القول بأن لسوريا مكانة خاصة لدى مصر، هو قول صحيح فى عمومه وعلى شموله، ولكنه أقل من أن يفى بخصوصية ما لسوريا لدى مصر من مكانة، كما انه أقل من أن يحيط بحجم ومساحة هذا القدر من الخصوصية.
ونفس الأمر يتكرر أيضا لو وضعنا مصر مكان سوريا، وسوريا مكان مصر فى التعبير السابق،...، حيث إن الحقيقة والواقع التاريخى والانسانى والقومى، تؤكد أن ما بين مصر وسوريا هو رباط أخوى وثيق ومتين، ازداد قوة ومتانة على مر التاريخ.
لذلك كان من الطبيعى أن يؤكد سامح شكرى وزير الخارجية دعم مصر الكامل للجهود الساعية للتوصل إلى تسوية شاملة للأزمة السورية فى أقرب وقت ممكن، على أساس قرار مجلس الأمن رقم «٢٢٥٤».
وكان من الطبيعى أيضا أن يؤكد الوزير شكرى خلال استقباله واجتماعه بوزير الخارجية السورى الدكتور فيصل المقداد، على المساندة المصرية الكاملة لجهود المبعوث الأممى الخاص لسوريا، وان يؤكد أهمية السير قُدمًا لاتخاذ الاجراءات المحققة للتوافق الوطنى بين الاشقاء السوريين.
والمتابع لمجريات الزيارة المهمة التى قام بها وزير الخارجية السورى لمصر، والتى هى الأولى من نوعها منذ أكثر من عشر «١٠ سنوات»، يلفت انتباهه بالضرورة الترحيب الكبير الذى لقيه المقداد من شكرى، وتأكيد الجانبين على انهما بحثا كل جوانب العلاقات الثنائية وسبل دعمها، بما يحقق مصلحة الشعبين الشقيقين،...،
وفى هذا الإطار نستطيع القول بأن الموقف المصرى كان واضحا فى مساندته لسوريا، ودعمه للجهود الساعية للتوصل إلى تسوية شاملة للأزمة السورية، التى من شأنها وضع حد للتدخلات الخارجية فى الشئون السورية، وتضمن استعادة سوريا لأمنها واستقرارها الكاملين.