حكايات| «مكرم».. طباخ العسل الأسود من 30 سنة

مكرم».. طباخ العسل الأسود
مكرم».. طباخ العسل الأسود

كتب حمد الترهوني

طباخ العسل الأسود مهنة العمل الشاق، إذ يقف الطباخ لمدة تزيد عن10ساعات يوميا داخل عصارة القصب ملاحظا عملية تسوية العسل.

من بين طباخي العسل الأسود يعمل مكرم ابن محافظة المنيا، في هذا المجال منذ 30 عامًا، تنقل بين عصارات القصب، في رحلة عمله التي بدأت في عمر الحادي والعشرين، أهلته ليكون طباخ درجة أولى.

 وتشتهر محافظة المنيا من بين محافظات الصعيد في صناعة العسل الأسود، حيث يتم جمع محصول القصب من الأراضي الزراعية بعد حصاده، ويُحمل على الجمال أو عربات الحديدية، لننقلها إلى العصارات البلدي.

يقول مكرم 45 عامًا لـ«بوابة أخبار اليوم»: «تزوجت من المهنة دي الحمد لله ربيت أبنائي ودخلتهم المدارس من فضل ربنا وهذه المهنة بروح العصارة يوم السبت من كل أسبوع برجع يوم الخميس آخر النهار، وبناخد الجمعة راحة بنصلي ونقعد يوم مع الأسرة والأولاد».

أما عن صناعة العسل الأسود يقول «مكرم» بداية من العصر إلى الوضع في مربعات أسمنتيه كبيرة مصنوعة من الطوب والأسمنت، قبل نقل العصير إلى أوانٍ نحاسية، وإشعال النيران أسفلها عن طريق «المصاص»، وهو الناتج من القصب بعد عصره، ثم إلى طهيه، إلى أواني أخرى يتم حفظ المنتج بها، ووضعه في صفائح نحاسية أو أواني فخارية، حتى بيعه، وتصديره إلى المراكز والمحافظات المجاورة والوجه البحري وأيضًا خارج مصر.

وأشار إلى أن يوضع أسلفها بيت النار ويتم طبخ المادة الخام، حتى يصل العصير إلى درجة الغليان المطلوبة، ووقتها يتحول إلى عسل أسود يتم تخزينه فى أحواض مبنية بالأسمنت والطوب الأحمر لحين توزيعه على المستهلك، ومن المتعارف عليه أن كل عصارة يكون أمامها منطقة فضاء لتخزين الوقود واستقبال محصول القصب لإتمام العملية طوال موسم العصير، التي تستغرق ثمانية أشهر، ويتم توزيعه من خلال تجار الجملة، ويحصلون على المنتج بالقنطار، ويتم تسويقه على تجار التجزئة.

وقال محمد عابدين 40 عام  صاحب عصارة «عابدين» وهي إحدى أشهر العصارات البلدي لصناعة العسل الأسود بمركز ملوي «الصناعة تراثية، ولها مميزات كبيرة، وفوائد صحية، وتبدأ بسلسلة الإنتاج منذ بداية حصاد المحصول، ثم نقله على جمال أو عربات كارو إلى حوش العصارة، ويُترك بضعة أيام كى يزداد القصب حلاوة، ثم نحصل على أجود عسل».