حكايات | «بالفيديو و الصور» من النخلة للقفص.. أسرار بيزنس الجريد في رشيد بالبحيرة

أسرار بيزنس الجريد في رشيد بالبحيرة
أسرار بيزنس الجريد في رشيد بالبحيرة

مراحل صناعة الجريد تبدأ بالتقطيع ثم التخريم ثم التصنيع ثم التقفيل... و تحتاج للتسويق عن طريق فتح معارض قبل الانقراض. 
صناعة الجريد كانت من أهم الصناعات برشيد لكنها شاقة و عوائدها المادية قليلة و إقبال المواطنين ضعيف عليها. 


كانت صناعة الجريد فى محافظة البحيرة و تحديداً فى مركز و مدينة رشيد، من أهم الصناعات لدى المواطنين و كان يطلق على ممتهن هذه الصنعة لقب « قفاص » حيث كان يصنعون الاقفاص و الكراسى و الترابيزات و الأسرة من جريد النخل فرغم صعوبة المهنة التى تعتمد على الايادي الماهرة كاملة فى كافة مراحلها دون تدخل اى ماكينات فتعتبر صناعة يدوية خالصة مائة فى المائة. 

 

التقت « بوابة أخبار اليوم » بأشهر القفاصين فى مدينة رشيد يدعى هانى أبو سلامون _ ٤١ سنة للتعرف على تفاصيل اكثر عن صناعة الجريد فقال إن صناعة الجريد من الصناعات الأساسية التى اشتهر بها أهالى رشيد بجانب مهنه الصيد و صناعة الحبال، فصناعة الجريد تمر بعدة مراحل بداياتها تقطيع الجريد من النخل عن طريق « الحزام » وهو الرجل الذى يقطع الجريد من النخل ثم يقوم القفاص بتخريم الجريد ثم تصنيعة حسب المقاسات و الأحجام المطلوبة لغرض التصنيع و المرحلة الرابعة الأخيرة هى التقفيل تمهيداً لبيعه للتجار الفاكهه و الخضروات الأكثر شراء للاقفاص و العديات التى تعتبر من أصعب أنواع الاقفاص حيث تحتاج لمجهود كتير و تقنية معينة فى التصنيع. 

و أضاف « أبو سلامون » المقيم وسط مدينة رشيد خلف شارع السينما القديمة، أن صناعة الجريد هى مهنة شاقة جدا تحتاج للجلوس المستمر طوال الوقت و أيضاً حالياً لا تأتى بعاد مادى مجزى رغم أنها تدخل فى العديد من الصناعات مثل الكراسى و الاسره و الترابيزات و الأثاث فهى تعتبر مثل « النجارة » إلا أنه لا يوجد إقبال عليها من المواطنين رغم أنها صحية و امنه و صديقة للبيئة مقارنة بالصناعات و المنتجات البلاستيكية فصناعة الجريد كلها صناعة يدوية منذ بداية الجريدة من النخلة حتى نهاية التصنيع و التقفيل و تجهيز الاقفاص. 

و أوضح « أبو سلامون » أن أهم منتجات صناعة الجريد هو منتج يسمى " العداية " التى تستخدم فى تعبئة الخضراوات والفواكه حيث تعد من أصعب أنواع الاقفاص لأنها تستخدم عدة مرات وليس مرة واحدة لقوة تأسيسها و تحملها لأنها بتأخذ شغل كتير و تقنية معينة فى تصنيعها و حالياً يكون سعرها ١٥ جنية تباع بسعر الجملة لتجار الفواكه والخضروات بالأسواق و أننا كل ما نحتاجه هو التسويق لمنتجاتنا و فتح معارض و منافذ تشجع الصناعات اليدوية مثل صناعة الجريد. 


و قال « حسن أبو اليزيد سرط » نقيب الفلاحين برشيد، أن مهنة القفاص تعتمد على الجريد الذى يقطع من النخل و نقل الجريد حالياً مكلف جدا من خلال النقل و العمالة و أنها مهنة شاقة جدا تحتاج للجلوس أغلب الوقت ولا يوجد إقبال كبير عليها رغم دخولها فى العديد من الصناعات كالكراسى و الترابيزات و السراير و الأثاث فكانت تلك المهنة واحدة من أهم المهن التى اشتهر بها أهل رشيد بالإضافة لمهن الصيد و صناعة الحبال و حالياً مهنة صناعة الجريد على وشك الانقراض لصعوبتها و ضعف العائد المادى لها و عدم إقبال الأجيال الحالية على تعلمها و التدريب عليها فيجب على المسؤولين أن يدعموا هذه المهنه عن طريق تشجيع القفاصين بفتح معارض و منافذ لتسويق منتاجاتهم لبيعها و توسيع رزقهم و أيضا لتحفيز الشباب على تعليمها لتكون مصادر دخل لهم و هذا يخفف البطالة فى المجتمع و يشجع الصناعات اليدوية و الايادى العاملة الماهرة .