بقلم واعظة

سهام محمد محمد رزق تكتب: «حُسن الاستقبال»

سهام محمد محمد رزق
سهام محمد محمد رزق

بقلم: سهام محمد محمد رزق - منطقة وعظ كفر الشيخ

أيام ويهلّ علينا ضيف عزيز يفيض علينا بنفحاته وبركاته، ضيفٌ يحتاج منا إلى حسن استقبال، وطيب لقاء يليق بفضائله التى منَّ الله  بها علينا، إنه شهر رمضان المعظم الذى يتطلب منا استعدادًا تامًا لاستقباله؛ لذا فنحن جميعًا فى حاجةٍ شديدةٍ إلى وقفةٍ صادقةٍ مع أنفسنا نجدد فيها التوبة والرجوع الصادق إلى الله عز وجل، بقلبٍ نادمٍ خاشعٍ، عازمٍ على إصلاح فساده، غير راجٍ سوى عفو ربه ورضاه، كذلك نحتاج إلى مجاهدةٍ وعزيمة قويةٍ؛ لترك الذنوب صغيرها وكبيرها؛ لتهيئة النفس إلى إدراك تقصيرها، والتطلع إلى تقوية إيمانها، واغتنام نفحات الشهر الكريم. كذلك نحتاج  إلى العفو عن الغير ومسامحته وتخلية القلب من كل ما يشغله عن طاعة ربه وتقواه.

كذلك من أهم الاستعدادات لرمضان فى شهر شعبان: التمرين على الصيام، وقراءة القرآن وسائر أعمال الخير والبر؛ لأن شعبان هو رمضان مصغر يهيئنا لاستقبال رمضان أكبر؛ لذا يجب علينا التهيئة والاستقبال الحسن؛ لاغتنام نفحات أعظم مواسم الخيرات، وبذلك يستطيع المسلم أن يُقبل على رمضان بنفس طيبة، وقلب صافٍ قوى الإيمان متهيئ للتزود من الصالحات، والبعد عن السيئات، يقول ابن رجب -رحمه الله-: «لما كان شعبان كالمقدمة لرمضان، شرع فيه ما شرع فى رمضان من الصيام وقراءة القرآن؛ ليحصل التأهب لتلقى رمضان وترتاض النفوس بذلك على طاعة الرحمن». وبالتالى يحقق معنى التقوى التى هى خير زاد ليوم الميعاد كما قال تعالى: «وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِى الْأَلْبَابِ» «البقرة:197»، كما أنه يضمن العاقبة المرضية للعمل الصالح وهى السعادة فى الدارين كما وعده ربه فى قوله تعالى: 

«مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ» «النحل:٩٧».