قناة السويس بوابة عبور السفن العملاقة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

سطر رجال هيئة قناة السويس ملحمة وطنية جديدة منذ عاميين عندما نجح رجال الهيئة في تعويم السفينة البنمية العملاقة "ايفر جريفن" في ستة أيام وهو زمن قياسي وفقا لأراء جميع الخبراء البحريين وخاصة إن الإنقاذ تم بدون خسائر وطبقا لرأي أحد الخبراء البحريين إن تعويم السفينة في هذا الزمن القياسي يعتبر معجزة  كما أن حجم السفينة يعادل حجم حاملتي طائرات.

قال الفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس، إن إنقاذ سفينة الحاويات العملاقة "EVER GIVEN"، وهي ذكرى نجاح أبطال الهيئة في التغلب على أزمة جنوح السفينة "إيفرجيفن" وتفوقهم في مواجهة واحدة، إنها من أعتى المشكلات التي يمكن أن تقع في ممر ملاحي بأهمية قناة السويس.

وأضاف أنه ينتهز هذه المناسبة ليعبر عن شعوره بمزيج من السعادة والفخر لكونها ليست فقط مناسبة لإبراز الأداء المتميز والصلابة التي يمتلكها العاملون بالهيئة، وإنما هو رمز على قدرة الإنسان المصري في مواجهة الشدائد وتماسكه أمام الأزمات والمحن، تلك التي يتفوق بامتياز في تحويلها بعون الله إلى انتصارات وإنجازات.

وأثبتت أزمة جنوح السفينة ايفرجريفن التي أرهقت العالم على مدار أيام، مدى أهمية قناة السويس لنقل التجارة الدولية، إذ تحظى بنصيب يصل إلى 12% منها، فإنها فتحت الباب مجددا، للحديث عن مشاريع تطوير القناة، حول ضرورة امتلاك تقنيات جديدة، ومعدات أكثر تطورا في مجالات القطر والشحن والتفريغ، هذا بجانب الدرس الذي تحدث عنه كثيرون، والمتعلق بضرورة التزام أسلوب إداري أكثر شفافية، في إدارة الأزمات.

وفي ذات السياق فأن قناة السويس تمكنت من تعزيز ريادتها ومكانتها كشريان رئيسي وحيوي في مجال الملاحة البحرية العالمية باعتبارها الممر الملاحي الأقصر والأسرع والأكثر أماناً ، في وقت تستمر فيه جهود التطوير وفق إستراتيجية متكاملة وخطوات متوازية، لتعظيم عائدات عبور السفن وزيادة الحصة السوقية للقناة، وميكنة الخدمات المقدمة للخطوط الملاحية.

 أهم المكاسب

أصبح لدي القناة مجموعه من سفن الإنقاذ، وسفن دعم للإنقاذ والغطاسين، وقاطرات شد أكبر من القاطرات المتاحة حاليًا، إلى جانب التأكيد أن القوى البشرية المتواجدة بالقناة، لديهم خبرة كبيرة جدًا، موضحًا أن فكرة استخدام الكراكات، كانت فكرة مهندس صغير، وكانت سبب في إنقاذ السفينة.

 ووضعت إدارة هيئة قناة السويس نصب عينيها تطوير المجرى الملاحي للقناة ليتصدر أجندة العمل خلال الفترة المقبلة من خلال المضي قدما نحو تنفيذ مشروع تطوير القطاع الجنوبي للقناة وفقا للجدول الزمني المحدد واستكمال إنشاء مجموعة من جراجات السفن على القناة الجديدة لرفع قدرة القناة على التعامل مع الظروف الطارئة المحتملة.

وفق خطة طموحه تعتمد على  مشروعات قصيرة الأجل هي الحفاظ على المجرى بأن يكون أمن، و أيضا  مشروعات المتوسطة هي توسيع المجري الملاحي للقناة من 24 مترا إلى 27 مترا.ويتم العمل على عمل حوض كبير داخل ترسانة السويس لبناء السفن عملاقة بحمولة "160 ألف طن".

اقرا ايضا :الفريق أسامة ربيع يؤكد السيادة المصرية المطلقة على قناة السويس

وتشير الأرقام القياسية التي تسجلها حركة الملاحة القناة، والتي تعطي دلالة واضحة على الأهمية الإستراتيجية التي تحظى بها قناة السويس في المجتمع الملاحي وأنها دائما ما تكون الخيار الأول للخطوط الملاحية العالمية، كما تثبت إحصائيات الملاحة بما لا يدع مجالا للشك في الجدوى الفنية والاقتصادية لمشروع قناة السويس الجديدة وأبعاد رؤية الرئيس عبد الفتاح السيسي بضرورة تنفيذ هذا المشروع القومي العملاق في وقت قياسي والذي نجح في زيادة الطاقة العددية والاستيعابية للقناة وساهم في تطوير الخدمات الملاحية المُقدمة للعملاء ورفع التصنيف العالمي للقناة.

وسجلت حصيلة الإيرادات المحققة منذ بداية العام الجاري من شهر يناير وحتى الآن بعبور 5534 سفينة مقابل عبور 4660 سفينة خلال ذات الفترة من العام الماضي بنسبة زيادة قدرها 19 % ، فيما زادت الحمولات الصافية العابرة للقناة خلال تلك الفترة بنسبة 16% بواقع 320 مليون طن، مقابل 275 مليون طن خلال نفس الفترة من العام الماضي.

ومن أهم مشروعات التطوير هو ما اعلن عنة الفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس دخول الكراكة "طارق بن زياد" إحدى الكراكات التابعة للهيئة للعمل بمشروع توسعة القناة ضمن مشروع تطوير القطاع الجنوبي للقناة، ليصل إجمالي عدد الكراكات العاملة في المشروع بشقيه إلى ثماني كراكات، جاء ذلك خلال تفقده لحركة الملاحة بالقناة ومتابعته لمستجدات أعمال التكريك بمشروع التطوير.

وأكد الفريق ربيع أن مشروع تطوير القطاع الجنوبي للقناة يمضي بخطى متسارعة وفقا للجدول الزمني المحدد في ظل المتابعة الدورية من الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية للموقف التنفيذي لمشروع التطوير لما يتمتع به من أهمية كبيرة نحو زيادة عامل الأمان الملاحي بالقطاع الجنوبي بنسبة ٢٨% وزيادة الطاقة الاستيعابية للقناة في تلك المنطقة بمعدل ٦ سفن إضافية.

وأوضح رئيس الهيئة أن معدلات الإنجاز بموقع مشروع ازدواج القناة بمنطقة البحيرات المرة الصغرى من الكيلو 122 إلى الكيلو 132 ترقيم قناة بلغت 24%، بإجمالي كميات تكريك قدرها 15 مليون متر مكعب من الرمال المشبعة بالمياه، فيما بلغت إجمالي معدلات التكريك بموقع مشروع توسعة القناة من الكم 132 إلى الكم 162 حوالي 5.7 مليون متر مكعب من الرمال المشبعة بالمياه بنسبة إنجاز بلغت 32%.

وعلى صعيد يتصل بما تمتلكه هيئة قناة السويس من قدرة على مواجهة التحديات مع ضرورة الحرص على مواكبة كافة المتغيرات سواء في صناعة السفن أو تكنولوجيا الملاحة البحرية أو حماية البيئة أو غيرها، فقد حرصت الهيئة على تنفيذ عدة إجراءات من شأنها الحفاظ على سلامة البيئة وحماية الكائنات البحرية ومكافحة التلوث.

كما اولت  قناة السويس اهتماما كبيرا بتطوير وتحديث أسطولها البحري كأحد الأهداف الرئيسية ضمن خطتها الطموحة للارتقاء بمستوى الخدمات البحرية المقدمة للسفن العابرة وتوطين الصناعات البحرية من خلال برنامج متكامل يتضمن بناء ٢٢ قاطرة حيث تم الانتهاء من بناء أربعة قاطرات بترسانة بورسعيد بحرية بقوة شد ٧٠ طن، بالإضافة إلى بناء ٦ قاطرات ضمن التعاقد مع شركة جوانزوا الصينية، علاوة على بناء ١٠ قاطرات قوة شد ٨٥ طن، وخلال الفترة المقبلة سيتم التعاقد على بناء قاطرتين إنقاذ بقوة شد ١٨٠_ ٢٠٠ طن.

ذلك أن إستراتيجية تطوير الأسطول البحري تتم بالتوازي مع إستراتيجية تطوير المجرى الملاحي للقناة حيث تعكف الهيئة على استكمال أعمال تنفيذ مشروع تطوير القطاع الجنوبي بشقيه بنسبة إنجاز بلغت 46.6% في مشروع ازدواج القناة بمنطقة البحيرات المرة الصغرى، ونسبة 81 % لمشروع توسعة وتعميق القطاع الجنوبي.

وقد تم زيادة عدد  الكراكات العاملة بالمشروع إلى ٨ كراكات من زيادة معدلات الإنجاز خلال الفترة المقبلة حيث تعمل حاليا أربعة كراكات في مشروع التوسعة والتعميق وهم الكراكة "مهاب مميش" والكراكة "حسين طنطاوي والكراكة"الصديق" والكراكة" طارق بن زياد"، فيما تشارك الكراكات "الحمرا" و"المرفأ" و"الصدر" و"كاسيوبيا" في مشروع ازدواج القناة بالبحيرات المرة الصغرى.

وتجاوزت نسبة إنجاز التكسيات الجديدة حوالي 56 %، كما قاربت أعمال تجهيز أحواض الترسيب على الانتهاء بنسبة إنجاز بلغت 85%، وتخطت نسبة إنجاز شمعات الرباط الجديدة 45 %.

وأيضا من أهم المكاسب توقيع اتفاقية المساهمين بين هيئة قناة السويس، ومجموعة شركات V اليونانية المالكة لشركة Antipollution، ورجل الأعمال المصري اليوناني السيد إيريك آدم، لإنشاء شركة" آنتيبوليوشن إيچبت"شركة مساهمة، استعدادا لتقديم خدمة جمع المخلفات الصلبة والسائلة لأول مرة في قناة السويس.

كما نجحت  القناة خلال العامين الماضيين في تخطي العديد من الصعاب التي لا تقل خطورة عن أزمة جنوح السفينة إيفرجيفين، ومن المناسب في هذا الصدد أن نشير إلى جُملة ما تحقق من إنجازات بلغة الأرقام والإحصائيات، ورغم ما تحقق من إنجازات أبرزتها بوضوح الأرقام سالفة الذكر، إلا أنه ومن منطلق حرص هيئة قناة السويس على ضرورة استمرار تطوير المجرى الملاحي بما يعزز من ريادته العالمية، فقدت تبنت الهيئة بدعم كامل من القيادة السياسية مشروعاً ضخماً لتطوير القطاع الجنوبي من قناة السويس، وهو المشروع الذي يعد واحداً من أهم المشروعات التي تنفذها الهيئة في السنوات الأخيرة.