الشيخ الطيب قدوة الطلاب.. والفقه الشافعي الأشهر عندنا

الطالب الماليزى محمد آدم بن حنورين: مصر أم الدنيا وأحمد الله على نعمة الأزهر| حوار

الطالب الماليزى محمد آدم
الطالب الماليزى محمد آدم

جائنى يسعى من الأزهر الشريف يحمل كتابًا من صديقى الدكتور الأزهرى على زين العابدين الحسيني، الذى درّس له فى دولته؛ إنه الطالب الماليزى محمد آدم بن حنورين، (25 عامًا) الذى يدرس بالفرقة الرابعة لكلية الشريعة الإسلامية، جامعة الأزهر، ووجدتها فرصة لأسأله عدة أسئلة عن دراسته الأزهرية وكيفية استفادته منها بعد تخرجه، ولماذا أتى إلى الأزهر تحديدا دون غيره من الجامعات الإسلامية.

يبتسم محمد آدم وهو يؤكد بداية أن مصر أم الدنيا، لأن كل الناس يأتون إليها من كل بقاع الدنيا للدراسة فى أزهرها الشريف، قبلة طلاب العلم من كل بلاد العالم الإسلامي؛ أما عن الرغبة فى الدراسة فقد كانت أمنية عند والدى ووالدتى لرؤية ابنهما الأول متخرجًا فى الأزهر الشريف.

ولأن بعثة الأزهر مؤثرة جدا فى ماليزيا ولها تقدير كبير عندنا، كما كانت رغبة شخصية منى لدعم الإسلام فى دولتي، بعدما رأيت الكثيرين من الشباب المسلم لا يعرفون من الإسلام إلا ما هو مكتوب فى البطاقة الشخصية بأنه مسلم فقط .

وبدون فهم للعقيدة والشريعة وأركانها، لكل هذا أردت أن أدرس الفقه الشافعى بالأزهر الشريف تحديدًا لأنه ذو منهج وسطي، وسيعطينى فرصة لدراسة صحيح الإسلام بصورة منظمة وعميقة، لكى أمارس دورى فى بلدى لمواجهة الذين يوسوسون فى صدور الناس من المسلمين لإبعادهم عن الإسلام.

الفقه الشافعى

ويضيف محمد أنه مسلم أبًا عن جد، وأن الفقه الشافعى هو الغالب فى ماليزيا، لذلك فإنه يدرس الفقه الشافعى على يد علماء الأزهر الشريف ليعود إلى وطنه ويقوم بواجبه فى الدعوة أو التدريس، حسبما تتوافر الوظيفة، كما أنه يضع فى خطته مواصلة دراسة الماجستير والدكتوراه.

ولكن على أيدى بعثة الأزهر فى ماليزيا لأن الأسعار تزداد فى مصر وماليزيا، والمنحة الدراسية التى يحصل عليها لم تعد تكفى مصروفات الدراسة المتزايدة، ولم يعد يقوى على تكلفة الحياة خارج وطنه، خاصة أن والديه يتوليان الإنفاق عليه، ويحتاج إلى التخفيف عنهما ليتفرغا لباقى إخوته.

وعن رؤيته لمكانة شيخ الأزهر عند الطلاب الآسيويين، يقول محمد إن الدكتور أحمد الطيب هو النموذج الأعلى للعالم المسلم والفقيه الكبير الذى يتطلع إليه جميع الطلاب باعتباره الأب والرمز الذى يتمنى الجميع أن يكونوا مثله.

وأن لديهم فى ماليزيا بعض العلماء الكبار من خريجى الأزهر، مثل: الشيخ ذو الكفل البكري، مفتى ماليزيا السابق، وأن هؤلاء العلماء هم الذين يؤكدون دومًا أن الإسلام هو دين السلام، ولذلك ورغم أن الإسلام هو الديانة الرسمية للدولة وبعده البوذية والهندوسية والمسيحية، فلا توجد أى خلافات أو فتنة، سوى من فئة قليلة جدا، لأننا دومًا نحب التأكيد أن الإسلام دين محبة وتسامح وقبول للآخر، وأن أى مشاكل إنما كانت من نتائج الاستعمار الإنجليزى القديم الذى فرق بلادنا عن جيراننا بعدما كنا دولة واحدة.

مظاهر إسلامية

سألته عن الأشياء التى يُحبها فى مصر، قال إنه يُحب قضاء شهر رمضان فى مصر، ثم يبتسم ويقول باللهجة العامية: «رمضان فى مصر حاجة تانية»، وأنه معجب جدا بموائد الرحمن التى تُقام فى الشوارع طوال الشهر الكريم.

وكذلك يُحب الاستماع إلى القرآن الكريم من المحلات عند بداية اليوم ، خاصة عبد الباسط عبد الصمد والحصرى والطبلاوي؛ لأن كل هذه المظاهر الإسلامية غير موجودة فى بلده؛ مضيفًا أنه واجه صعوبة كبيرة فى التحدث بالعامية المصرية ولكنه بعد قليل أتقنها تمامًا وأصبح يشترى من الباعة بكل سهولة.

وبعدما كانوا لا يفهمون لغته العربية الفصحى؛ كما أصبح يُشاهد المسلسلات المصرية التى تبثها القنوات الماليزية ويقوم بدور المترجم لوالديه، عن الأماكن والملابس التى يراها فى المسلسل.

اقرأ ايضاً | مستشار شيخ الأزهر: تأمين الإصدارات يُعزِّز منظومة تعليم الطلاب الأجانب

نقلا عن صحيفة الاخبار : 

DN_2023-3-2