ميكافيلى ونشأة دعاة الإرهابية

أيمن فاروق
أيمن فاروق

 مثل الحرباة يتلونون وفقًا للوضع الراهن، ورغم أن حسن البنا، زعيمهم ومؤسس التنظيم الإرهابي فهو "أبو الإرهاب والأب الروحي له في العالم، وبخلاف أن التقية مبدأ لدى أعضاء تلك الجماعة، التي تبدي فهمًا خاصًا وشاملا للدين بعيدًا عن الوسطية، تجدها تبطن العكس لتحقيق مقصدها، وهذا ما كشفت عنه دراسة جديدة لمركز تريندز للبحوث والاستشارات، بعنوان "جماعة الإخوان المسلمين والعلوم الاجتماعية والإنسانية: هل قرأ البنا جوستاف لوبون ومكيافيلي؟"، تلك التي تداولتها العديد من المواقع الإخبارية، واستندت إلى وثائق من منشورات الإخوان التاريخية، كشفت عن المدى الذي من الممكن أن تكون الجماعة قد تأثرت به من الإنتاج المعرفي الغربي في مجالي العلوم الإنسانية والاجتماعية في التنظير وفي هيكلة أيديولوجيتها.
قبل التطرق إلى موضوع الدراسة، في نفس العدد من جريدة أخبار الحوادث، أجريت حوارًا مع الباحث في الجماعات المتطرفة، إسلام الكتاتني، وكيف تلعب "الإرهابية" على السوشيال ميديا ولجانها الإلكترونية لاصطياد ضحايا جدد للانضمام إلى التنظيم الإرهابي، وبث سمومها على مواقع التواصل الاجتماعي في الشهر الكريم، مستغلة زيادة الجانب الديني والروحانيات التي يعيشها الكثير في شهر رمضان، وأن الجماعة التي نشأت على يد أجهزة استخبارات غربية، ليس لديها مانع أن تستخدم تكتيك تحويل الصراع الديني إلى سياسي، موضوع شيق يكشف جوانب خفية لفكر التنظيم والدور القذر الذي يلعبه على السوشيال وعبر قنواتهم الإعلامية.
في نفس التوقيت تداولت صفحات موالية للجماعة الإرهابية على أحد مواقع التواصل الاجتماعي، وبعد مباراة الأهلى الأخيرة، مقطع فيديو بشأن وجود تجاوزات من الجماهير في استاد القاهرة، لكن المصدر الأمني أكد أن كل ما تم ليس له علاقة بالواقع ولكن تم تركيب مقطع صوتى قديم منذ عام 2013 على مقطع فيديو تم تصويره من داخل الاستاد، وأوضح المصدر أن المباراة لم تشهد أية تجاوزات وأن ذلك يأتى فى إطار محاولة جماعة الإخوان الإرهابية لإثارة البلبة وتشويه صورة جماهير الكرة المصرية وإحداث الوقيعة بينهم وأنه سيتم اتخاذ الإجراءات القانونية حيال مروجى المقطع المشار إليه، ليس هذا فحسب بل اعتادوا بث أكاذيبهم أيضا وادعاءاتهم حول وجود انتهاكات بأحد مراكز الإصلاح والتأهيل، وهوما نفاه نفص المصدر الأمني، وأكد انها أيضا محاولات بائسة للإرهابية لإثارة البلبلة بعد فقدانهم المصداقية لدى الراي العام.
وبالعودة إلى الدراسة التي استندت إلى وثائق من منشورات الإخوان التاريخية، كشفت عن المدى الذي من الممكن أن تكون الجماعة قد تأثرت به من الإنتاج المعرفي الغربي في مجالي العلوم الإنسانية والاجتماعية في التنظير وفي هيكلة أيديولوجيتها، كما اتضح أن البنا كيف قرأ وجماعته لمفكرين غربيين لميكافيلي صاحب مقولات يفهم منها "الغاية تبرر الوسيلة"، وأن السياسة ليس لها علاقة بالأخلاق، وجوستاف لوبون، صاحب كتاب “سيكولوجية الجماهير”، وهي عناوين تشير الى أدوات الجماعة في التعبئة والتجنيد، كل هذا كشفت عنه الدراسة التي أكدت أنه لم يكن لدى جماعة الإخوان في مراحلها الأولى أية حساسية من اللجوء إلى العلوم الإنسانية والاجتماعية، بشكل علني لإعداد دعاتهم والاستفادة من تلك العلوم، لتحقيق أهداف الجماعة، مما يدحض ما تصدره جماعة الإخوان عن نفسها، من أن تدينهم قائم بالكلية على فهمهم الصحيح للإسلام.