خوفا من الفضيحة.. «طالبة إعدادي» هربت من أهلها وحبيبها ذهب وراء القضبان

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

منى ربيع

 

 

..الحب ليس حرامًا ولكن عندما يكون خارج إطار الشرعية والقيم الاخلاقية للمجتمع يتحول إلى جريمة تدفع صاحبها إلى غيابات السجون.

وهذا ماحدث مع هذا الشاب الذي هام حبًا بمراهقة لم تتجاوز الخامسة عشرة من عمرها وتطور الحب إلى علاقة جنسية محرمة دون أن يدرك انه ارتكب للتو جريمة هتك عرض قاصر وهي جريمة يعاقب مرتكبها حتى لو تمت بإرادة الفتاة ورضاها. 

الطرف الآخر في العلاقة فتاة في الخامسة عشر من عمرها، مازالت في نظر القانون طفلة، قررت أن تخلع رداء الطفولة مستغلة ثقة أسرتها بها، وتفعل ماتريد دون حياء أو خجل، فتلك الصغيرة التى لم يتوقع أحد أن ترتكب جرمًا أو شيء مخل، فجأة بين يوم وليلة اصبحت تأخذ قراراتها بنفسها، تستضيف عشيقها في منزلها في غياب والديها دون خوف أو قلق أن يعرف أحد ماتفعله وفي النهاية قررت الهروب بعد أن وجدت نفسها لن تستطيع الحياة بدون عشيقها.

ليجد الاب والام نفسهما فجأة امام فتاة لا يعرفان عنها شيئًا فهي ليست ابنتهما التى قاما بتربيتها وضحيا من اجلها بكل غالي ونفيس، لكن هذا ماحدث بالفعل عندما اكتشف الاب والام حقيقة ابنتهما وانها لم يتم خطفها بل هربت بإرادتها المطلقة.

تفاصيل القضية ترويها السطور التالية 


بالقرب من إحدى المصالح الحكومية كانت تقف رانيا برفقة والدتها لإنهاء بعض المصالح الخاصة بالأم، وأثناء ذلك استأذنت رانيا والدتها أن تذهب لأحد المحال لشراء العصير لهما، مرت الدقائق وكأنها ساعات والام تنتظر عودة ابنتها من “السوبر ماركت” لكنها لم تعد، لتهرول الام باحثة عن ابنتها لكنها لم تجدها.

تسأل أصحاب المحال ليخبرونها انهم لم يروها.. الام تبحث عن ابنتها في كل مكان، لكن بلا جدوى سلمت رأسها للشائعات، بأن ابنتها تم خطفها أو قد تعرضت لمكروه.

ظلت تبحث في الشوارع والدموع تملأ عينيها، خائفة هائمة على وجهها لا تعرف ماذا ستخبر والدها وأشقائها، وفي النهاية لم تجد امامها سوى إخبار زوجها باختفاء نجلته ليأتى اليها مسرعًا، يبحث عنها في كل مكان لدى أقاربهما وصديقاتها.

لكن كل المحاولات باءت بالفشل وكأنها كما يقولون “فص ملح وذاب” لم يجد الأب أمامه سوى إبلاغ الشرطة بعد 24 ساعة من اختفاء ابنته ذات الخمسة عشر عامًا.

ذهب الأب مدرس اللغة العربية في اليوم التالى لقسم شرطة 15 مايو ليحرر محضرًا باختفاء ابنته ذات الخمسة عشر عامًا، وارفق بالمحضر صورة شخصية لها، واصفًا اياها بالهدوء والرقة فهى طفلة صغيرة بالمرحلة الإعدادية، وانها غالبًا تعرضت للخطف أو لحادث.

مفاجأة


وعلى الفور تم إحالة المحضر للنيابة التى أمرت بسرعة تحريات المباحث لكشف غموض اختفاء رانيا، وبعد عدة ايام من البحث عن رانيا، فوجئت الام باتصال هاتفى من احد الاشخاص ويدعى ابراهيم يخبرها بأن ابنتها برفقته، وعلى الفور اخبرت رجال المباحث بذلك ظنًا منها انه قد يكون خطفها، ليتحرك رجال المباحث وفي اقل من 24 ساعة تم العثور على رانيا ومعها ذلك الشاب في بيته، ليتم ابلاغ الام والاب بذلك.

هرول الاب والام مسرعين إلى القسم ليجدا ابنتهما الصغيرة وبرفقتها شاب في التاسعة عشر من عمره، احتضن الاب والام ابنتهما وهما يسألونها عن تعرضها لمكروه أم لا؟ واين ذهبت الايام الماضية ؟ وماذا حدث ؟

أسئلة كثيرة سألها الاب والام للابنة عن غيابها لكن لم يخطر ببالهما أن تكون قد ارتكبت خطأ في حقهما أو حق نفسها فهي في نظرهما الطفلة البريئة التى لاتعرف شيئا في الحياة سوى أسرتها ودراستها.

فجأة يطلب منه ضابط المباحث الحديث معهما على انفراد بخصوص ابنتهما، يدب القلق والخوف في قلب الأب والأم، ويبدأ الضابط في إخبارهما بأنه عثر على ابنتهما برفقة الشاب الموجود بخارج المكتب في منزله، سقطت الام أرضًا من هول ماسمعته، واصيب الأب بحالة ذهول وهو يسمع مافعلته ابنته من انها كانت على علاقة بذلك الشاب وكانا يلتقيان في منزل الأسرة !

الاب كاد أن يفتك بابنته داخل قسم الشرطة وهو يسمع بأذنه سر اختفاء ابنته ذات الخمسة عشر عامًا، لم يستطع الاب أن يصدق ما تسمعه أذنيه فكيف لابنته الصغيرة أن تفعل ذلك فهي مازالت طفلة !

ليوجه لذلك الشاب اتهامات بخطف وهتك عرض نجلته القاصر.

أحيل المحضر للنيابة العامة لتتوالى المفاجآت وامام جهات التحقيق بدأت رانيا تروي ماحدث لها قائلة : إنها تعرفت على ابراهيم منذ ثمانية أشهر اثناء عودتها من الدرس الخصوصي فهو يعمل في احد المحلات المجاورة للمنزل الذى تتلقى فيه الدرس الخصوصي.

أعجبت به وأحبته مثلما احبها، وكان يلتقيان سويًا بعد انتهاء الدرس الخصوصي، وظل الاثنان على هذا الحال بعدها بدأ يشعر كل منهما انه لا يستطيع الاستغناء عن الآخر، وبدأت العلاقة العاطفية بينهما تتطور شيئًا فشيئًا، حتى طلب منها أن يلتقيا بعيدًا عن عيون الناس، حتى ذهبت اليه في منزله، وهناك حدث مالم يحمد عقباه، حيث عاشرها معاشرة الأزواج.

وبعدها تعددت اللقاءات بينهما لكن بعد ذلك في بيت أسرة رانيا في غياب والديها، حيث كانت تنتظر خروج والدها للعمل وخروج والدتها لشراء احتياجات المنزل وتتصل به ليأتى اليها في عدم وجود اهلها وظل الاثنان على ذلك الحال لمدة عام.

وانها فعلت ذلك بعدما وعدها حبيبها بالزواج بعد أن تبلغ السن القانونى، وأنها قررت الهروب بالاتفاق مع حبيبها خوفًا من أن يفتضح امرهما.

أما عشيقها فأكد امام جهات التحقيق أنه تعرف على رانيا منذ ثمانية أشهر وكان الاثنان يلتقيان في منزل اسرتها بعد خروج والديها، حيث تعددت اللقاءات بينهما هناك، وانها هي التى طلبت منه الهروب وهو لم يجبرها على ذلك، وانها ذهبت إليه بنفسها، وفي النهاية لم يجد امامه سوى انه يسمح لها بالتواجد معه ولم يكن يعرف أن مافعله سيجعله متهمًا امام القانون متهمًا.

اقرأ أيضًا

هل يؤثر مرض السكر على العلاقة الجنسية؟ طبيب يجيب

انتهت التحقيقات لكن لم تنته الحكاية بصدمة الام والاب في ابنتهما التى كانت تستضيف عشيقها في المنزل في غيابهما، وكذلك العشيق الذى كان متخيل أنه لن يقع تحت طائلة القانون لان الابنة ذهبت معه بإرادته ، ليفاجأ العشيق بقرار جهات التحقيق بحبسه وإحالته لمحكمة الجنايات بتهمة هتك عرض قاصر.

وقالت النيابة العامة في قرار إحالة المتهم لمحكمة الجنايات إنه هتك عرض المجنى عليها الطفلة رانيا والتى لم تبلغ من العمر ثمانية عشر بغير قوة او تهديد بأن عاشرها معاشرة الازواج مستغلا حداثة سنها وبناء عليه قد يكون ارتكب جناية وذلك بالمواد 269 من قانون العقوبات والمادة 116 مكررا /1من القانون 12 لسنة 1996المعدل بالقانون 126 لسنة 2008

وقد ارفقت النيابة العامة في قرار الإحالة ادلة الثبوت حيث اكدت الفتاة أنها ارتبطت عاطفيًا بالمتهم منذ حوالى ثمانية أشهر وحال ذلك تطورت العلاقة فيما بينهما وعاشرها معاشرة الأزواج وعقب ذلك قررت الهروب من مسكنها برفقته.

فيما اكدت الام انها اثناء توجهها بصحبة ابنتها لإحضار مبلغ التأمين الخاص بزوجها جاءت لابنتها مكالمة هاتفية بعدها طلبت منها ابنتها أن تذهب لشراء العصائر بعدها اختفت تماما، ثم بعد عدة ايام فوجئت بمكالمة هاتفية من احد الأشخاص يخبرها بان ابنتها بصحبته وعلى الفور ابلغت المباحث بذلك ليتم العثور عليهما بواسطة مأمور الضبط ليخبرها بأن ابنتها هربت بإرادتها بعد أن كانت تلتقي بعشيقها في منزل الاسرة في غيابهما، كما أكد الاب في أقواله ما قالته الام.

فيما اكد ضابط مباحث القسم بأن التحريات اكدت وجود علاقة عاطفية بين الابنة والمتهم وانها تركت المنزل بإرادتها وانه عاشرها معاشرة الأزواج أكثر من مرة.

انتهت التحقيقات بإحالة القضية لمحكمة جنايات القاهرة برئاسة المستشار محمد الجندى وعضوية كل من المستشارين ايمن عبد الخالق ومحمد صبري يوسف لتصدر حكمها بسجن العشيق عامين وإلزامه بالمصاريف الجنائية وذلك بعد الاطلاع على المادتين 304/2 و313 من قانون الاجراءات الجنائية والمادة269 من قانون العقوبات والمادة 116 من القانون رقم 12 لسنة 1996 المعدل بالقانون 126 لسنة 2008 والمادة 17 من قانون العقوبات.

وقالت المحكمة في أسباب حكمها إنه ثبت للمحكمة أن المتهم قد ارتكب جريمة هتك العرض وفقا للمادة 269  والتى تنص على أنه كل من هتك عرض صبى أو صبية لم يبلغ سن كل منهما ثمانى عشرة سنة ميلادية كاملة بغير قوة أو تهديد يُعاقب بالسجن مدة لا تقل عن سبع سنوات”.