نقطه علي حرف

عوده مره اخري لقضيه الموسم

م. علي سعده
م. علي سعده

م. علي سعده

لست مالكا لعقار سكني او اداري لكن استفزني بشده استمرار تطبيق قانون الايجار القديم الذي تنفرد به مصر دونا عن كل بلاد العالم بما فيه من ظلم شديد علي قطاع ضخم من الملاك وابنائهم واحفادهم.


اتذكر في سنوات الهجره من بورسعيد اواخر ستينيات القرن الماضي التحقت بكليه الهندسه جامعه الاسكندرية واستأجر والدي شقه لنا في حي الابراهيميه شارع بورسعيد مكونه من سته غرف وكان الايجار سته جنيهات شهريا .. استمر الحال سنوات الدراسه وبمجرد عوده المهجرين لديارهم سلم والدي مفتاح الشقه لمالك العماره دون ان يطالبه ( كما يحلو للبعض ان يفعل) بمئات الالوف كي يخلي له السكن .. كان تصرفه درسا لي فوجدتني اتبني قضيه حقوق الملاك واقف الي جانبهم فالقضيه ضد الظلم وضد اهدار حق الدوله في تحصيل الضريبه العقاريه والتي تقدر بالمليارات والاهم انها ضد الشرع وضد الدستور ولا ننسي مقوله الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله بلغته العاميه الدارجه ( لو شقتك ايجار قديم خللي بالك .. لازم صاحب الشقه يكون راضي عن الايجار القليل والا ربنا حيحاسبك )
كتبت هنا منذ شهر عن القضيه المرفوعه في مجلس الدوله تحت رقم ٧٧/٢٨٦٢٢ مستعجل من الملاك واختصموا فيها السيد رئيس الوزراء والسيد رئيس مجلس النواب والسيد وزير الاسكان والتي قررت المحكمه الموقره تأجيلها للتدخل ليوم ١٥ مارس الحالي .


في اليوم المذكور وجدت قدماي تقوداني الي ميدان الجيزه في العاشره صباحا تحديدا وما أن عبرت كوبرى الجلاء واتخذت يسارا ، وعلى مسافة مائة متر تقريبا وامام مبنى مجلس الدولة واذ بى اجد ثلاث سيارات أمن مركزى وعددا كبيرا من رجال الشرطة مصطفون على جانب الطريق الامر الذى جعل المارة يتساءلون ما الموضوع ؟
كانت الاجابه مبهجه للكثير من الماره ..  انها قضية الموسم ..قضيه قانون الايجار القديم ستنظر اليوم .. وان هذا العدد الهائل جاءوا من أقاصى البلاد ليشهدوا وقائع الجلسة ..اثناء الحديث جاء شرطى وبابتسامة يطلب منهم الدخول إلى مجلس الدولة .. الامر الذى جعل لدى الفضول فى الدخول معهم .


وفى القاعة 5 بالدور الارضى ، حيث ازدحمت عن اخرها ( لايوجد موطئ لقدم بالفعل ) بدات المرافعات والدفوع .. وخارج القاعة تجد رجال الشرطة بحركة دائبة كخلية نحل لا تهدأ ..نظام وترتيب وهدوء  ..وبعد ساعة كاملة من المرافعات ترفع الجلسة ويخرج ملاك العقارات و قد ارتسمت على وجوههم علامات الرضا فالقضيه لم ترفض كما كان يحدث من قبل بل اعلنت هيئة المحكمة حجز القضية لكتابة تقرير المفوضين ...وفى ردهة المحكمة كان يقف بعض الملاك يتحدثون مع بعضهم ولكن رجال الشرطة اصطحبوهم إلى خارج المبنى فى هدوء وسلام حتى لا يتعطل سير العمل داخل المحكمة .
وفى الخارج رأيت بعض الملاك يصافحون رجال الشرطة بود وامان على مجهوداتهم فى الحفاظ على سلامتهم  وترد عليهم الشرطه بابتسامه ودعوات بالتوفيق في الجلسه القادمه .


غادر الجميع والامل يحذوهم في عداله السماء قبل عداله الارض ..
و.
لايسعني الا ان اقول .. ما ضاع حق وراءه مطالب