إنها مصر

لماذا يكذبون؟

كرم جبر
كرم جبر

بماذا نفسر انتشار الكذب والخداع والزيف والشائعات وإضعاف الهوية الإنسانية، واستحلال ما ليس مستحقا وغروب شمس القيم وأفول الأخلاق والضمير؟

كتبت عن ذلك مرات كثيرة ، وضربت مثلا بأن من ينظر للملتحى على انه أكثر إيماناً من غيره، أو أن المنتقبة طريقها مفروش إلى الجنة، أو أن الأديان لا تعترف بقدسية الأوطان.. فمن يزعم ذلك عليه ان يراجع نفسه ويصحح أفكاره .

شحن الناس بالطاقة الإيجابية هو أقصر طريق لمقاومة محاولات بث اليأس والإحباط، ليس بالكلام والشعارات، وإنما بالمصداقية، وتدعيم الثقة وليس هدمها وأن تنظر العيون للصورة بكامل تفاصيلها وليس الجانب المظلم فقط .

وفى الشأن الداخلى لم تتوقف غرف الأكاذيب الإخوانية عن التشكيك والتشويه ، ويجب أن تواجهها غرف حقائق وطنية وإسقاط أقنعتها الزائفة لإشاعة روح اليأس والإحباط، فلن يهدأ لهم بال ولن يغمض لهم جفن، مادامت مصر تتعافى وتقف على أرض صلبة.. فلا تعلو قامتهم بالبناء وإنما بهدم الأوطان والوقوف فوق انقاضها.

ومفهوم صناعة الغيبوبة هو أن تبحث فى كل الأشياء عن قبح وفى الحسنات عن سيئات وفى الخير عن شر، وأن يُضبط العقل على موجات سلبية، لخلق شكوك مستمرة وفقدان الثقة فى كل شيء.

صناع الغيبوبة أساتذة فى الكذب، وتنجح بضاعتهم إذا صدقهم بعض الناس، وعمليا: الوعى هو علاج الغيبوبة، لحماية العقول من هيمنة الإنسان على الإنسان، وإحياء «العقل»، وهو الميزة الكبرى التى يميزه بها الله عن سائر الكائنات الحية الأخرى.

وبعد تحرير البلاد من قبضة الجماعة الإرهابية، انسحب جيش الفساد الإعلامي الإخواني الذي كان يسيطر على الداخل، وانتقلت العمليات إلى الخارج، وأصبحت الحملات العدائية تتخذ الأشكال التالية:

ضخ الأكاذيب والشائعات التى تمس الأمور الحياتية للناس مثل الأسعار والخدمات والتموين والمعاشات، والتشكيك فى الإجراءات التى تتخذها الدولة لتحسين الأحوال المعيشية.

ابتداع أشكال كاريكاتورية للنشطاء الجدد، أملاً في استقطاب مجموعات من الخارجين على القانون والمجرمين والهاربين من الأحكام، تساعدهم فى استعادة الفوضى والخراب.

محاولات ضرب الثقة بين الدولة والمواطنين ببث أكاذيب عن المشروعات الكبرى وبناء المساجد والكنائس والطرق والكباري، والزعم بأن هناك مشروعات لها أولوية عنها.

إثارة الادعاءات القديمة المتعلقة بحقوق الإنسان، بنفس المفردات الكاذبة والأساليب المرسلة، التى تفتقد السند والدليل، واستقطاب أجهزة وجماعات أجنبية مدفوعة الأجر.
الجماعة الإرهابية مستمرة فى الصعود إلى الهاوية، وكلما تحقق إنجاز وانفرجت أزمة، أصيبوا بالهوس والجنون وازداد سعارهم.

محاولة تمصير الغلاء وأنه شأن مصرى وليس أزمة تجتاح العالم ، وتعمد الكذب والتمويه لما تعانيه كافة الدول فى هذا الشأن .

المواجهة بالحقائق هى خط الدفاع الأول لتحصين الرأي العام بالوعي واليقظة والمعلومات والأدلة والأسانيد، خصوصاً أن الناس يشاهدون بأعينهم إنجازات على أرض الواقع يوماً بعد يوم .