العراق يغلق 25 مخيم للنازحين ويعلن «العودة الطوعية»

مخيم النازحين
مخيم النازحين

أعلنت السلطات العراقية، اليوم الخميس 9مارس، إغلاق 25 مخيماً للنازحين في إقليم كردستان، مشيرا إلى إتاحة العودة الطوعية للنازحين، وذلك بعد 9 سنوات من فرارهم من مناطق إقامتهم الأساسية بعد احتلالها من قِبل تنظيم داعش الإرهابي.

وقال وزير الهجرة كريم النوري، إن البرنامج الحكومي لرئيس الوزراء محمد شياع السوداني، يولي اهتماما كبيرا بقضية النازحين، وعودتهم الطوعية لمنازلهم، مشيرا إلى التحرك لإغلاق 25 مخيما في لإقليم كردستان العراق.

اقرأ أيضًا: نتنياهو يلتقي وزير الدفاع الأمريكي في المطار خشية الاحتجاجات

وأعرب النوري عن سعادته بزيارة الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، إلي العراق، قائلاً إنها «تتناغم مع مسألة النازحين ومع البرنامج الحكومي الخاص بهم».

وكان عشرات الآلاف من سكان مدن شمال شرقي العراق فروا إلى إقليم كردستان العراق عقب اجتياح تنظيم داعش الإرهابي لتلك المدن عام 2014، وكذلك أثناء العمليات العسكرية التي دمّرت كثيرا مِن البنية التحتية والمنازل خلال معارك طرد داعش.

تأمين العودة

أكد المحلل السياسي، ياسين عزيز، أن هناك عدة  أسباب لتأخير الحكومة الاتحادية في إغلاق مخيمات النازحين في إقليم كردستان، والطريقة الآمنة لإعادتهم إلى ديارهم، وفقًا لموقع "سكاي نيوز عربية".

وقال عزيز، إن الحكومة الاتحادية قررت منذ فترة ليست بالقصيرة إغلاق تلك المخيمات، لكن حكومة الإقليم لم تخضع لهذا القرار لدواع إنسانية.

وأضاف عزيز: هناك نازحون لا يرغبون في العودة إلى مناطقهم لأسباب أمنية، ونتيجة انتشار فصائل مسلحة فيها مع الأسف أقوى من الدولة ومن القوات المسلحة الرسمية؛ ما جعل حكومة الإقليم تتخذ شعار عدم إجبار أحد على العودة.

وأشار إلي أن الحل الضروري لهذا الأمر هو توفير الأمن، وإعادة أعمار المناطق المتضررة من العمليات العسكرية التي جرت لسنوات بين القوات العراقية والتنظيمات الإرهابية.

وأكد أن الأمر يحتاج إلى مبادرة الحكومة الاتحادية لتنفيذ الاتفاقيات الأمنية مع حكومة إقليم كردستان لتأمين عودة النازحين لمناطق مثل سنجار التي يرفض نازحوها العودة لعدم تنفيذ اتفاقية سنجار بين الحكومة المركزية وحكومة الإقليم.

عبء مادي

ولفت عزيز إلى أن المخيمات تشكل عبئاً مادياً على حكومة الإقليم، وذلك لعدم صرف الحكومة الاتحادية إعانات تُذكر، مع وجود عشرات الآلاف من النازحين؛ ظنا منها أن ذلك يشجعهم على العودة إلى مناطقهم".

وأضاف: "كما أن مؤسسات الأمم المتحدة لا تسهِم سوى بالجزء اليسير من الإعانات، ما أدى لتراجع ملحوظ في الخدمات".

في الوقت الحالي، يوجد نوعان من النازحين، الأول ما زال يسكن في المخيمات، أما الجزء الأكبر فتوجه للمدن الرئيسية بعد أن وجد فرص عمل، فيما تتراجع الأعداد عموما، وتصل الآن لنحو 700 ألف نازح في كردستان، كما يقول المحلل العراقي.

عودة طوعية

وأوضح وكيل وزارة الهجرة كريم النوري، أن عودة النازحين لا يمكن أن تكون قسرية، حيث إن المشاكل التي تواجهها العائلات النازحة يمكن حلها في ظل حكومة السوداني.

ووفقًا لبيان وزارة الهجرة العراقية، فأن أبرز المعوقات التي تواجه النازحين وصرف المستحقات المالية، وأن هناك بعض القضايا اللوجستية فيما يخص منازلهم والبعض الآخر يعود للوضع الأمني.

وأشار إلى أن الوزارة بدأت صرف المستحقات المالية على شكل مراحل، والآن هي في المرحلة التاسعة، كون الأعداد كبيرة، أما الأموال المقدمة من بعض الدول فلا تصل للوزارة، إنما تحت تصرف المنظمات الدولية.