ممارسات الائتلاف تقود انقلابًا «خشنًا أو ناعمًا» ضد نتانياهو

وزير الدفاع يوآڤ جالنت
وزير الدفاع يوآڤ جالنت

رغم ضراوتها، لا تعادل احتجاجات شوارع وميادين إسرائيل خطر انقلاب عسكرى، بات يهدد فعليًا رأس المستوى السياسى. ورغم محاولات أعضاء الائتلاف المتطرف التقليل من احتمالات الانقلاب، إلا أن رئيس الموساد الأسبق دانى ياتوم سبق وحذر منه قبل سنوات، وعزاه فى حينه إلى تسلل نفوذ الحاخامات إلى كوادر جيش الاحتلال بما يفوق سطوة الأوامر العسكرية.


لعل نبوءة ياتوم هى ما يشهده الواقع حاليًا، وفطن إليه نتانياهو شخصيًا، وألمح إلى ضرورة تفاديه، مؤكدًا حتمية البحث عن طريق مع المعارضة لـ«الخروج من دوامة الاضطراب والفلتان الأمنى»، لاسيما وهو يدرك خطورة ارتفاع صوت التيارات الراديكالية فى الائتلاف الحكومى على صوت المؤسسة العسكرية، وتداخل صلاحيات وزير الدفاع فى سابقة هى الأولى من نوعها مع صلاحيات اليمين المتطرف، وتبنى رئيس «الليكود» استراتيجية المداهنة لحسابات سياسية، والقفز من خلالها على الديمقراطية بلغة الإصلاحات القضائية المزعومة، وتلبية الاتفاقات الائتلافية المسئول الأول والأخير عن تصعيده إلى مقعد رئاسة الوزراء.


إلا أن تمرد 73 طيارًا فى صفوف السرب 69 ورفضهم الخدمة العسكرية، دق ناقوس الخطر، وضاعف غضب الجيش، لدرجة شعور قادته بانقسام داخلى، ألمح إليه وزير الدفاع يوآف جالنت غير مرة، فضلًا عن تحذير لا يقل أهمية من رئاسة الأركان.


فى المقابل، تكتفى دوائر اليمين المتطرف بامتصاص ردود الفعل العسكرية الغاضبة دون تحريك ساكن يعيد الأمور إلى مسارها الصحيح، وكان فى طليعة مواقف التسكين ادعاء وزير التراث الحاخام عميحاى إلياهو بأن الحديث عن انقلاب عسكرى وشيك لا يعدو كونه كذبا وافتراء و«فرقعة إعلامية»، تسعى المعارضة لتسويقها من أجل إحراز مكاسب سياسية، وفى تصريح لصحيفة «معاريف» زعم إلياهو: «وقت الضرورة سيتخلى الطيارون المتمردون عن مواقفهم، وينضمون إلى الصفوف الأولى».


تزامن مع ما وصفته دوائر سياسية في تل أبيب بـ«الانقلاب الناعم»، حين دعت حركة «نزاهة الحكم» إلى إلزام نتانياهو بالرد على أسباب تقاضيه هدايا ورشى خلال فترة حكمه السابقة، وقالت الحركة في بيان إن «تعامل نتانياهو بسلبية مع الدعوة يعنى ضرورة تخليه عن الحكم، والاستجابة للعملية الديمقراطية».