حالة وفاة كل 23 دقيقة.. رائحة الموت تفوح من المستشفيات البريطانية

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

أظهرت إحصائية رسمية أن عددًا مذهلاً من المرضى في إنجلترا يموتون كل يوم أثناء انتظار العلاج أو السرير في المستشفيات البريطانية، ويظهر تحليل بيانات لأرقام دائرة الصحة الوطنية التي سجلها أطباء الطوارئ أن شخصًا يموت كل 23 دقيقة خلال وقت انتظارهم بالساعات بقسم الطوارئ في إنجلترا.

وفقاً للكلية الملكية لطب الطوارئ (RCEM) مات 23,003 أشخاص إجمالا خلال 2022 خلال انتظارهم ما لا يقل عن 12 ساعة في الطوارئ حتى يحصلوا على الرعاية أو سرير.

وفاة مريض كل 23 دقيقة

وفقًا لتقرير صادر عن صحيفة الجارديان البريطانية، فإن هذا يعادل وفاة مريض واحد تقريبًا كل 23 دقيقة، أو 63 في اليوم، أو 442 في الأسبوع أو 1917 في الشهر.

كما قالت الكلية الملكية لأطباء الطوارئ إن النتائج في المستشفيات في إنجلترا، رغم أنها "صادمة" ، لم تكن "مفاجئة" ، مما يسلط الضوء على حقيقة أن أقسام الطوارئ غالبًا ما تكون مثقلة بالأعباء وغير قادرة على توفير أسرة للمرضى في المستشفيات في إنجلترا.

وقالت المتحدثة باسم الحزب الديمقراطي الليبرالي روزي كوبر إن "المرضى يموتون بأعداد كبيرة" بسبب إهمال حكومة المحافظين لهيئة الخدمات الصحية الوطنية، مضيفة أن "الأرواح التي تضيع جراء الانتظار في قسم الطوارئ داخل المستشفيات بإنجلترا "كارثة وطنية".

500 وفاة زائدة 

سبق أن استندت الكلية الملكية في مزاعمها إلى أرقام مكتب الإحصاءات الوطنية التي تظهر تسجيل 500 "وفاة زائدة" في الأسبوع لا يمكنها تفسيرها.

لكن الداراسة الجديدة التي اجرتها الجامعة استندت إلى أرقام مختلفة، هذه المرة عدد الأشخاص الذين أمضوا 12 ساعة على الأقل في أقسام الطوارئ بالمستشفيات في إنجلترا العام الماضي - بلغت 1,656,206 شخص، طبقا لبيانات دائرة الصحة الوطنية في إنجلترا باستخدام قوانين حرية المعلومات.

ثم حللت هذه الأرقام إلى جانب أرقام نشرها أطباء الطوارئ في مجلة طبية العام الماضي، فباستخدام مقياس يُعرف بمعدل الوفيات القياسية، خلصوا إلى أن مريضاً إضافياً يموت من كل 72 شخصاً يقضون ما بين 8 و12 ساعة في قسم الطوارئ.

الانتظار الطويل

وقال الدكتور أدريان بويل، رئيس الكلية الملكية لأطباء الطوارئ: "تؤدي فترات الانتظار الطويلة إلى خسائر فادحة في أرواح المرضى وتسبب وفيات، والأرقام المعروضة هنا مقلقة للغاية".

وأضاف بويل أن المستشفيات بحاجة إلى المزيد من الموظفين ، والمزيد من الأسرة ومساحة أكبر لإعادة المرضى إلى أقدامهم بشكل أسرع، وحث الحكومة على التنفيذ العاجل لخطة التوظيف في القطاع الصحي المخطط لها منذ فترة طويلة واتخاذ إجراءات لتحسين الرعاية الاجتماعية وتقليل الـ14 ألف سرير في المستشفيات التي يحتلها مرضى مؤهلون طبياً للخروج.

من جانبها ، اختلفت دائرة الخدمة الصحية الوطنية مع نتائج الكلية الملكية لأطباء الطوارئ، لكنها لم تكشف عن عدد الوفيات التي يمكن الوقاية منها، والتي تقول إنها ناتجة عن فترات الانتظار الطويلة في أجنحة الطوارئ.

وقال متحدث باسم الدائرة: "الوفيات الزائدة ناتجة عن عدد من العوامل المختلفة، لذا فإن عزو الوفيات إلى سبب محدد، كما تحاول الكلية الملكية أن تفعل، لا يعطي صورة كاملة".

وأضافت: "لذلك لن يكون من المناسب لهيئة الخدمات الصحية الوطنية في إنجلترا قبول هذه النتائج على أنها حقيقة ولخبراء المكتب الوطني للإحصاء". 

وقال أيضًا: "تتعلق هذه البيانات بالوقت الذي تم قضاؤه في غرفة الطوارئ ، وليس وقت الانتظار ، وتتعلق بالعام الذي شهد فيه قسم الطوارئ أعلى مستوى له على الإطلاق في أربعة أشهر".