بطل حلقتنا اليوم، من باب “السيرة”، لقب بـ”أبو المسرح الغنائي”.. الشيخ سلامة حجازي، الذي بدأ حياته مقرئا للقرآن الكريم، حتى عين شيخا للطرق الصوفية ورئيسا للمنشدين.
ولد الشيخ سلامة حجازي عام 1852، بحي رأس التين في الإسكندرية، حينها رحل والده الذي كان يعمل ملاحا وهو في الثالثة من عمره.. تعلم الإنشاد منذ صغره، كما تعلم العزف على آلة “السلامية” وهى من آلات النفخ، وعندما أتم الخامسة عشرة أختير مؤذنا لمسجد البوصيري، وشجعه المطرب الشهير عبده الحامولى على الغناء والتلحين في المسارح.
اقرأ أيضا|الشيخ الجزائري ليس الأول.. حكاية قطة صعدت على كتف شاعر النبي من نصف قرن
كان حجازي أول فنان مصري، يسافر بفرقته لتقدم عروضها في سوريا ولبنان، بعد أن كانت الفرق الغنائية تأتى للقاهرة لتقديم عروضها، وأمضى حجازي هناك 3 أعوام، وفي مصر احترف الغناء وقام بإحياء ليالي غنائية ببعض القرى المجاورة بمصاحبة التخت لأول مرة، وكان يتقاضى أجره بالجنيهات الذهبية.
طاف الشيخ سلامة أقاليم مصر، قدم خلالها عروض غنائية وأدوار تمثيلية بسيطة، لكن تبقى رواية “اليتيمتين” هي أنجح أعماله، حيث اختارها قصدا لملاءمتها لظروفه، فالبطل فيها أعرج والشيخ بطبيعته كان لا يقوى على الوقوف، واستقبله الجمهور بحفاوة بالغة عند عرض الرواية.
وفي 2023، قدم قطاع الفنون الشعبية والاستعراضية برئاسة د. عادل عبده مسرحية “يا شيخ سلامة”، عن قصة حياة سلامة حجازي، وعرضت بقاعة صلاح جاهين بمسرح “البالون”، والعرض تأليف يسري حسان وإخراج محمد الدسوقي، الذي أكد أنه حينها أراد أن يتناول سيرة الشيخ سلامة حجازي بشكل مختلف، ودون الدخول في تفاصيل حياته، لأنه يعتبر رمز، فهو أول من حول الأغنية إلى مسرحية غنائية واستعراضية، كما أن العرض تناول أيضا أحوال الفن المصري نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، والعلاقات المتبادلة بين بطل العرض وكبار المطربين في ذلك الوقت، أمثال عبده الحامولى ومنيرة المهدية.
وأكد مؤلف العرض يسري حسان، أنهم عندما فكروا في هذا العرض تحديدا، وجدوا أن انتشار ظاهرة أغاني “المهرجانات” قد يكون خطا موازيا ومتداخلا مع سيرة الشيخ سلامة حجازي، أما بطل العرض، الذي جسد دور الشيخ سلامة، فكان الفنان علي الهلباوي، فقال أنه كان يتمنى تجسيد حياة الفنان سلامة منذ زمن، لأنهما يتشابها في المشاكل الفنية التي واجهتهما، منها انتشار الكلمات الهابطة ومحاربتها.
