رأى

رمضان المصرى!!

مايسة عبد الجليل
مايسة عبد الجليل

قياسا على الأعوام الماضية صرح مساعد وزير التموين أن استهلاك المصريين من المواد الغذائية فى شهر رمضان يصل إلى 100مليار جنيه ولا أعتقد أن يتغير هذا الرقم كثيرا فى رمضان الجارى رغم الأزمة الاقتصادية التى نعيشها ويعيشها العالم كله بدليل أن من تساعدنى فى الأعمال المنزلية طلبت راتب شهر مقدما لإعداد «عزومة « للأهل والأحباب كما اعتادت كل عام.. وربنا لا يقطع لنا عادة !!

ولم لا ونحن من غيرنا معنى الشهر الكريم وأعدنا تقسيمه وبدلا من أن يكون أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار أصبح فى موروثنا الشعبى عشرة مرق وعشرة حلق وعشرة خرق.. بمعنى أن أول عشرة أيام منه تكون للعزومات واللحم والمرق وما لذ وطاب.. والعشرة الثانية لإعداد حلقات الكعك والبسكوت وللأسف مازالت برامج الطبخ التى تغطى جميع القنوات التليفزيونية تكرس هذا المفهوم حتى اليوم.. والعشرة الأخيرة فهى للف والدوران على المحلات لشراء لبس العيد!!

فعلا «رمضان فى مصر حاجة تانية».. فبينما هو فى كل بلدان العالم الإسلامى شهر صيام وقيام وقرآن وعبادات نجده عندنا كان زمان فوازير نيللى وشريهان وفطوطة والآن مقالب رامز جلال وبدلا من مسلسل واحد أو اثنين أصبحوا 32 مسلسلا بلا لون ولا فن ولا مغزى مجرد وجوه مكررة محفوظة وحكايات سخيفة بعيدة عن مجتمعنا وكوميديا ثقيلة الظل.. رمضان كان زمان فانوس صاج وكنافة غلبانة أصبح الآن كنافة بالمانجو وقطايف بالنوتيلا نأكلها ولو بالتقسيط.. رمضان كان ومازال عندنا كافيهات وأكلات ومسلسلات وعزومات ولا نعرف كم نحتاج عدد سنين أخرى كى نعدل من سلوكياتنا ونصل للمعنى الحقيقى للشهر الكريم.. ولا نعرف  أين ذهب الإعلام ودوره المؤثر وأين شيوخنا وقد ضاع صوتهم وسط صخب السوشيال ميديا والتيك توك.. الحقيقة أننا لا نريد رمضان فى مصر «حاجة تانية» نريده أن يكون عندنا مثل باقى دول العالم الإسلامى شهر عبادات لا شهر طبخ ومقالب ومسلسلات.