عاجل

أيمن فاروق يكتب: البروباجاندا الزائفة وزعيم القاعدة الجديد

أيمن فاروق
أيمن فاروق

بقلم: أيمن فاروق

الزعيم الجديد لتنظيم القاعدة الإرهابي، محمد صلاح الدين، المكني بسيف العدل، وفقا لما أعلنته وزارة الخارجية الأمريكية وتقرير الأمم المتحدة، والذي أثير حوله ضجة كبيرة وهالة من المعلومات المغلوطة، صنعها صهره مصطفى حامد مؤرخ التنظيم الارهابي، حتى يتمكن سيف العدل من تقلد زعامة التنظيم الإرهابي "القاعدة"، وكيف أنه مصطفى أوهم المنساقين خلفه أن سيف العدل الأمل الأخير للقاعدة؟، بروبجاندا ودعاية رمادية وخطط ماكرة استطاع بها مصطفى حامد تقسيم التنظيم من الداخل ليتمكن من تحقيق مخططه الشيطاني، هكذا تدار تلك التنظيمات الإرهابية التي خرجت من الجماعة الأم "الإخوان".

الهدف الذي سعى إليه مصطفى حامد هو تلميع "سيف العدل، لتحقيق مخططه وخدمة هدف واحد هو سيف العدل، الميسر الأفضل لمصالح إيران في العالم العربي والإسلامي، وذلك بعد مقتل الظواهري في غارة أمريكية بكابل العام الماضي، وأخذ يردد مؤرخ القاعدة أكاذيب عن صهره لتيسير زعامته للقاعدة،  حيث اتخذ استراتيجية مزدوجة فانتقد بمقالات عدة قيادة القاعدة ووصفها بانهاأضاعت أجيال الجهاديين وفي نفس الوقت كان يصور سيف العدل بأنه أهم من تولى مسئوليات تنفيذية في مجالات التدريب والعمل العسكري في التنظيم الإرهابي، حيث وصف مصطفى حامد صهره سيف العدل في أحد مقالته بأنه أحد أقدم المنتسبين لتنظيم القاعدة، وقيامه بدور بارز في الصومال عام 1995 وأشرف على تدريب وتفعيل مجموعات صومالية هناك، ولمح لدوره الحاسم في معركة قندهار الأخيرة بأفغانستان ضد القوات المدعومة من الجيش الأمريكي، وصور انه بمقتل مؤسس القاعدة أسامة بن لادن وابوعبيدة البنشيري عام 1996 وأبوحفص المصري عام 2001 أصبح سيف العدل أقدر وأهم الشخصيات للتنظيم، هكذا صور مؤرخ القاعدة ومهد الطريق بأكاذيب وادعاءات لكن تناسى أو لم يطرأ بعقل مصطفى حامد أن تلك الادعاءات كانت تشوبها مغالطات كشفت حقيقته، أولم تلك المغالطات، هي وصفه لسيف العدل انه اهم من تولى مسئوليات تنفيذية بالقاعدة والثانية ان دوره بالقاعدة كان محوريا والثالثة أن سيف العدل أهم وأقدر شخصيات تنظيم القاعدة، ولكن كشفت أوراق وتقارير أن كلامه زائفا، حيث تم الخلط بين شخصية أبي المنذر وشخصية سيف العدل رغم أنهما مختلفان تماما، وأنه أشاع تلك الأكذوبة من خلال مقال نشر بعنوان السيرة الذاتية للقائد أبو مصعب الزرقاوي، بقلم كاتب مجهول، زعم فيه أن سيف العدل كان مثل محمد مكاوي وأنه أسس خلية لتنظيم الجهاد المصري وادعاءات اخرى مثل أن سيف العدل أصبح نائبا لأسامة بن لادن، لكن هناك من أوقف مصطفى حامد عن التمادي في أكاذيبه، هو خوفه أن يقوم محمد مكاوي بفضح أسرار متعلقة بعلاقته هو ومصطفى حامد وصهره بالنظام الإيراني والمغالطة الثانية هي دور سيف العدل في المحوري في الصومال وبعيدا عما حاول مصطفى حامد تصوير سيف العدل به على غير الحقيقة لكن رفاق سيف العدل كشفوا عن وجهه الحقيقي، وكشفت مذكرات "فاضل هارون"، أحد رفاق سيف العدل، عن شخصية سيف العدل الحقيقية، فمن خلال كلماته وصفه بشكل غير مباشر بأنه ديكتاتوري ودائماً ما يرغب بالاستفراد بالقيادة، ويتابع كل تحركات الحركة ويغضب بشدة ممن يتصرف بشكل منفرد.

إضافة إلى أن سيف العدل تسبب في معاناة لعائلته، تلك التي يمكنها أن تقول لنا الكثير عن الشخصية الحقيقية لسيف العدل، المغطاة تحت عباءة البروباجاندا التي استخدمها صهره مصطفى حامد ليروج له، حيث ترك سيف العدل منزل عائلته في محافظة المنوفية عام 1987، وسافر إلى السعودية بذريعة أداء مناسك العمرة، وعند وصوله إلى السعودية اختلق قصة لوفاته في حادث سيارة، وأرسل لأهله مع وسيط له معطفاً كان يرتديه، سيناريو يفبرك من خلاله حقيقة التحاقه بتنظيم القاعدة في أفغانستان،عانت أمه من الحزن والقلق ثم المرض، حتى أصيبت بجلطة، توفيت على إثرها. وبسنوات قليلة، توفى والده أيضاً، وتقدمت عائلة سيف العدل في المنوفية بطلب لمحكمة الأسرة لإثبات وفاته، والتي بدورها قضت أن محمد صلاح الدين عبد الحليم زيدان متوفى.