عزت الطيرى يكتب: قصائد ليست عن الموت

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

أحزان صديقة واستأذبت الأحزان علىَّ ونهشت قطعانَ الروح وأكلت فى الليل خرافَ القلب وما من راع يحمينى ويشن بنادقه فتفر ملوثة بدم كذبِ محتالٍ  ما من سيدة  تقف ورائى، تفرش سجاد الريح وتبتكر براقا، فنسافر من أدنى الحلم إلى أقصى أمنية ونجوب الكون وما من بنت فرعاءَ  كعود البان المزدان بدهشتهِ وصبابته المزجاة كلحنٍ يصدح كأناشيد الإنشاد فترجعنى لزمان المدرسة صباحا وصباحين لباب الجامعة.

المكتظ بألوان الصيف

وألوان الطيف.

صليل سيوف الأهداب

وأزهار العُناب

وأنوار الأعمدة الممتدة

والمعتدة بظلال الشجر الغافى

تحت هديل الكراوانات

تبث حنيناً وحناناً،  أدعيةً وصلاةً

كيف أوارى سوأة أوجاعى

وذراعى كسرت، وانتثرت

وغرابا قابيل ابتعدا. مدَّا، ما مدَّا

من خطوات جامحةٍ

لا نيلَ سيروى ظمأً

لا عذب فراتٍ

لا رقةَ بردى....

لا لا

ياهذا الظامئ أبدا

يا هذا المسكين المطعون

بسكين الأهل

وخنجر أحبابك

مابك

ماذا يحدث حين يموت الشاعر

لو يأتى الموتُ

سيجد الشاعرَ

متكئاً كالحلم

على دكَّتهِ الخضراء

ويكتب نصَّاً عبثيَّاً

مزدحماً بالغيد

وسرب غزالاتٍ

يسكبنَ المسك

على شط الليلِ ويحكى

عن ولدٍ

مجنونِ الأشواقِ

وبنتٍ فارعةٍ كالسروِ

وقاسيةٍ كثمار الدَّومِ

فينحازُ إلى الولدِ الطاعن في الوجدِ

يُعِدُّ له بيتاً فى أقصى الريح

وأدنى الغيمات

يقول اسكنْ...وفتاتك، وتمطَّ

وانظر للعالم من أعلى علِّيين

سيبتسمُ الموتُ

ويربت بحنانٍ

موتىّ اللمساتِ

علي كتف الشاعرِ

ويمدُّ لهُ فى العمرِ

دقائقَ محدوداتٍ

ويقول له:

بل أكملْ نصكَ

ها أنذا مُنتظرٌ

بجوار أريكتكَ العجفاء

وكفِّى ترتعشُ

وتشتاق إلى زمارة روحك

ماذا يحدث حين أموت أنا

وببالغ أسفى

لن أتمكن من أن أقرأ نعياً لى

فى الصحف القومية

وعلى صفحات السوشيال ميديا

لن أستمع إلى صرخات بناتى

وبكاء وحيدى

والإغماءات المتواصلة لزوجى

وهتاف الأحفاد الأربعة أرونا بابا

قبل الدفن طويلا فى عمق تراب أسود

وقصائد أصحابى حين يقيمون سرادق تأبينى

لن أستمتع بالجائزة الممنوحة لى

كى يتسلمها الورثة

بعد معاناة الأعوام المرة

لن أبصر نظرات شماتات الأعداء

إذا قالوا والله أراح كثيرا

من ثقل الدم ومن غيظ كان يساورنا

إن نعجز عن أن نكتب ما كان يفيض به

فى كل صباحِ وضحى

سيقول رجال حملوا النعش

لقد كان خفيفا كالريشة

بل كان النعش يطير

قليلا ثم يحط على الأكتاف

ليرتاحَ

يقول الحفار

شممنا رائحة بنفسجةٍ

فاحت بالعطر فهل كان صديقا للأزهار

يقول الآخرُ

أبصرنا سبع يمامات

دخلت لتهيئ مرقدهُ

فى فمها حباتُ القمح

لتطعمه إن جاعَ، ويكمل

لن أكشف عن أسرار أخرى ظهرت

كفصول الأسطورة

وحكايات الجدات

فهل كان ولياً؟

اقرأ ايضاً| عبد الحق بن رحمون يكتب: ودثّرتْنى يا بذرةُ التّجلى