنا الدكتور عبدالرازق  دسوقى، أستاذ الطب البيطرى.

 يتمتع د. عبد الرازق دسوقى، رئيس جامعة كفر الشيخ، بشخصية محبة للآخرين، جذوره تعود إلى إحدى القرى الريفية بمحافظة كفر الشيخ وهى قرية سيدى سالم، ورغم تقلده أعلى منصب جامعى إلا أنه يحرص على زيارتها أسبوعياً لصلة رحمه .. ولكن فى رمضان يقضى أكثر وقت ممكن، لشعوره بأن رمضان فى الريف «حاجة تانية» ورغم مشاغله، إلا أن القرية لها مكان كبير فى قلبه وعقله أيضاً، حاورناه  حول روحانيات الشهر الفضيل والذى أكد أنه على كل المصريين وبالأخص الشباب ان يستغلوا هذا الشهر فى تقويم سلوكيات وتعديل قيمهم وشحذ هممهم.


- رمضان يأتى مثقلاً هذا العام بعبء غلاء الأسعار، فكيف يمكن التعامل مع ذلك؟
رمضان هذا العام يؤكد أن المصريين أمام اختبار حقيقى فى كيفية الوقوف جنباً الى جنب ومدى القوة على التكافل الذى يتمتع به المصريون، فبرغم غلاء الأسعار إلا أن الناس تزيد من تبرعاتها لأصحاب الحاجة، فدائماً كان المصريون وقت الشدة حاضرين ووقت الأزمة رجالاً، وهذا ما سنجده فى كثير من الأماكن، وبالأخص القرى المصرية التى تزخر بأصحاب الهمة فى بذل الخير.


- موائد رمضان بعد عودتها تزين الشوارع، هل تدل على التكافل؟
نعم، هذه حقيقة كان الكثيرون يعتقدون أنها لن تكون فى حيز الوجود قبل الإفطار هذا العام، ولكن حرص الكثير من أهل الخير على هذه العادة رغم غلاء الأسعار الذى نراه إنما هو دليل كبير على اننا كمصريين داخل كل منا بذرة خير تنمو أكثر فى وجود الحاجة.


- وكيف ترى زينة رمضان هذا العام، والتى يتميز بها ضيفنا الكريم، ويحرص عليها المصريون؟
هذه المظاهر أكثر ما أسعدتنى فى هذا العام فى رمضان بعد ان رأيت عددا كبيرا من الزينة يتوسطها الفانوس المصنوع من الورق بحجمه الكبير والذى تفنن فى صنعه الأطفال الصغار، هذا ما نتمتع  به كمصريين يثبت أننا قادرون على إسعاد انفسنا ولو بفانوس من الورق، هذه المظاهر تجدها أكثر فى القرى، فهناك شوارع طويلة بكاملها تجد سماءها مغطاة بالزينة لتضفى جوا حقيقيا من البهجة فى هذا الشهر الكريم.


- ما رأيكم فى الاختلاف بين روحانيات رمضان أيام طفولتكم والآن؟
لا خلاف بأن روحانيات رمضان كانت «حاجة تانية» والذى كان يدعم هذا الشعور عدم وجود قنوات كثيرة، فقد كانت فقط القنوات الأرضية: القناة الأولى والقناة الثانية، مما كان يعطى فرصة كبيرة فى أن يقضى الإنسان جزءا كبيرا مع الأصدقاء والأصحاب والسمر طوال الليل، مما يعطى للحياة العائلية بريقا، خلاف الآن بعد الطفرة فى وسائل الإعلام الذى انفتح على مصراعيه، قنوات فضائية ووسائل تواصل اجتماعى، جعل الإنسان لا يتوانى عن متابعتها بصفة مستمرة حتى الاطمئنان على الأقارب أصبح من خلال هذه الوسائل، أو من خلال الهاتف، وإن كنت أتمنى أن يكون هذا الشهر فرصة حقيقية بعدم الانسياق كثيرا خلف هذه الوسائل والعودة لحضن الأسرة، وحاليا أنا لا أتوانى عن زيارة بلدتى على مدار العام، رغم مشاغلى كرئيس جامعة، وأحرص على زيارتها مرة كل أسبوع، فشعورى بأنى أستمد إحساسى القوى بأن لى جذورا ريفية كفيل بمدى بالطاقة.


- الصيام يتوافق معا مسلمين ومسيحيين هذا العام، علام يدل ذلك؟
المسلم والمسيحى، سواء كان صيامهم متوافقا هذا العام معا أم لا، فهم نسيج الوحدة الوطنية الحقيقى والداعم ضد أى اختراق، لأن الموروث الثقافى نفسه فى جيناتنا كمصريين على اختلاف الدين سواء كنا مسلمين أم مسيحيين، فكم نرى أن اول من يقوم بتعليق زينة رمضان هو المسيحى، ومن يتسابق لعمل مائدة رمضان، فأعيادنا نحتفل بها معا، فمن حارب فى الحرب العظيمة فى العاشر من رمضان كتفا بكتف، يفدون أرواحهم بأرواح بعض، لن تكون بينهم ضغينة أبدا.


-ما رسالتكم للشباب فى هذا الشهر الكريم، والذى ربما لا يستفيدون منه بالشكل الحقيقى؟
قيم الجمال والاستمتاع بها والسلوكيات الجميلة والعادات القويمة، كلها أشياء يجب أن نفعلها فى رمضان، فعلى الشباب بالأخص أن ينتهزوا هذا الشهر الفضيل بأن يكون محطة للمحاسبة وشحن الهمم والعزيمة، وألا يفوتوا على أنفسهم أى عامل صالح مهما كان، فالإنسان أحوج ما يكون لتكافل الغير، فالمعطى هو الأكثر سعادة من المعطى له، فحسن الخلق والضمير اليقظ وصلة الأرحام ومواساة الفقير وجبر خاطر المحتاج، كلها أشياء أصبحنا أحوج ما نكون إليها، ربما افتقدها الكثير منا فى زحام الحياة.


- ما الذى تقدمونه للخريجين باعتبار أن الجامعة سند لهم حتى بعد تخرجهم؟
رسالتنا الجامعية تتمثل فى صقل الطالب علميا طوال سنوات الدراسة، ونحرص على عمل ورش عمل لتعريفهم بالمشروعات التى تؤهلهم للعمل بعد التخرج، سواء مشروعات صناعية او زراعية او تجارية او تكنولوجية أو حتى استزراع سمكى.