يحـد من الإصابة بالألزهايمـر.. صيامك صيانة لأعصابك

الإصابة بالألزهايمـر
الإصابة بالألزهايمـر

 

تتكاثر خلايا المخ البشرى إذا أتيح لها نمط حياة صحى أو تجدد إيقاع الحياة، وهذا أمر أساسى لتحفيز تكاثرها بحسب الدراسات والأبحاث العلمية، وهو ما يحدث بالفعل أثناء شهر رمضان، ففيه تتحسن وظائف المخ ويصيبها حالة من الصفاء والاسترخاء بل وتقاوم تقلبات الجسم النفسية، لذا يجب علينا استغلال فرصة الصيام فى تعديل كثير من أنماط حياتنا غير الصحية مما يساهم فى تحسين الصحة النفسية والبدنية بالطريقة الصحيحة.

تقول الدكتورة يسر كاظم، أستاذ التغذية الطبية بالمركز القومى للبحوث، إن شهر رمضان فرصة حقيقية لتصحيح كثير من أنماط الحياة غير الصحية خاصة مع تغيير مواعيد الطعام والنوم والعمل والتعبد، وقد ثبت علميا أن التغيير فى حد ذاته مهم جدا لتحفيز واستمرار توالد الخلايا العصبية ونمو المخ مما ينتج عنه تحسن فى كل وظائف المخ النفسية كالحالة المزاجية والوظائف الإدراكية، وتشير إلى أن الصوم فى رمضان شكل من أشكال الصيام المتقطع الذى تمت التوصية به كأسلوب غذائى يدعم ميلاد الخلايا العصبية ويحسن من وظائف المخ، وله أهمية كبيرة فى تحسن الجهاز المناعى وتقليل مقاومة الإنسولين وتطهير الجسم من السموم والخلايا السرطانية، ولكى تتحقق الفائدة المرجوة من الصيام، يُوصى بالاعتدال فى كميات الطعام بصفة عامة والإكثار من تناول الخضراوات والفاكهة والبقوليات والزبادى والجبن الأبيض، وتقليل الدهون المهدرجة مثل السمن الصناعى والزيوت الخليط أو استعمال نفس الزيت فى القلى عدة مرات واستبداله بالشوى أو القلي، وكذلك الإقلال من السكر والحلويات، واتباع نظام غذائى خالٍ من المواد المصنعة والتقليل قدر المستطاع من الوجبات الجاهزة.

النوم المتقطع
وتؤكد يسر، أن النوم الجيد بمدة لا تقل عن 7 ساعات يوميا من العوامل الأساسية لصحة الإنسان، وقد أثبتت العديد من الأبحاث العلمية أن الكثير من أمراض العصر التى تصيب الإنسان والمرتبطة بالمخ مثل الاكتئاب والقلق تكون نتيجة لعدم جودة النوم، وكذلك كثير من أمراض الباطنة كالسكرى والضغط والأمراض المناعية، ولأن النوم مرتبط ارتباطا وثيقا بتحفيز ميلاد الخلايا العصبية ونمو المخ، ولذلك يجب الاهتمام بالنوم الجيد أثناء رمضان وعدم السهر يوميا مما يضر بالصحة، ويوصى بالنوم فى موعد لا يتخطى الساعة الحادية عشرة ويستمر إلى وقت السحور ثم استكمال عدد ساعات النوم المطلوبة بعد صلاة الفجر.

وترى يسر، أن نمط الحياة الصحى هو الأقرب إلى الطبيعة فى كل شيء وهو يحفز ميلاد الخلايا العصبية، لذا يجب الحرص على التعرض لأشعة الشمس فى الصباح الباكر أو قبل المغرب بنصف ساعة، للمساعدة على تكوين فيتامين «د» والذى ثبت فى دراسة علمية حديثة أهميته لتحفيز ميلاد الخلايا العصبية والحماية من مرض الألزهايمر والاكتئاب، كذلك التعبد والصلاة والصفاء الروحى وعقد النية الخالصة لعمل الخير من أهم العوامل لتحفيز ميلاد الخلايا العصبية وتحسين صحة المخ، فضلا عن تعزيز وظائف المخ النفسية والإدراكية وهذا صميم معنى الصوم.

تقوية المناعة
من جانبه يشير الدكتور عاصم أبوعرب، رئيس الجمعية المصرية لسلامة الغذاء، إلى أن الصيام ينشط عملية التمثيل الغذائى بشكل عام بشقيها «البناء والهدم» وتحسين أداء أجهزة الدفاع لدى الجسم وتقوية نظام المناعة، كما تبين أن الصيام لعدة ساعات ثم الأكل بشكل طبيعى يساعد فى تجديد الخلايا العصبية للجهاز العصبى المحيطى للثدييات، وقد تم نشر هذه الدراسة فى المجلات العلمية مع الإضافة بأن القدرة التجديدية تتأثر بآليات تعتمد على درجة الإصابة، وأشارت الدراسة إلى أنه يمكن تنشيط مسارات متعددة، بما فى ذلك التغييرات فى نسخ الجينات وتخليق البروتين وإطلاق مواد التغذية العصبية.

وبحسب أبو عرب، خلصت عدة أبحاث إلى أن اتباع حمية تشابه الصيام مفيد لمختلف المشكلات الذهنية والعصبية، وأظهرت أبحاث أخرى أن فائدة الصوم فى تعزيز صحة الدماغ وشحن القوى الذهنية، ويعتقد بأن ذلك يرجع إلى اتزان كيميائيات الجسم أثناء فترة الصيام وتوقف عملية الهضم، حيث يسبب الصيام زيادة فى معدل الهرمون المسئول عن التحكم بعملية الأيض، كما يخفض معدل العمليات الالتهابية ويزيد نشاط عمليات الترميم وذلك قد يعلل تأثير الصيام الإيجابى فى أمراض الاضطرابات المناعية والعصبية، كما تحدث عن أهمية عملية تجديد الخلايا العصبية فإن هذه الخلايا توجد داخل المخ والحبل الشوكي، وهى الخلايا المسئولة عن توصيل المعلومات إلى جميع أنحاء الجسم. وتقوم بالعديد من الوظائف الحيوية للإنسان والتى تشمل الحركة والتنفس والتفكير والشعور بالألم، وإذا تعرضت هذه الخلايا إلى الإصابة فلن يتمكن الجسم من القيام ببعض هذه الوظائف الحيوية، ولذلك قد يصاب المرء بنوع من الإعاقة، إلا إذا تمكن الأطباء المتخصصون من زراعة الخلايا الجديدة بدلا من الخلايا المتضررة لمساعدة المرضى المصابين بإصابات فى المخ أو الحبل الشوكي. وفى هذه الحالة من الممكن أن يستعيد المريض بعضاً من القدرات التى فقدها.

نقلا من عدد أخر ساعة بتاريخ 29/3/2023

أقرأ أيضأ : دراسة حديثة | الزهايمر مرض لا يصيب الدماغ