الوثائقية.. الوقفة الإعلامية الجادة.. والسلطة الرابعة

د.إلهام سيف الدولة حمدان
د.إلهام سيف الدولة حمدان

إيمانا من الشركة المتحدة بأهمية الوقفة الجادة المطلوبة ـ الآن وليس غدًا ـ  نحو تصحيح المسار الإعلامي حتى لا يحيد بنا عن الهدف الرئيس من حتمية تواجد الإعلام الذي يتمتع بإيمانه برسالة الوطن وقيادته الوطنية  انطلقت قناة الوثائقية مؤخرا محاولة الوصول إلى هذا المبتغى.
لاشك أن التطور الكبير الذي طرأ على وسائل الإعلام والاتصال؛ والطفرة الرهيبة التي تحققت في مجال التكنولوجيا؛ أسهم بشكلٍ كبيرفي ظهوروسائل متعددة لنقل الخبر بسرعة معتمدًا على الصوت والصورة؛ وبخاصة في التعريف بالأحداث المتسارعة في المجال السياسي، يظهر فيه بعضٌ من ضرورة الالتزام بالمصداقية والشفافية في نقل المعلومة إلى رجل الشارع العادي؛ الذي يتابع التطورات أولاً بأول؛ ويعمل على قياس مدى تأثيرها بالسلب أو الإيجاب على متطلباته الحياتية .
لذلك أسعدني هذا الحدث الذي أعده استجابة فعليه لما سبق وناديت به:
     “فلاخلاف  بيننا جميعًا على القناعة بأن للإعلام دورًا مهمًا في الحياة العامة في تشكيل ثقافة وقناعات العقل الجمعي؛ وبخاصة أثناء فترات الحرب أو مواجهات بعض الفورات الداخلية، سواء بتحريض فئة ما خارجة على القوانين والأعراف وتوجهات الدولة ،  ـ ولابد من تحديد وتحجيم مهامها لصالح الأمن والسلامة، فالإعلام بكل أجنحته من صحافة وإذاعة وتليفزيون، هو مايطلق عليه مسمَّى “السلطة الرابعة” بجانب السلطات الثلاث : التشريعية والقضائية والتنفيذية، ويستوي في هذا الإعلام الرسمي التابع للدولة والإعلام الخاص بقنواته المتعددة، هذا الإعلام الخاص الذي منحته الدولة حق البث للبرامج والمسلسلات وبرامج الرأي واستضافة عناصر المعارضة المعتدلة كدليل على الديمقراطية والاستماع إلى الرأي والرأي الآخر، وفي قناعتي أن من له حق “المنح”؛ له كل الصلاحية ـ في حالة التجاوزسياسيًا وعقائديًا ـ في أحقيته الطبيعية بـ “ المنع” وإيقاف كل مامن شأنه خلخلة الجبهة الداخلية وبث الفتن وتأليب الرأي العام.
وتمديدًا لدور الفن؛ نطالب بسرعة إنتاج أفلام وثائقية مدعمة بالحقائق على أرض الواقع؛ ترد على موجة الأفلام التي  أنتجتها ماكينة الأبواق الغربية بهدف الإساءة للدولة المصرية والنيل منها قيادة وشعبًا؛ بحشده بكل الأحداث المشوهة والمغلوطة؛ كالفيلم المسئ الذي يحمل عنوان “ظلال مصرية”  Shadow of Egypt  .
لقد بُحَّتْ حناجرنا وجف زاد أقلامنا ونحن ننادي بضرورة تفعيل دور الإعلام الوطني المسموع منه والمرئي؛ في وجوب توخي عرض الحقائق في المعلومات، والإضاءة على المشروعات القومية التي تقوم بها الدولة لحساب رفاهية المواطن؛ وطمأنته على مستقبله ومستقبل الوطن ، وليكون الإعلام بحق مرآة تعكس الوجه الحقيقي لكل إنجازات القيادة السياسية، وليست مرآة ضبابية مشوهة يحكم البعض منها الغرض والمرض وعدم الحياد المفترض في تلك الوسائل، وتعمل على تثبيت مفاهيم مايسمَّى بثقافة الاستلاب الناجز: ثقافة العنف والخوف، بل خلق روح التمرد على السلطة والقيادة الوطنية،وإيقاظ النزعات الدينية والمذهبية والعرقية، والعمل الدءوب على تعمد تفسخ العلاقات الإنسانية؛ وترسيب الروح العدائية في اللاشعور الجمعي لتنميط وتسطيح الأفكار للشرائح التي يقومون بتصدير هذه الثقافة إلى أعماقهم؛ فيصيرون أداة طيعة لاقرار لها في يد المنتفعين بهذا الاستلاب .
والطامة الكبرى في المرحلة الراهنة؛ أن نجد بعض الإعلاميين؛ الذين تتلمذوا على يد جهابذة الإعلام المصري، وآوتهم مصرمسكنًا ومعيشةً وملاذًا ـ بعد لجوئهم إليها مطرودين من أوطانهم التي اجتاحتها الموجات الداعشية ـ بالتحاقهم بأجهزة الإعلام الخارجية المعادية للتوجهات الوطنية المصرية، وبث سمومهم على تلك القنوات، الأمر الذي يستوجب وضعهم على “قوائم الحظر” وعدم دخولهم مرة أخرى إلى الأراضي المصرية، وللأسف الشديد أن هناك البعض من المثقفين والأدباء من يساندون هؤلاء في توجهاتهم العدائية، ولا يخفى علينا أن هذا يتم “ لغرض في نفس يعقوب”، ويعقوب العصر الحديث هو الدولار والدينار واليورو، الذي لايساوي خردلة من تراب الوطن المقدس .”
ننتظر من هذه القناة الجديدة  الوليدة أن تستكمل مشوارها بالحماسة نفسها؛ لتحقق الغاية المنشودة من تصحيح المسار والمفاهيم المغلوطة؛وتوثيق تاريخ مصرنا المحروسة ، لتنفض عن ثوب مصر الناصع كل الشوائب وتحميها من محاولات الغير لتبقع هذا الثوب النقي الطاهر ، تمهيدا لتمزيقه،فأعداء النجاح كثر،وأصحاب المطامع يتربصون،فلنكن لهم بالمرصاد لنحمي مكتسبات الوطن التي تسعى قيادتنا السياسية أن تتنامي بمرور الزمن ،فالإعلام سلاح مهم ينبغي توظيفه بجدية ودأب للقيام بدوره الإيجابي الناجز،ولن اتحدث عن محتوى القناة فالوقت مازال مبكرا لتقييم ماتم تقديمه حتى الآن ،فلا أريده رأيا انطباعا ولامتحاملا أو متحيزا ،بل موضوعيا ؛ليفيد ويضيف،لكنها انطلاقة محمودة بكل المقاييس ،وخطوة نحو الدفع بالوعي الجمعي حاجتنا إليها ماسة،والبدايات المبشرة تعلي من حجم الطموحات والآمال المنعقدة..وظني أنها لن تخيب لنا ظنا!
إلى الأمام ياكتيبة عمل الشركة المتحدة!