أما قبل

فيتوريا .. ومصرى- سودانى

إبراهيم المنيسى
إبراهيم المنيسى

حتى الآن ؛ مازلت متفائلا بالبرتغالى روى فيتوريا وأرى فى حماسته ورغبته فى تقديم شئ حقيقى للكرة المصرية فرصة جيدة لإنقاذ أوضاعها وتحسين أحوالها ..

ولم يكن فوز المنتخب الوطنى بأربعة أهداف على مالاوى بملعبها  وليد صدفة  لكنه استمرار لوضع جديد يسعى المدير الفنى لإرسائه وتعزيزه فنيا ومعنويا وسلوكيا بالفريق الذى افتقد لسنوات طوال شخصيته وصورته وانضباطه ..

فيتوريا يفرض شخصية المنتخب باللعب الهجومى الجرىء دون تفرقة بين اللعب على ملعبنا أو خارجه لذا  فقد  حقق الفريق الفوز بأربعة أهداف خارج البلاد وهو ما لم يتحقق بهذا العدد من الأهداف منذ أكثر من سبع سنوات وخلق فيتوريا كرة هجومية تتنوع فيها مصادر الخطورة ناسفا طريقة «باصى لصلاح « لكنه لا يغفل قيمة الفرعون بل يمنح جناح ليفربول العالمى قيمته وتميزه وقيادته ومكانته الكبيرة  ، ولكن ليس على حساب أسلوب لعب الفريق ..

فيتوريا أحدث مناخا إيجابيا طيبا بالمنتخب وعمل على تثبيت التشكيل وتعزيز روح الجماعية ووحدة الفريق وكلها إيجابيات يمكن البناء عليها وتعزيزها ..

غير أن ما يجب  أن يؤخذ فى الاعتبار هو اهتمام فيتوريا بتطوير الكرة المصرية على نحو شامل  وليس على مستوى المنتخب الأول فقط . فيتوريا  انتقد بشدة النظام الكروى المصرى ومسابقاته الضعيفة وملاعبه الكارثية وبطولات  ناشئيه الهزيلة ، بل وشارك المدرب البرتغالى فى استقدام خبير تحكيم من بلاده لتطوير منظومة التحكيم المصرية عندما طلب منه الاتحاد المشورة ..

مشروع فيتوريا للمسابقات يجب الاهتمام به ، فليس مقبولا ولا مفهوما الإبقاء على هذه الوضعية الوضيعة للكرة المصرية التى تراجعت كثيرا لدرجة  أصبح مجرد تأهل المنتخب  الأوليمبى للدور الأخير من التصفيات المؤهلة للدورة الأوليمبية .. مجرد التأهل للتصفيات المجمعة ، إنجازا يستحق التهنئة والاستقبال الرسمى وبرقيات التهانى ، ويا له من خفض قاتل لسقف الطموح لدى جيل جديد للكرة المصرية !

ومع بصمة فيتوريا وتطلعاته وحضوره هذا الأسبوع ، تنشغل الجماهير غدا وبعد غد بصراع قارى مشترك : مصرى - سودانى ..

صحيح أن مباراة الجمعة باستاد القاهرة بين الزمالك والمريخ هى تحصيل حاصل للفريقين بعد أن ضمن الترجى وبلوزداد التأهل عن هذه المجموعة بدورى الأبطال ، لكن تبقى مواجهة شطرى وادى النيل ذات حسابات خاصة جماهيريا ، ويحتاج الزمالك لفوز معنوى يعدل من صورته ويحد من  حزن جماهيره وهى ترى فريقها يودع البطولة تلو الأخرى  ، حتى أن الزمالك خسر فرصة إحراز ست بطولات وألقاب هذا الموسم فى رقم قياسى سلبى يستوجب التحرك وسرعة الإنقاذ للفريق وجماهيره ..

ومساء السبت يشهد ستاد القاهرة مجددا المباراة الكبرى المرتقبة فى صراع مصرى - سودانى .. ويلتقى الأهلى صاحب الرقم القياسى القارى فى التتويج بلقب أميرة البطولات مع الهلال المتطلع للاستمرار فى البطولة التى لم يلمس كأسها مرة واحدة ..

وعلى عكس الأجواء السلبية التى عمد البعض لفرضها  عبر السوشيال ميديا السودانية بتغذية وبث أنباء غير واقعية ، وجدت بعثة الهلال فور وصولها للقاهرة ترحيبا من جانب مسئولى الأهلى واستقبالا يليق بعمق العلاقات الوثيقة التى تقوى على عبث السوشيال ميديا والمندسين فيها ..

الأهلى الذى وجه مسئولوه الشكر لوزارة الداخلية وقياداتها على السماح بحضور ٥٠ ألف مشجع فى مباراة السبت فى تحول إيجابى كبير نحو عودة الجماهير للمدرجات بالكثافة الكاملة ؛ يجد نفسه فى هذه الأمسية الرمضانية الساخنة مدعوما بقوة جماهيره لتحقيق فوز يصعد به للدور القادم من  الأميرة التى تتوق لفارسها ، لكن طريق الأهلى لن يكون مفروشا بالورود فى هذه الليلة ما لم يركز لاعبوه جيدا ويستغلوا ما يتاح لهم من فرص مبكرة والحفاظ على نظافة شباك الشناوى .. 

لكن وقبل  كل هذا يأتى الدور الكبير على الحماهير الغفيرة ليس فقط لدفع فريقها لفوز كبير ومهم ولكن للحفاظ  بوعيها والتزامها وانضباطها ، على الفرصة الذهبية التى وفرتها  القيادات الأمنية لعودة الجماهير فى الملاعب لحالتها الطبيعية.

هل نستغلها ؟ ..

نتمنى ..