علي الجارم .. برع في الشعر ومات مفتونًا به

علي الجارم
علي الجارم

إذا كانت ملهمة بالنسبة للإنسان الذى يفكر فإنها مأساة بالنسبة للإنسان الذى يشعر.. هكذا جرت كلمات الأديب الفرنسي اندريه "مالرو" في التعبير عن عالم الأحساسات والمشاعر والفضائل الروحية والنفسية التي يسمو بها الشعراء ويحلقون بها في عالم انفرادي إنساني هكذا عبر الأدباء عن الشاعر على الجارم وعن معاناته الشعرية وعن تلك القيمة الذاتية لشعره وذلك حين قال إن شعره كان من نبضات قلبه وبحوره من قطرات دمعه.


بعثة دراسية لإنجلترا:

تلقى الجارم تعليمه الابتدائي بمدينة رشيد، وواصل تعليمه الثانوي بالقاهرة حيث التحق بالأزهر الشريف، ثم التحق بعد ذلك بكلية دار العلوم جامعة القاهرة، وسافر الجارم إلى إنجلترا لإكمال دراسته في بعثة دراسية عام 1908 ودرس أصول التربية بنوتنجهام، قبل أن يعود مرة أخرى إلى مصر بعد أربعة أعوام في 1912.


مفتشاً للغة العربية:

ثم بعد ذلك تم تعيينه مدرساً بمدرسة التجارة المتوسطة، وتدرج في عدد من وظائف التربية والتعليم حتى عُيِّن كبير مفتشي اللغة العربية بمصر، كما تم تعيينه وكيلاً لدار العلوم حتى عام 1942، وقام بتمثيل مصر في بعض المؤتمرات العلمية والثقافية، كما اختير عضواً مؤسساً لمجمع اللغة العربية بمرسوم صدر من رئاسة الوزراء في أكتوبر 1933.

اقرأ أيضًا| في ذكرى وفاة الفنان عبدالغني النجدي.. مواهب  لم ترى النور

الجارم ومدائحه النبوية:

تعتبر المدائح النبوية من فنون الشعر التي تعبر علي عاطفة دينيه سامية وهي حب الرسول محمد صلي الله عليه وسلم .. ورغم ان أكثر المدائح قيل بعد وفاته "ص" وما يقال بعد الوفاة يسمى رثاء ولكن في الكلام علي الرسول "ص" يسمى مدحاً ولذلك يخاطبه الشعراء كما يخاطبون الأحياء وفي مدائح النبوية نجد تاريخاً رائعاً الذي بدأه بلامية كعب بن زهير ومدائح حسان بن ثابت وختمه بالمدائح ابن مصر وابن حجة الحموى والذي كان علي رأسهم شاعر العروبة علي الجارم ومنها قصيدته المشهورة محمد رسول الله.


ماذا قالوا عن الجارم:

قال الأستاذ أحمد هيكل عميد كلية دار العلوم السابق «أما الرائد الكبير الذي يدور حوله هذا العمل فهو طيب الذكر علي الجارم أحد أعلام الاتجاه المحافظ في الشعر العربي الحديث، هذا الاتجاه الذي راد تاريخه البارودي أولاً ووصل إلى غاياته شوقي فيما بعد، ثم كان الجارم واحداً من الذين تصدروا السائرين في هذا الاتجاه والمتنافسين لملء الفراغ بعد رحيل أمير الشعراء، بل كان بحق السابق إلى ملء هذا الفراغ وخاصة في الجانب المحفلي والرسمي الذي كان من أبرز جوانب إمارة شوقي وديوان الجارم بأجزائه الأربعة هذا العطاء الشعري الوفير والغزير الذي يمثل طبقة سامية من طبقات الشعر المحافظ، تضع صاحبها في مكان المتصدرين من أصحاب هذا الاتجاه الفني الرصين، وجميعهم يشير إلى المدرسة الأدبية التي ينتمي إليها الجارم وهي مدرسة المحافظين.


ممثلاً لمصر في المحافل الدولية:

عرف الجارم كمحاضر متميز الأمر الذي أهله لتمثيل مصر في العديد من المؤتمرات الخارجية، فذهب إلى بغداد لحضور تأبين الشاعر الزهاوي، وإلى لبنان لحضور افتتاح المؤتمر الطبي، ومؤتمر الثقافة ببيروت عامي 1943، 1944، كما أرسل إلى السودان للإشراف على امتحانات المدارس المصرية، وحصل على العديد من الأوسمة منها وسام النيل من مصر عام 1919، ووسام الرافدين من العراق 1936، كما منحته لبنان وسام الأرز عام 1947.

وفاته:

حيث جاءت وفاته مفاجأة للجميع وهو يستمع إلى أحد أبنائه وهو يلقي قصيدة له في حفلة تأبين لمحمود فهمي النقراشي، في 20 من مارس عام 1949م.