رصد تلسكوب جيمس ويب الفضائي أبعد مجرة مكتشفة على الإطلاق، تشكلت في العصور الأولى للكون بعد 320 مليون سنة فقط من الانفجار العظيم.
والمعروف أنه كلما كانت المجرات بعيدة، أي حديثة العهد تالياً، زادت صعوبة اكتشافها نظراً لضعف الإشارة الضوئية المتأتية منها، كما بيّنت البيانات الأولية المسجلة عبر تلسكوب جيمس ويب، الموضوع في الخدمة منذ يوليو 2022، مجرات كثيرة قد تكون إشاراتها الضوئية ضمن نطاق الأشعة دون الحمراء، وهي موجات طول غير مرئية بالعين البشرية وتتيح مراقبتها في أعماق الماضي السحيق.
وقدرة كاميرا "نيركام" (NIRCam) القوية المدمجة بالتلسكوب، أكدت "بشكل لا لبس فيه" وجود أربع مجرات تقع كلها على الجانب الأحمر في أقاصي الطيف، أي إنها بعيدة جداً.
أما تاريخ هذه المجرات، بحسب دراستين نُشرتا في مجلة "نيتشر أسترونومي"، فيرجع إلى فترة تراوح بين 300 مليون سنة و500 مليون سنة بعد الانفجار العظيم (الذي حدث قبل 13,8 مليار سنة)، وكان عمر الكون يوازي 2% فقط من عمره الحالي، بما يسمى بفترة عودة التأيّن، أي حين عاد الكون ليتّقد نوعاً ما وبدأ في إنتاج عدد هائل من النجوم، بعد فترة سُمّيت بالعصور المظلمة.
