بقلم واعظة

نوره موسى مشرف تكتب: شعبان وخلق العفو

نوره موسى مشرف - منطقة وعظ كفر الشيخ
نوره موسى مشرف - منطقة وعظ كفر الشيخ

بقلم: نوره موسى مشرف

فى رحاب هذا الشهر المبارك، تتجلى النفحات الربانية، فهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى الله جلَّ وعلا، شهر يطلع الله فيه على قلوب عباده، كما أنَّه محطة لشهر رمضان المبارك، ونموذج مصغر أيضًا للعرض على الله يوم القيامة، وإذا نظرنا إلى الحديث الذى رواه أبو موسى الأشعري رضى الله عنه عن رسول الله صلَّى الله عليه وسلم قال: (إنَّ الله ليطّلع فى ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن) رواه ابن ماجة، نجد أنَّ هذا الحديث الشريف يدعونا لخُلُقٍ عظيم ألا وهو! العفو، فعلينا أن ننتبه لِعظم هذا الشهر الكريم الذى يطلع الله فيه على أعمالنا، ولا ينظر لمشرك أو مُشاحن، فلما لا نجدد النية مع الله جلَّ وعلا ونُعاهد أنفسنا على العفو والمسامحة، لكى يعفو عنَّا المولى عز وجل يوم أن نلقاه وتُعرض صحائفنا عليه، وحتى نكون من أهل هذه الآية الكريمة (الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِى السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ*وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) (134- آل عمران). فقوله تعالى: وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ أى لا يعملون غضبهم فى الناس بل يكفون عنهم شرهم، ويحتسبون ذلك عند الله عز وجل، ثم قال تعالى: وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ أى مع كف الشر يعفون عمن ظلمهم فى أنفسهم، فلا يبقى فى أنفسهم موجدة على أحد. وهذا أكمل الأحوال، ولهذا قال: وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ فهذا من مقامات الإحسان.. ومن ثمار العفو أحبتى الكرام.

أنه سبب لتحصيل تقوى الله جلَّ وعلا، قال تعالى: (وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُم) البقرة: 237، كما أنه سبيل إلى الألفة والمودة بين أفراد المجتمع وبه تحصل الطمأنينة، والسكينة، وبه أيضًا نكتسب الرفعة والمحبة عند الله وعند الناس.

وختامًا أوصيكم أحبتى بالعفو والمسامحة فبهما ننال العزة فى الدنيا والآخرة، فعن أبى هريرة: « أَنَّ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم قَالَ: مَا نَقَصَتْ صَدَقَةٌ مِنْ مَالٍ، وَمَا زَادَ اللَّهُ عَبْدًا بِعَفْوٍ إِلَّا عِزًّا، وَمَا تَوَاضَعَ أَحَدٌ للَّهِ إِلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ» رواه مسلم. اللهم اجعلنا جميعًا من الكاظمين الغيظ والعافين عن الناس. اللهم آمين.