مؤلفين « تيك أواى » !

خيرى الكمار
خيرى الكمار

ترفع الدراما هذا العام شعار “الفهلوة”، خاصة أن معظم الأعمال المعروضة تعاني من حالة الإستسهال في الكتابة والتركيز فقط على إرضاء النجم، وبالطبع الشعار الرئيسي لمعظم المؤلفين “إذا رضيت النجم وحققت طلباته الشركة لن تتحدث في باقي الأدوار أو التفاصيل”، وبالتالي ظهرت معظم المسلسلات بهذا الشكل الذي لا يليق بسمعة الفن المصري، أتحدث عن كل النوعيات حتى الآن، الجيد قليل والتجاوزات بالجملة، لدرجة أن مسلسل “رسالة الإمام” أصبح حديث السوشال ميديا بسبب أبيات الشعر غير المنسوبة لصاحبها.. “هل وصل الحال بمصر إلى هذه الدرجة؟”، وسيطرة “الشللية” إلى درجة أن كل مؤلف يصنع اسم يأتي بورشة وتكتب ما يريد، وفي النهاية يتم تجميع الحلقات وإرسالها، والمخرج في موقع التصوير « يغير بمزاجه » بالإتفاق مع البطل، وفي النهاية نجد هذه النتيجة العبثية.
والسؤال الذي يطرح نفسه، “لماذا لايعمل كبار المؤلفين الموجودين علي الساحة؟”، رغم أنهم يقدمون أفكار لشركات الإنتاج ويتعاملون بالنظام المحترم، يكتب الفكرة وعدة حلقات وقبل التصوير يكون معه عدد كافي من الحلقات أو كلها، طالما أن المنتجين جربوا المؤلفين “التيك أواي” وفشلوا، لا تتوقف الكوارث بمرور الحلقات، وفي نهايتها سوف تكون النتيجة بالطبع سيئة، لأن البدايات بهذا الشكل، بالفعل النجم يسيطر وهو الذي يبيع العمل، لكن السوق في الخليج لا يشترى الأعمال الفنية إلا إذا كانت متميزة، وإن بعت هذا العام وخدعته بالتأكيد فشله سوف يجعله يبتعد عنك العام المقبل، والمصلحة تقتضي أن نعيد النظر في منظومة الكتابة والبحث عن آلية جديدة غير المطبقة حاليا، وليس معنى أن المؤلف مطيع و”يسمع الكلام” و”دمه خفيف” أختاره لكتابة العمل، لأننا ننتج أعمالا كثيرة كل عام، والمحصلة كارثية، لأن مصر بلد الريادة، ولن تستمر في هذا الطريق طالما أن “الشللية” تسيطر إلى هذا الحد.