مصرية أنا

شهر شعبان

إيمان أنور
إيمان أنور

أيام قلائل وينتهى شهر شعبان المكرم الذى نحتفل فى نصفه بتحويل قبلة الصلاة من المسجد الأقصى إلى البيت الحرام بمكة والتى كانت حادثًا فارقًا فى تاريخ المسلمين ونقطة تحول فى مسار الأمة الإسلامية.. وكما يؤكد لنا دعاة الإسلام أن صدور الأمر الإلهى بالاتجاه إلى المسجد الحرام‏ ليس تقليلا من شأن المسجد الأقصى ولا تنزيلا من شأنه‏، ولكنه ربط لقلوب المسلمين بحقيقة أخرى هى حقيقة الإسلام‏، حيث رفع سيدنا إبراهيم وسيدنا إسماعيل عليهما السلام قواعد هذا البيت العتيق ليكون خالصا لله‏، وليكون قبلة للإسلام والمسلمين‏.. وأن الحكمة من ذلك ليؤكد الله أن دين الأنبياء جميعا هو الإسلام‏، كما جاء بقوله تعالى: (مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ المُسْلِمِينَ).


وليلة النصف من شعبان تعرف بألقاب عدة بينها: ليلة البراءة، ليلة الدعاء، ليلة القِسمة، ليلة الإجابة، الليلة المباركة، ليلة الشفاعة، ليلة الغفران والعتق من النيران. وشهر شعبان له فضل كبير عند الله تعالى وعند رسوله صلى الله عليه وسلم، وعن سيدتنا عائشة رضى الله عنها قالت: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نقول لا يفطر، ويفطر حتى نقول لا يصوم، وما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل شهرا قط إلا رمضان، وما رأيته فى شهر أكثر منه صياما الا فى شعبان» .. فكان يقول عليه الصلاة والسلام: «ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان وهو شهر تُرفع فيه الأعمال إلى رب العالمين فأحب أن يرفع عملى وأنا صائم».. ولليلة النصف من شعبان فضائل عظيمة كما قال أيضا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: (يطلع الله إلى جميع خلقه ليلة النصف من شعبان فيغفر لهم جميعا إلا لمشرك أو مشاحن) ..
ولا يمكننى أبدا أن أنسى لمة بيتنا بعد فك صيامنا وأداء صلاة مغرب هذه الليلة عندما كنا نلتف حول أبى - رحمه الله وغفر له - ليقرأ «سورة يس» ونرددها خلفه بصوت عال فى نفس واحد ثلاث مرات يعقب كل منها الدعاء الخاص بهذه الليلة المباركة المستجاب فيها الدعاء.. اللهم بارك لنا فى شعبان استعدادا وتأهبا لاستقبال شهر الصوم.. شهر المغفرة والعتق من النار.. شهر رمضان المبارك..
كل عام وأنتم بخير.