الجيش الروسي يُدمر أسلحة أمريكية الصُنع في أوكرانيا

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

أعلنت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الأربعاء 15 مارس، عن تدمير مدافع هاوتزر وأنظمة مدفعية أمريكية الصنع إضافة إلى إسقاط مروحية أوكرانية من طراز "مي-8".

وجاء ذلك ضمن تقرير وزارة الدفاع لسير العملية العسكرية الروسية الخاصة بأوكرانيا، حيث تابع التقرير بإصابة نيران المدفعية من مجموعة القوات "الغربية" مركز تجمع الأفراد والمعدات العسكرية للقوات المسلحة الأوكرانية في مناطق قرى جريانوفكا وستيبوفايا ونوفوسيلوفا وتيموفكا بمنطقة خاركوف على محور كوباينسك.

اقرأ أيضًا: الدفاع الروسية: مقاتلاتنا لم تتلامس مع المسيرة الأمريكية

وتابع تقرير الوزارة بأنه تم تصفية ما يصل إلى 70 جندي أوكراني، وتدمير مدرعة قتالية و3 شاحنات صغيرة وسيارتين ومدفعية ذاتية الدفع من طراز "جفوزديكا" ومدافع هاوتزر D-20، وأخرى ذاتية الدفع من طراز Krab بولندية الصنع.

وفي محور كراسنوليمان أصابت العمليات النشطة للوحدات وطلعات الطائرات الهجومية ونيران المدفعية وأنظمة قاذفات اللهب الثقيلة لمجموعة قوات "المركز" وحدات العدو في مناطق قرى تيرني وتورسكويه وجريجوروفكا بجمهورية دونيتسك الشعبية، وكذلك تشيرفونايا ديبروفا ونيفسكويه بجمهورية لوجانسك الشعبية.

وخلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، في نفس المحور، تم تصفية أكثر من 235 جنديا أوكرانيا وتدمير مدرعتين قتاليتين، و4 شاحنات صغيرة، ومدفع هاوتزر D-20، وحاملتي مدفعية ذاتية من طراز "أكاتسيا" و"جفوزديكا"، إضافة إلى نظام مدفعي M777 أمريكي الصنع.

وفي اتجاه دونيتسك، وبفضل الأعمال النشطة للوحدات والضربات الجوية ونيران المدفعية لمجموعة قوات "الجنوب"، فقد العدو ما يصل إلى 160 جندي أوكراني وتم تدمير دبابة وعربة قتال مشاة ومدرعتين قتاليتين و4 مركبات.

إضافة إلى ذلك تم تدمير قاعدة مدفعية "أكاتسيا" ذاتية الدفع، ومدافع هاوتزر D-20، وراجمتي "جراد" و"أوراجان"، إضافة إلى نظام مدفعي M777 ومدافع هاوتزر ذاتية الدفع Paladin M109 أمريكية الصنع.

كذلك تم تدمير 3 مستودعات ذخيرة تابعة للقوات المسلحة الأوكرانية في مناطق داتشنويه وجاليتسينوفكا ونوفوسيلوفكا بيرفويه بجمهورية دونيتسك الشعبية.

وفي محوري جنوب دونيتسك وزابوروجيه، قصفت الطائرات العملياتية والتكتيكية ونيران المدفعية من مجموعة "الشرق" العدو في مناطق قرى أوجليدار وبريتشستوفا بجمهورية دونيتسك الشعبية وشرباكي بمنطقة زابوروجيه.

إضافة إلى ذلك، تم تدمير مجموعة التخريب والاستطلاع التابعة للقوات المسلحة الأوكرانية في منطقة قرية نوفودانيلوفا بمنطقة زابوروجيه، حيث بلغت خسائر العدو في هذه المناطق 75 جنديا و3 مدرعات قتالية و4 شاحنات صغيرة وقاعدة مدفعية ذاتية الدفاع من طراز "أكاتسيا".

وفي مناطق قرى أوكرانسك ونوفودميتروفكا بجمهورية دونيتسك الشعبية تم الكشف عن مواقع وتدمير 3 محطات رادار لأنظمة الدفاع الجوي "إس-300" التابعة للقوات المسلحة الأوكرانية.

كذلك أسقطت طائرة تابعة للقوات الجوية الفضائية الروسية مروحية من طراز "إم-8" تابعة للقوات الجوية الأوكرانية بالقرب من قرية أوسبينوفكا بمنطقة زابوروجيه.

وخلال الـ24 ساعة الماضية، اعترضت أنظمة الدفاع الجوي الروسية 15 صاروخًا من راجمات الصواريخ الأمريكية "هيمارس"، ودمرت 7 طائرات مسيرة.

وإجمالًا، ومنذ بداية العملية العسكرية الخاصة بأوكرانيا تم تدمير ما يلي: 401 طائرة، و221 مروحية، و3425 طائرة بدون طيار، و412 منظومة صواريخ مضادة للطائرات، و 8303 دبابة ومركبات قتالية مصفحة أخرى، و1059 راجمة صواريخ متعددة، و 4363 قطعة مدفعية ميدانية وقذائف هاون، و8953 مركبات عسكرية خاصة.

واكتسب الصراع الروسي منعطفًا جديدًا فارقًا، في 21 فبراير، بعدما أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاعتراف بجمهوريتي "دونيتسك" و"لوجانسك" جمهوريتين مستقلتين عن أوكرانيا، في خطوةٍ تصعيديةٍ لقت غضبًا كبيرًا من كييف وحلفائها الغربيين.

وفي أعقاب ذلك، بدأت القوات الروسية، فجر يوم الخميس 24 فبراير، في شن عملية عسكرية على شرق أوكرانيا، ما فتح الباب أمام احتمالية اندلاع حرب عالمية "ثالثة"، ستكون الأولى في القرن الحادي والعشرين.

وقال الاتحاد الأوروبي إن العالم يعيش "أجواءً أكثر سوادًا" منذ الحرب العالمية الثانية، فيما فرض الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة حزمة عقوبات ضد روسيا، وصفتها رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بأنها "الأقسى على الإطلاق".

ومع ذلك، فإن الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي "الناتو" يصران حتى الآن على عدم الانخراط في أي عملية عسكرية في أوكرانيا، كما ترفض دول الاتحاد فرض منطقة حظر طيران جوي في أوكرانيا، عكس رغبة كييف، التي طالبت دول أوروبية بالإقدام على تلك الخطوة، التي قالت عنها الإدارة الأمريكية إنها ستتسبب في اندلاع "حرب عالمية ثالثة".

وفي غضون ذلك، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، في وقتٍ سابقٍ، إن اندلاع حرب عالمية ثالثة ستكون "نووية ومدمرة"، حسب وصفه.

وعلى مسرح الأحداث، قالت وزارة الدفاع الروسية، في بداية العملية العسكرية، إنه تم تدمير منظومة الدفاع الجوي الأوكرانية وقواعدها وباتت البنية التحتية لسلاح الطيران خارج الخدمة.

ولاحقًا، أعلنت الدفاع الروسية، يوم السبت 26 فبراير، أنها أصدرت أوامر إلى القوات الروسية بشن عمليات عسكرية على جميع المحاور في أوكرانيا، في أعقاب رفض كييف الدخول في مفاوضات مع موسكو، فيما عزت أوكرانيا ذلك الرفض إلى وضع روسيا شروطًا على الطاولة قبل التفاوض "مرفوضة بالنسبة لأوكرانيا".

إلا أن الطرفين جلسا للتفاوض لأول مرة، يوم الاثنين 28 فبراير، في مدينة جوميل عند الحدود البيلاروسية، كما تم عقد جولة ثانية من المباحثات يوم الخميس 3 مارس، فيما عقد الجانبان جولة محادثات ثالثة في بيلاروسيا، يوم الاثنين 7 مارس. وانتهت جولات المفاوضات الثلاث دون أن يحدث تغيرًا ملحوظًا على الأرض.

وقال رئيس الوفد الروسي إن توقعات بلاده من الجولة الثالثة من المفاوضات "لم تتحقق"، لكنه أشار إلى أن الاجتماعات مع الأوكران ستستمر، فيما تحدث الوفد الأوكراني عن حدوث تقدم طفيف في المفاوضات مع الروس بشأن "الممرات الآمنة".

وقبل ذلك، وقع الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، في 28 فبراير، مرسومًا على طلب انضمام بلاده إلى الاتحاد الأوروبي، في خطوةٍ لم تجد معارضة روسية، مثلما تحظى مسألة انضمام كييف لحلف شمال الأطلسي "الناتو".

وقال المتحدث باسم الكرملين الروسي ديمتري بيسكوف إن الاتحاد الأوروبي ليس كتلة عسكرية سياسية، مشيرًا إلى أن موضوع انضمام كييف للاتحاد لا يندرج في إطار المسائل الأمنية الإستراتيجية، بل يندرج في إطار مختلف.

وعلى الصعيد الدولي، صوّتت الجمعية العامة للأمم المتحدة، يوم الأربعاء 2 مارس، على إدانة الحرب الروسية على أوكرانيا، بموافقة 141 دولة على مشروع القرار، مقابل رفض 5 دول فقط مسألة إدانة روسيا، فيما امتنعت 35 دولة حول العالم عن التصويت.

وفي الأثناء، تفرض السلطات الأوكرانية الأحكام العرفية في عموم البلاد منذ بدء الغزو الروسي للأراضي الأوكرانية.

وكانت روسيا، قبل أن تبدأ في شن عملية عسكرية ضد أوكرانيا، ترفض بشكلٍ دائمٍ، اتهامات الغرب بالتحضير لـ"غزو" أوكرانيا، وقالت إنها ليست طرفًا في الصراع الأوكراني الداخلي.

إلا أن ذلك لم يكن مقنعًا لدى دوائر الغرب، التي كانت تبني اتهاماتها لموسكو بالتحضير لغزو أوكرانيا، على قيام روسيا بنشر حوالي 100 ألف عسكري روسي منذ أسابيع على حدودها مع أوكرانيا هذا البلد المقرب من الغرب، متحدثين عن أن "هذا الغزو يمكن أن يحصل في أي وقت".

لكن روسيا عللت ذلك وقتها بأنها تريد فقط ضمان أمنها، في وقت قامت فيه واشنطن بإرسال تعزيزات عسكرية إلى أوروبا الشرقية وأوكرانيا أيضًا.

ومن جهتها، اتهمت موسكو حينها الغرب بتوظيف تلك الاتهامات كذريعة لزيادة التواجد العسكري لحلف "الناتو" بالقرب من حدودها، في وقتٍ كانت روسيا ولا تزال تصر على رفض مسألة توسيع حلف الناتو، أو انضمام أوكرانيا للحلف، في حين تتوق كييف للانضواء تحت لواء حلف شمال الأطلسي.