سؤال يبحث عن أجابة .. استخدام النجوم لصفحات السوشيال ميديا دعاية أم متاجرة؟

السوشيال ميديا
السوشيال ميديا

دينا الماهر

أصبحت وسائل التواصل الاجتماعى جزء لا يتجزء من نمط الحياة اليومى وتعددت استخداماتها، يعتبرها البعض وسيلة لنجوم الفن لضمان الاستمرارية والتواجد دون غياب عن جمهورهم، حتى أصبح لها دورًا محوريًا في حياتهم الشخصية والعملية، هناك من يعتبرها سباقًا على من يمتلك أكبر شريحة مجتمعية من الجمهور، ويعتقد أن السبيل لعلو مكانته داخل الوسط الفنى عن طريق زيادة أرقام المتابعين لصفحته الشخصية التي قد تصل إلى الملايين.. فعلى سبيل المثال وأثناء الضجة التى صاحبت شيرين عبد الوهاب وأزمتها مع زوجها حسام حبيب، زاد عدد المتابعين للنجمة المحبوبة على صفحتها الرسمية علي إنستجرام لتصل إلى 11 مليون متابع.
هذه الأرقام تعطي الفرصة للفنان القائم علي عمل ما بالترويج لعمله وصنع دعاية خاصة به، مثلما فعل محمد أنور ممثل مسرح مصر بنشر اغنية له على السوشيال ميديا، وكذلك محمد هنيدي الذي قام بحملة كبيرة للترويج لفيلمه الجديد، فى مقابل العديد من النجوم الذين يعملون في صمت دون وضع أنفسهم تحت المجهر الإلكتروني كأحمد السقا و أحمد عز و كريم عبد العزيز، بالرغم من امتلاكهم قاعدة جماهيرية كبيرة، لكنم لا يسعون لعمل أي ترويج دعائي لهم أو لأعمالهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

الكم وليس الكيف، هذا ما يلجأ إليه بعض الفنانين فى إثارة الجدل لزيادة أعداد المتابعين لهم بعيدًا عن دورهم الحقيقي فى تقديم أعمال فنية، سواء مون خلال كتابة “بوستات” أو نشر صور لجلسات التصوير الخاصة بهم بحثًا عن صنع الدعايا ومنفذًا للتواجد بين الجمهور.

وقد تنوعت أدوار السوشيال ميديا في حياة الفنانين إلى حد غريب، مابين الدعاية لشخصهم وأعمالهم الفنية، أو المشاركة فى مواد إعلانية للدعاية لبعض المنتجات، حيث حرصت الفنانة الشابة ميرنا جميل على توضيح الفارق بين دور الفنان علي مواقع التواصل الاجتماعي و دور البلوجر أو الأنفلونسر، قائلة: “ أصحاب المدونات من البلوجر يصورون كل شي عن حياتهم ويسعون دائمًا للمثالية وذلك عن طريق تقديم محتوي يؤثر فى الشريحة الاجتماعية للمتابعين لديهم، بعكس استخدام الفنان لحسابه الشخصي، فهو من يمتلك المحتوي الفني في الأساس، وقد يشارك جمهوره تفاصيل عن حياته الخاصة بشكل مباشر دون وسيط، وذلك يسمح لنا كفنانين بأن نصبح مصدر الأخبار عن طريق نشر أعمالنا الفنية الجديدة بشكل دعائي لنا وللعمل، والتفاعل مع الجمهور بشكل أكبر، وهو مايتيح لنا التنبوء بنجاح أو سقوط العمل الذي سيعرض من خلال معرفة الصدي لديهم الذي يكون أسرع علي السوشيال ميديا”.

أما فيما يخص عرض الفنان مواد إعلانية لمنتجات عبر صفحته الشخصية استغلالًا لأعداد المتابعين والمعجبين، هذا ما حذرت منه ميرنا، قائلة: “من قديم الأزل والفنان يعتبر وجه دعائي على شاشات التليفزيون والمجلات، وفي الوقت الحالي ومع التطور، أصبحت الإعلانات إلكترونية من خلال السوشيال ميديا من خلال وجود قاعدة جماهيرية كبيرة من المجتمع تحب تلك الشخصيات الفنية وعلى ثقة بكل ما يقولون، لكن يجب التحري وراء كل المنتجات المعلن عنها، فأنا أدقق في كل شيء أقدمه، خصوصاً أن معظم جمهوري من الأطفال، فأبحث عن جودة المنتج وصدور تصاريح له لأتأكد من عدم وقوع أي ضرر على مستخدمي المنتج. وهناك مستويات للإعلان، فهناك من يشارك جمهوره إعلان عن مطعم أو مصفف شعر، قام بتجربته سابقًا ويشارك جمهوره تلك التجربة، وهناك من يمثلون وجه دعائي لماركات عالمية، وهذا لا يقلل من شأن أحد اطلاقاً”.

 وأضافت: “كثرة الانشغال بالسوشيال ميديا تهدر الكثير من الوقت وتسبب الإرهاق صحيًا، ومع ذلك لا أرفضها، بالعكس أنا مع استخدامها و دخولها حياة الفنان ومعرفة المعجبين أكثر عن حياته وأعماله، لكن نجاح العمل الفني أو سقوطه لايتوقف على تواصل الفنان دائما علي السوشيال ميديا،  فهناك نجوم غير متفاعلين مع الميديا ولم تهتز مكاناتهم الفنية إطلاقًا، وأعمالهم تجني أعلى الإيرادات بالأسواق مثل احمد عز و كريم عبد العزيز وغيرهم، فمن الخطأ ارتباط ظهور الفنان وقيمته الفنية بظهوره على مواقع التواصل الإجتماعي”.

بينما اختلفت ميس حمدان فى وجهة النظر تمامًا، حيث أكدت أن مواقع التواصل الإجتماعي تأخذ حيزًا تعويضيًا للفنان في ظل غيابه عن ساحة العمل, وتقول: “ الفنان مرتبط بتواجده في ذهن المشاهد دائمًا، و ذلك عن طريق تقديم محتوي يشبه شخصيته التي اعتاد عليها الجمهور، فيجب أن يكون هدفه هو مشاركة جمهوره أشياء يجد ذاته بداخلها كما يجد ذاته بعمله الفني, فأنا أفعل ذلك عن طريق نشر بعض الفنون، كالرياضة والرقص، هذه الأشياء التي تصنع السعادة لى و لروحى وتفيد جمهورى، أما الظهور بلا فائدة يقلل من قيمته الفنية ويزيف حقائقه التي اعتاد جمهوره عليها”.

وتتابع: “السوشيال ميديا وسيلة سريعة الانتشار بين أفراد المجتمع، وبإمكانها توصيل فكرة أو عمل او أغنية أيا كان المحتوي الداخلي، لكن التفاعل يظهر سريعًا بين الجميع من منتقد أو معارض أومشجع، رغم أن سلبيات السوشيال ميديا أكثر بكثير وكسرت حواجز وقيم عديدة، لكنها قد تعتبر مصدر رزق للعديد، فهناك كثيرون حياتهم قائمة علي الاعلانات التجارية التي تعرض على السوشيال ميديا وتعود عليهم بفائدة مادية كبيرة، فهي أسهل طريقة لإيصال فكرتهم للجمهوربشكل أسرع وعلى نطاق أكبر, فأنا أؤيدها ولا أرفضها بالبحث عن أنسب الطرق لاستخدامها”.

بينما رفضت منال سلامة نظرية التسويق الإعلانى للفنان على السوشيال ميديا, حيث صرحت قائلة: “ سبق وعرض علىَ لأكون وجه إعلاني علي المنصات الإلكترونية، أو التحدث عبر خاصية القصص على صفحتى الرسمية بشكل دعائي للمنتج، لكننى رفضت ذلك، ولم أتقاضى أي أجر على ظهورى أو استخدام اسمى على السوشيال ميديا، لكن في نهاية كل شخص مسئول عن مساره”.
وأضافت: “لا يمكن للسوشيال ميديا أن تعوض الفنان جزء من غيابه أو ابتعاده عن الساحة، ومن إيجابياتها أنها تتيح للفنان فرصة التواصل بشكل فعَال و مباشر مع جمهوره، ومعرفة ردود الأفعال عن أي أعمال يقدمها، لكن الفنان لا يستطيع أن ينجو من سلبياتها، حيث قد يتم فيها اقتطاع جزء كبير من الحقائق عن طريق أخذ بعض التصريحات لتصبح عنوانًا مثيرًا على المواقع الإخبارية وتتصدر الترندات.

نقلا من عدد أخبار النجوم بتاريخ  16/3/2023

أقرأ أيضأ : كرم جبر: 70% من تشكيل الرأي العام في العالم العربي من السوشيال ميديا