فى الصميم

متى تتخلى أمريكا.. عن المعايير المزدوجة؟!

جلال عارف
جلال عارف

كل أوراق الضغط يتم استخدامها فى حرب أوكرانيا، فى عز المعارك العسكرية التى تدور على الأرض، يذهب وزير العدل الأمريكى "جارلاند"، إلى كييف، ومن هناك يؤكد التصميم على محاسبة روسيا على الجرائم التى ارتكبت خلال غزوها الجائر وغير المُبرر لجارتها أوكرانيا.


لا شك أن الأمر سوف يكتسب مصداقية كبيرة وينال احترام العالم كله لو أن الوزير الأمريكى مضى من أوكرانيا إلى الأراضى الفلسطينية المحتلة، وزار القرى التى أحرقتها أو دمرتها ميليشيات الإرهاب الإسرائيلية أو جيش الاحتلال، وعاين بنفسه حصار المدن الفلسطينية وهدم المنازل وقتل الأطفال وسن القوانين العنصرية للتوسع الاستيطاني، ثم قال ما ينبغى أن يُقال: نؤكد التصميم على محاسبة إسرائيل على الجرائم التى ارتكبت خلال احتلالها غير المشروع للأراضى الفلسطينية وانتهاكها المستمر لقرارات الشرعية الدولية؟!


أليس هذا هو الحق لو غابت المعايير المزدوجة التى يتم التعامل بها من واشنطون وغيرها من العواصم التى تكيل بمكيالين فى قضايا الحرية وحقوق الإنسان رغم كل الادعاءات؟!.. أليس مثيرًا أن من يقوم بالحشد فى الأمم المتحدة والهيئات الدولية انتصارًا لقضية أوكرانيا كما يراها، هو نفسه الذى يقوم بالضغط لمنع مجلس الأمن من القيام بواجبه فى قضية فلسطين، ولوضع العراقيل أمام تحريك الدعاوى فى المحكمة الجنائية الدولية لمحاكمة مجرمى الحرب الإسرائيليين على جرائمهم فى حق شعب فلسطين؟!


لقد بذلت الولايات المتحدة مع مصر والأردن، جهدًا لمنع انفجار الموقف على يد حكومة جماعات التطرف الإسرائيلية، ووافقت السلطة الفلسطينية على تفاهمات، قيل إنها توقف الاستيطان وتُمهد لاستئناف العملية السياسية.. فماذا كانت النتيجة؟ نسفت حكومة إسرائيل الاتفاق دون تأخير، وأعلنت استمرار الاستيطان، وقامت بمجزرة نابلس ثم بمحرقة حوارة، ثم جاءت الدعوة من نائب نتنياهو لمحو البلدة الفلسطينية مترافقة مع قانون جديد لإعدام الأسرى الفلسطينيين. وأدان العالم كله ما يحدث، واستنكرت أمريكا وشعرت بالاشمئزاز.. لكن السؤال الأساسى يبقى: متى تسمح أمريكا للإرادة الدولية أن تُعاقب إسرائيل على جرائمها، وتنهى احتلالًا عنصريًا أصبح استمراره وصمة عار يرفضها ضمير العالم؟!