في شهر المرأة.. دعم «المعنفات» أهم أهداف التنمية المستدامة

المرأة المعنفة فى أمس الحاجة للدعم
المرأة المعنفة فى أمس الحاجة للدعم

يعد العنف أحد أكثر الجرائم التى تحاول كافة المنظمات الحقوقية والنسوية حول العالم التصدى لها، لاسيما أنه أصبح ظاهرة متنامية فى كافة المجتمعات، ويأخذ العنف عدة أشكال وفقاً للمجتمع وطبيعته الثقافية، بالإضافة إلى التمييز وعدم المساواة بين الجنسين الذى يعتبر أحد أشكال العنف الذى تتعرض له المرأة. ويعتبر القضاء على جميع أشكال العنف ضد النساء والفتيات داخل المجتمعات هو هدف راسخ من أهداف التنمية المستدامة للوصول إلى تحقيق تكافؤ الفرص، ودعم المرأة المصرية التى تعد ركيزة المنزل والداعمة الأساسية لكل أفراده.

وفقاً لنتائج مسح صحة الأسرة المصرية 2021، تمثل نسبة العنف من قبل الزوج للسيدات المتزوجات حالياً والسابق لهن الزواج فى الفئة العمرية (15- 49 سنة) 31% ممن تعرضن لأى نوع من أنواع العنف الجسدى أو الجنسى أو النفسى على يد أزواجهن، و22.3% ممن تعرضن للعنف النفسي، وحوالى ربع النساء (25.5٪) تعرضن للعنف الجسدي، كما تشير إحصاءات منظمة الصحة العالمية إلى أن حوالى 736 مليون امرأة فى كافة أنحاء العالم يتعرضن فى حياتهن للعنف البدنى أو العنف الجنسى على يد الزوج أو غيره، أى امرأة من كل (3) نساء، وكذلك واحدة من كل 4 نساء شابات (تتراوح أعمارهن بين 15 و24 عاماً) تعرّضت بالفعل لعنف ببلوغها منتصف العشرينيات من عمرها.
ولذلك حرصت الدولة المصرية على تقديم الدعم للمعنفات فى مختلف نواحى الحياة لدمجهن فى المجتمع ثانية والقيام بدورهن على أكمل وجه، وذلك من خلال قيام المجلس القومى للمرأة بإنشاء وحدات لمناهضة العنف ضد المرأة أو ما تعرف بـ«بيوت المعنفات» للسيدات اللائى يتعرضن للعنف من أزواجهن، وعددها ٩ بيوت، تحت رعاية وزارة التضامن الاجتماعى. لتستطيع النساء المعنفات من خلالها التواجد لفترات محددة حتى تستطيع تدبير أمرها من خلال البدء بأحد المشاريع الصغيرة أو إتمام الصلح مع زوجها والرجوع لمنزلها مرة أخرى.
وبالتزامن مع شهر المرأة، ترى الدكتورة نهى بكر، عضو المجلس القومى لحقوق الإنسان، أن تقديم الدعم للسيدات المعنفات من أهم الأولويات التى يجب أن توضع على رأس أجندة الجهات المعنية لتوفير جميع سبل الراحة لهن، وهذا ما دفعها لإطلاق مبادرة إطعام لدعم السيدات المعنفات على مستوى الجمهورية.
حيث تأتى المبادرة الجديدة لدعم المرأة المصرية بالأخص المعنفات باعتبارهن فى أمس الحاجة إلى الدعم والمؤازرة والتخفيف عنهن، وذلك بالتزامن مع شهر مارس أو ما يعرف بشهر المرأة كونه يضم 3 احتفالات خاصة بهن (اليوم العالمى للمرأة، يوم المرأة المصرية، عيد الأم). وحرصت نهى بكر خلال المبادرة التى نفذتها فى أحد الفنادق الكبرى بالقاهرة على المشاركة بالتوعية بأهمية المساواة بين الرجل والمرأة، وكذلك ضرورة تفعيل الدور المجتمعى لتحقيق هذه المساواة وتقديم الدعم اللازم للمعنفات، مؤكدة أن المجلس القومى للمرأة قد نجح فى تقديم خدمة «بيوت المعنفات» وهى من الخدمات التأهيلية المجهزة بكل ما تحتاجه النساء لتقديم الرعاية النفسية والبدنية لهن والشد من أزرهن، خاصة أن العنف الذى يتعرضن إليه يصل إلى حد الدمار النفسى والجسدى والتعرض لإصابات بالغة مستديمة فى كثير من الأحيان.
وجاءت فكرة المبادرة فى قيام عدد من «الشيفات» الأكثر شهرة على وسائل التواصل الاجتماعى بتقديم طريقة عمل وصفات لأطباق مميزة لإعداد كميات كبيرة من الوجبات وتوزيعها على منازل المعنفات فى مختلف محافظات الجمهورية، وذلك باعتبار أن الطعام هو جزء هام فى الثقافة المصرية وأحد أهم الطرق التعبيرية عن الحب والاهتمام.
وأضافت نهى بكر أن الهدف الرئيسى التى تسعى لتحقيقه من خلال المبادرة هو تسليط الضوء على هذه الفئة بالمجتمع ولفت نظر جميع المؤسسات والهيئات إليهن لتقديم لهن يد المساعدة كلٌ فى مجاله سواء كان ذلك من خلال توفير فرص عمل أو تقديم مساعدات عينية وترفيهية لأطفالهن خاصة أن الكثير منهن ليس لديهن القدرة على تحقيق ذاتهن مما يجعلهن يضطررن للعودة مرة أخرى لمنزل الزوجية والاستسلام للعنف المتكرر من أجل تربية أطفالهن والحصول على مصدر رزق، وقد أشارت الإحصائيات أن عددا كبيرا منهن يتركن منزل الزوجية بشكل نهائى بعد العودة إليه 10 مرات.

نقلا من عدد أخر ساعة بتاريخ 15/3/2023

اقرأ أيضًا|   «قومي المرأة» يكشف تفاصيل نظام الإحالة العالمي للمرأة المعنفة