أول جريمة قتل بـ «الريموت كنترول».. بدأت في بريطانيا وتكررت في مصر بوفاة رضيع

صورة موضوعية
صورة موضوعية

قبل 130 عامًا بالتمام والكمال، حصل المخترع الكرواتى نيكولا تيسلا على براءة الاختراع الأمريكية لوصفه جهاز التحكم عن بعد، وبعد أكثر من 60 عامًا، عرفت البشرية لأول مرة فى تاريخها اختراع «الريموت كنترول» الخاص بأجهزة التلفزيون، وكان هذا فى الولايات المتحدة الأمريكية وبعدها بدأ انتشاره فى باقى دول العالم، لكن من الناحية العسكرية كان للألمان السبق، عندما استغلوا هذا الاختراع العجيب وقتها فى تحريك القوارب البخارية بالريموت كنترول، وهذا خلال الحرب العالمية الأولى، وبعد عمليات التطوير والتحديث، استغل المهندسون الاختراع الجديد فى التحكم عن بعد فى بعض الأجهزة الإلكترونية مثل السيارات والطائرات وغيرها.

شهدت تلك الفترة اهتمامًا غير مسبوق بالاختراع الجديد الذى احدث ضجة لسرعة انتشاره، وسهولة استخدامه، حتى كانت تلك الجريمة الأولى من نوعها، عندما استغلت سيدة الريموت كنترول فى قتل والدها..

الجريمة لم تكن سهلة على الإطلاق بالنسبة لرجال الشرطة وجهات التحقيق، تقرير الطبيب الشرعى يؤكد أن العجوز الذى يتجاوز من العمر السابعة والثمانين عامًا، توفى نتيجة إصابته بالتهاب رئوى حاد، أما المعاينة الظاهرية فتشير إلى أنه مصاب بكدمات وكسور فى مختلف أنحاء جسده، هناك ايضًا اثر لضربة قوية فى الرأس، الشاهدة الوحيدة فى الواقعة هى ابنته التى تبلغ من العمر الخمسين، تؤكد وتقسم أنها فوجئت بعد عودتها من العمل بوالدها العجوز ينزف الدماء فى المطبخ، كما إنه غير قادر على الكلام، وهو ما دفعها الى الاتصال برجال الإسعاف ليتم نقله على الفور إلى المستشفى.

التحريات المبدئية تؤكد أن ابنة العجوز بعيدة تمامًا عن الشبهات، كما أن العجوز قد خرج إلى المعاش منذ سوات طويلة، وليس لديه عداءات مع الاصدقاء أو الجيران، حتى أنه اعتكف عن الخروج من المنزل منذ عدة سنوات.

المعاينة ايضًا تشير إلى أن منزل العجوز لم يتعرض لأى حادث سرقة، كما إن الأبواب والشبابيك لا تحتوى على أى آثار كسر او «ختوش»، وهو ما يستبعد تورط لصوص فى القيام بالتعدى على العجوز من أجل السرقة، تزداد القضية تعقيدًا عندما يعلن الأطباء وفاة العجوز، ليتم القضاء على الأمل الوحيد امام رجال الشرطة فى استجواب الضحية لمعرفة كواليس الجريمة والتعرف على الجانى الحقيقى. كان من الممكن أن يتم إغلاق القضية بأن الضحية قد مات نتيجة سقوطه بشكل مفاجئ على الأرض نتيجة تعرضه لكسور، لكن الكدمة فى رأسه كانت تشير إلى الشبهات وتزيد من حيرة رجال الشرطة وجهات التحقيق، لكن بسبب ندرة المعلومات، استقرت جهات التحقيق على حفظ القضية وختمها بأن الجانى مجهول، ويتم ضمها إلى العديد من القضايا المفتوحة، أو تكون واحدة من من الجرائم الكاملة التى لم يتم الوصول فيها إلى الجانى، حتى كانت تلك الصدفة.

اقرأ أيضًا | حدث منذ زمن قريب.. أول حيوان يقتل إنسانًا في التاريخ

مكالمة هاتفية
بعد أن تم حفظ القضية، وقيدها ضد مجهول، كانت هناك العديد من المكالمات الهاتفية بين المرأة الخمسينية «نيكولا تاونسيند» مع شقيق زوجها، وبسبب «زلة لسان» أو لسبب آخر، اعترفت خلال المكالمة لشقيق زوجها بأنها هى التى قتلت والدها بعدما أصيبت بحالة هيستيرية، مشيرة إلى انها أول سيدة فى العالم تقتل والدها باستخدام الريموت كنترول. اعتراف نيكولا المفاجئ لشقيق زوجها أصابه بالذهول، لكنه كان يعلم جيدًا أن محاولة استدراجها فى الحديث عن كيفية قتلها لوالدها سيجعلها تخشى الحديث، وهو ما دفعه إلى الحديث معها بشكل غير مباشر عن تلك الجريمة لتبدأ اعترافاتها تدريجيًا، وعلى الطرف الآخر كان يسجل مكالماتها عن طريق هاتفه المحمول.

اعترفت نيكولا بأنها اصيبت بحالة هيسترية وهى تتحدث مع والدها فى أمر هام، ما دفعها إلى قذفه بالريموت كنترول، ليصاب بجرح فى رأسه ويحاول أن يتحرك من مكانه حتى وصل الى المطبخ فى محاولة لغسل رأسه من الدماء، إلا انه فور وصوله إلى المطبخ تعدت عليه بالضرب حتى سقط، وسكن جسده على الأرض، ما جعلها تظن أنه قد مات اثر ضربة الريموت وتعديها عليه، لتقرر الاتصال برجال الإسعاف الذين حضروا على الفور ونقلوه الى المستشفى، لكن بعد عدة أيام فشل الأطباء فى تضميد جراحه والسيطرة على الالتهاب الرئوى الذى أصابه، ليلفظ انفاسه الأخيرة ويموت. من جهته قام شقيق زوجها بالذهاب إلى جهات التحقيق التى حفظت القضية من قبل، ويشير إلى المعلومات التى ادلت بها زوجة شقيقه، ليتم القبض عليه وبمواجهتها بالتسجيلات تعترف وتكرر اعترافاتها امام احدى المحاكم البريطانية.

تكرار الجريمة
المثير فى الأمر، أن بريطانيا لم تشهد الجريمة الأولى من نوعها وهى القتل بالريموت كنترول، وانما شهدت ايضًا جريمة ثانية كان أطرافها زوج وزوجةه، حيث أشارت صحيفة «الديلى ميل» أن بول هارفى وهو مهندس كهربائى (46 سنة)، كان يتعاطى الكوكايين مع زوجته غلوريا لاغونا (48) سنة، وأن خلافًا حادثًا نشب بينهما لسبب غير معروف اثناء تناول الكوكايين، وهو ما دفعه إلى قذفها بالريموت كنترول لتموت على الفور.
المفاجأة ما اشار له تقرير الطب الشرعى، أن المرأة البريطانية غلوريا الضحية هى دبلوماسية أمريكية سابقة، تعانى من عيب خلقى فى الشرايين، وأن أى ضربة مهما كانت خفيفة على منطقة الرقبة والرأس يمكن أن تقتلها على الفور، وهو ما حدث بالفعل عندما تلقت ضربة بالريموت كنترول من يد زوجها، لتنتهى القضية بالحكم على الزوج القاتل بالسجن ثلاثة اعوام.

قاتلة مصرية
الأكثر إثارة أن الجريمة الفريدة من نوعها التى انفردت بها بريطانيا، تكررت من جديد فى مصر، وتحديدًا قبل عامين، عندما ادينت سيدة بقتل رضيعها عن طريق الريموت كنترول، ليشير زوجها امام جهة التحقيق بأنها اعتادت التعدى على رضيعها لأسباب غير معروفة، وهو ما جعله يبعد عنها رضيعها اغلب ساعات الليل والنهار، وعندما تتعامل معه يكون تحت رقابة منه أو رقابة اهلها أو أهله، إلا انها مؤخرًا استطاعت الوصول لرضيعها والتعدى عليه باستخدام الريموت كنترول ليموت على الفور، وهذا ما اكده ايضًا تقرير الطبيب الشرعى الذى اشار إلى وجود كدمات وكسور بسبب استخدام آلة صلبة تعرض الطفل للضرب بها.

شيء آخر خطير فى القضية، وهو هروب السيدة المتهمة بقتل رضيعها، كان لغزًا آخر لدى اجهزة الشرطة، لكن بعد جمع المعلومات وتحليلها تم الوصول لها اثناء اقامتها عند شخص تبين ارتباطها به عاطفيًا، لكن اثناء استجوابها تم الكشف عن وجود تناقضات فى الحديث كما انها كانت تهذى بكلمات غير مفهومة، وهو ما دفع رجال التحقيق إلى إحالتها الى مستشفى الأمراض النفسية لبيان ما إذا كانت تعاني من أي امراض نفسية أو عقلية من عدمه.