منى نور تكتب : فى دراسة أكاديمية أثر حرب الخليج فى السرد الإيرانى والعراقى

شيرين زين العابدين أحمد الشويخ
شيرين زين العابدين أحمد الشويخ

أثر حرب الخليج الأولى وانعكاسها على الرواية العربية والفارسية.. عنوان دراسة، حصلت عنها الباحثة، شيرين زين العابدين أحمد الشويخ/ على درجة الدكتوراه فى اللغات الشرقية، فى كلية الآداب والعلوم الانسانية، جامعة قناة السويس.

وهى أول دراسة بحثية مقارنة، قائمة بذاتها بالأدب المقارن الحديث فى فن الرواية في موضوع أثر حرب الخليج الأولى وانعكاسها على الرواية العربية والفارسية.

وفى البداية قدمت الباحثة عرضا تناولت فيه التعريف بالأدب المقارن، لافتة إلى أنه العلم الذى يشرح مناطق التلاقى التاريخية بين الآداب، وبين طبيعة التلاقى، وبين ما يسفر عنه من نتائج فى توجيه حركات التجديد الأدبية والفكرية، مع الكشف عن وجوه الأصالة فى هذا التجديد.

 وأوضحت أن الأدب المقارن يعد جسراً للتبادلات الثقافية والفكرية بين الحضارات واللغات، وهو أيضا معبر ذهبى للتواصل بين الشعوب، وقد مرَّ تطور الأدب المقارن بالعديد من المراحل، نظراً لتعدد الآراء، تعددت المدارس، فظهرت المدرسة الفرنسية والأمريكية والروسية.

 اعتمدت الباحثة فى دراستها على منهج المدرسة الأمريكية فى الأدب المقارن القائم على المقارنة والتحليل، وقد كان موضوع هذه الحرب موضوعاً مشتركاً فى عدة آداب مختلفة، عربية وإسلامية.

استمرت حرب الخليج الأولى ثمانى سنوات، راح ضحيتها حوالى مليون شخص، وقد أدت إلى قيام حرب الخليج الثانية، وسميت حرب الخليج الأولى فى العراق باسم «قادسية صدام»، وفى إيران باسم «الدفاع المقدس».

وقد قامت الدراسة بالحديث عن المقارنة الأدبية بين تأليف الكتاب العرب والفرس، وقد وقع اختيار الباحثة على الرواية الفارسية «نخل هاى بى سر» «نخيل مقطوعة الرؤوس» للكاتب قاسم على فراست، والرواية العربية «أساتذة الوهم» للكاتب على بدر.

ومن خلال دراستها أرادت الباحثة أن تعكس صورة حرب الخليج الأولى وتأثيرها على الأدباء والكتاب من الجانبين العراقى والإيرانى، واخراج ما يسمى بأدب الحرب، فقد أنتج من الكتاب والأدباء من الجانبين هذا النوع الجديد من الأدب.

وتشير الباحثة  إلى أن هذا النوع من الدراسة، يتطلب منهجاً مقارناً، وهو المنهج الذى يخدم فكرة الدراسة ، من أجل توضيح المعالجة الروائية للكتاب الفرس والعرب للحرب، فضلاً عن تحليل نقاط التشابه والاختلاف بين مصدرى الدراسة، وذلك من أجل إلقاء الضوء على أوجه التماثل التى تربط بينهما مع توضيح الخصوصية التى تميزت بها كل رواية عن الأخرى.

وفى نهاية دراستها توصلت الباحثة إلي عدة نتائج شاملة، فى الرواية الفارسية وجدت الحماسة الزائدة لدى الشعب الإيرانى واستماتته فى الدفاع عن الأرض، وكان بالنسبة لها موضوعاً غريبا، وتساءلت: كيف فى هذه الفترة البسيطة التى قامت فيها الثورة، على حشد مثل هذا الحب والتغيير المفاجىء للوضع؟ فكل هذا التغيير فى الحالة.

وقد كان يحتاج إلى وقت طويل لصناعة هذه الأرضية من تكاتف للشعب، وحب الشعب للحكومة  والجمهورية الجديدة، وما لقيته من تأييد للثورة الخومينية وان دل هذا، فإنه يدل على أن الخمينى قام بإعداد الأرضية الخصبة للثورة قبل قيامها بسنوات طويلة.

وعن عناوين الروايتين، قالت الباحثة: ان استخدام كلا الكاتبين الفارسى والعربى الرمزية فى العناوين، لم يدل أى من العنوانين على الحرب.

 وقد سميت الحرب لدي العراقيين بقادسية صدام، وسميت لدى الايرانيين، الدفاع المقدس، وكان الكاتب العراقى من الناحية السياسية معارضا، أما الكاتب الإيرانى فقد كان مؤيدا لها.

 وتقول: يرى الكاتب فى الرواية الفارسية، أن القوات العراقية هى من قامت بالهجوم الفعلى على المدن الايرانية، ولكن يتبين لدى الدارس أن ايران هى من قامت بمناوشات لزلزلة الاستقرار العراقى، ولتصدير الثورة الإسلامية، وما كان من العراق إلا أن دافع عن استقراره.

 وفى الرواية الفارسية روى الكاتب أن الحرب والمقاومة للحرب استمرت حتى تحررت مدينة - خرمشهر وقد استغرق ذلك سنتين من الزمن.

 وكان قد ذكر الكاتب ايضا أن هذه الرواية «الفارسية» بدأت فى الأيام الأولى للحرب واستمر بطلها يحارب لمدة عامين إلى أن استشهد ناصر بطل الرواية كما استشهدت شهناز من الشخصيات الثانوية، والتى تمثل دور المرأة فى الحرب ، كما استشهد «الحسين» أحد شخصيات الرواية المؤثرة.

 وقد استخدم الكاتب الصور الجمالية والبلاغية بكثرة لجمال بيان النص.

 وفى الرواية العربية «أساتذة الوهم» للكاتب العراقى على بدر، استشهد «منير» وتم اعدام عيسى بطل الرواية ولم يبق سوى الراوى الذى روى لنا الأحداث.

وتوصلت الباحثة إلى أن الكاتب الايرانى كان مؤيداً للفكر الشيعى والعقائدى، وقد أقحمه فى عمله الروائى، واعتبر الحرب دفاعاً مقدساً ، بينما الكاتب العربى، كان معارضا تماما لفكرة الحرب، وكان يبغض النظام الحاكم والحرب، وقد ركز جُل اهتمامه على القضايا المجتمعية أكثر من قضايا الحرب.

أما الكاتب الفارسى فكان اهتمامه على الحرب ومقاومة الشعب فيها، مشيراً إلي أن هدفهم فى الحرب العراقية هو تحرير القدس، وذلك عن طريق العبور على العراق.

وتوصلت إلى اهتمام الكاتبين الفارسي والعربى، بالمكان فى الروايتين، حيث كان للمكان تأثير كبير على الشخصيات الروائية،  لأن المكان هو مسرح أحداث الحرب، واسترجاع الذكريات والألم الذى عانت منه شخصيات الروايتين من فقدان أصدقائهم.

وقد جاء الزمن فى الرواية العربية مفارقاً فى نظامه لزمن القصة، نتيجة اعتماد الروائى على العودة إلى الخلف، والقفز إلى الأمام فى بعض الأحيان فى الرواية.

وتكونت لجنة المناقشة والحكم والاشراف من: د. محمد السعيد عبدالمؤمن «آداب عين شمس- رئيساً» ، د. شعبان ربيع طرطور «آداب» سوهاج ، عضوا ومشرفاً رئيسياً، د. محمد معروف الخولى «آداب السويس»، د. رفعت عبدالله سليمان، آداب السويس، مشرفاً مشاركا.  

اقرأ ايضاً| منى عبد الكريم تكتب : مقام طه القرنى فى محبة التراث الشعبى