مازال الانحياز لمدرسة الفن النظيف والممتع فى آن واحد هو المحرك الأساسى لجيل مرموق من المبدعين المصريين.. وخلفه كيان محترم اسمه «الشركة المتحدة» .
تحت هذه الفئة عالية المستوى يأتى مسلسل آل العدل «عملة نادرة»، الذى يقدم لنا صورة مشوقة وغير مألوفة عن المجتمع الصعيدى فى بدايات القرن ٢١، بشخصيات حية، نراها وكأنها حقيقية تمشى بيننا.. صورة تتميز بوجود طاغ للمرأة الصعيدية.
نجح الكاتب مدحت العدل فى إدخالنا هذا العالم ببراعة، ونسج خيوطا من أجمل مايكون، بشخصيات تجسد صراع العنف والكراهية والطمع والتطرف، مع قيم الحب والتسامح والزهد، والصوفية الإسلامية، والروحانية المسيحية، بما سيصل بنا فى النهاية إلى مغزى اسم العمل وهو «عملة نادرة».
أبدع نجوم المسلسل فى تجسيد كل شخصية مرسومة بحرفية، خاصة نيللى كريم التى رسخت أقدامها فى الأدوار الصعبة.. وكذلك الأبطال الآخرون كالصعيدى «القُح» الفنان جمال سليمان، وكمال أبو رية، وكذلك النجمة چومانا مراد.
يعد المسلسل نقطة تحول فى مسيرة عدد من كبار نجومه، منهم الفنانة فريدة سيف النصر فى أحد أفضل أدوارها، وأحمد عيد فى دور الشرير، ورمزى العدل الذى أحببناه مجسدا للصوفى المستنير، ومحمد فهيم، وكذلك المبدعون ندا موسى ومريم الخشت ومحمد لطفي وهشام عاشور.
أما تكوينات الكادرات فكانت من أجمل مايكون، هى لوحات فنية خاصة أن المخرج محمد العدل مع مدير التصوير أحمد فهيم استخدما «الإظلام المتعمد»، والإنارة المحسوبة بالميللى بمنتهى البراعة والإبداع.
يحسب للمسلسل أيضا جمال موسيقى التتر بصوت محمد منير النقى الشجى المحمل بكل نكهات التراث المصرى الأصيل، بأشعار الراحل العائش بيننا عبد الرحمن الأبنودي، بألحان الموسيقار محمد رحيم.
وما كان هذا العمل الجميل يخرج للنور لولا هذا الإنتاج السخى للمنتج جمال العدل.
