فيض الخاطر

حمدي رزق يكتب: ناظر مدرسة الأخلاق الحميدة

حمدي رزق
حمدي رزق

محظوظ أن يمنحنى العالم النفساني الكبير الدكتور أحمد عكاشة من وقته الكثير خلال الأسبوعين الماضيين، فى حوار إنسانى عميق، فى محاولة لتلمس أسباب السعادة التى باتت شحيحة بفعل الضغوط الحياتية والمعيشية.

يذهلك دكتور عكاشة بابتسامة رضا على محياه، راض تماما، ومتفائل إلى أبعد الحدود، بثقة لا نهائية فى المستقبل، وإيمان عميق برحمة الخالق سبحانه وتعالى بمخلوقاته، ما يجعله ينام مطمئن البال.. وهذا هو المراد من رب العباد.

الدكتور عكاشة فضلا عن علمه الغزير، وخبرته العميقة بالنفس البشرية، يملك فراسة المؤمن، يرى بعين زرقاء اليمامة، يراها بعين الرضا، يرى فيما يرى المؤمن سهلا فسيحا خضرته يانعة، طيوره تغنى للنور، يطلب منى أن أتخيل حديقة حياتى وأعيش مغردا فيها، ليس مغردا على تويتر، ومشتقاته من وسائل التواصل الاجتماعي، تجلب الوحدة وتنتهى بالتوحد، والسعادة فى لمة الأصدقاء، وينصح بحسن اختيارالصديق قبل ولوج الطريق، ويحذر الدكتور عكاشة من الوحدة النفسية، هذا طريق العلة النفسية.

ما يشغل الدكتور عكاشة، امكانية التطبيع المجتمعى مع المرض النفسي، ليس وصمة نتدارى منها بل نتداوى منها، ويبذل قصارى جهده فى نبذ لفظ «المجانين» من قاموس المصريين، وحب الترفق بمن أصابهم رهق نفسي، يحتاجون إلى رعاية طبية، دون نبذ اجتماعى، أو رفض، أو سخرية. القضية التى تشغل العالم الكبير وتؤرقه، التدين الشكلاني، القشرى، الزائف، ويقف رافضا وصف الشعب المصرى بأنه متدين بطبعه أو بالفطرة، ويرى فى المبالغة فى أداء العبادات فوق التكليف السماوي، رئاء الناس، كالحج والعمرة تواليا، يضيع المقاصد العليا للإنسان، كيف تحج تواليا وتعتمر سنويا، وفى الجوار مسكين ويتيم، وصاحب حاجة!!

بناية التكافل الاجتماعى تحتاج ما يقيم الأود ويكفي الحاجات، ربنا أمرنا بالصلاة والزكاة وحج البيت، والبر والخير والعطف والتراحم، فضلا عن المحبة .
رسالة الأديان كما يعتقد الدكتور عكاشة سعادة البشر، لذا لا يكف عن طلب السعادة، يعمل عليها، ناصحا بها، مرشدا إليها.