حكايات| «على جنب يا أسطى».. تاكسي كوثر «ديون ومشاوير» 

أم أحمد سائقة التاكسي الأبيض
أم أحمد سائقة التاكسي الأبيض

يقطع صوت قادمًا من جانب الطريق بكلمة خاطفة «تاكسي»، تسمعها «كوثر»، وهي تقود سياراتها، دون أن تنتبه، غارقة في أفكارها، كآلة حاسبة تعد مصاريفها وأبنائها السبعة، قبل أن يخرجها النداء الثاني من شرودها..«تاكسي».

أمام متطلبات عائلتها، وبعد أن أصبحت وحيدة مرتين، الأولى بوفاة زوجها الأول، والثانية بهروب زوجها الثاني دون أن تعرف له طريق، لم تجد كوثر الشهيرة بـ«أم أحمد»، خيارًا إلا أن تتخلى عن شقة، لتشتري «تاكسي أبيض»، تنفق منه على ثلاثة بنات، وأربعة أبناء.

تتجه كوثر، إلى سيارتها، تطوقها كأنها تنظف بيتها، تطوف بها شوارع المحروسة تطلب الرزق، تنتظر نداءً، أو تلويحًا، في رحلة يومية لم تغب عنها منذ زمن بعيد.

أكثر ما تخشاه «أم أحمد»، وهل تعمل على التاكسي، أن تصاب بنوبة السكر، في رحلتها الممتدة من التاسعة صباحًا وحتى الخامسة مساءً.

تقول كوثر لـ«بوابة أخبار اليوم»: «كنت أساعد زوجي على المعيشة من خلال الحرف اليدوية أقوم بشراء المنتجات اليدوية وبيعها وكانت الحياة جميلة بيننا حتى توفي زوجي، وبعدها زوجت ابنتي من أعمال بيع المنتجات اليدوية، قبل أن تتراكم المصاريف».

وتابعت: «بعدها قمت ببيع شقة كانت إيجار قديم وقمت بشراء تاكسي أبيض حتى أتمكن من الإنفاق على أبنائي، ثم تزوجت مره أخرى وأنجبت منه في يوم من الأيام لم أجد زوجي بعد أن أصبح فص ملح و داب، قبل أن تنهي علاقتها به بعد أربعة سنوات بقضية خلع».

أمنية لأبيها قادت «كوثر»، لمهنتها الحالية، قائلة «منذ أن كنت في سن العشرين من عمري، وأنا الابنة الكبرى لوالدي وكان يعمل جزارًا، يتمنى إنجاب ولد لكي يكون معه في محل الجزارة أو قيادة السيارة النقل».

«حلقت شعرها، وارتدت قميص وبنطلون رجالي»، تقول :« بعد أن فعلت ذلك ذهب لوالدي وقلت له سوف أذهب معك إلى المحل الجزارة، وطلبت منه تعليمي القيادة وفوجئت ببكاء والدي الشديد، ومن هنا علمني القيادة على جميع السيارات».

«ولا يهمك».. كانت كرد كوثر على أكثر المواقف غرابة، حين طلب شخص منها أن توصله إلى الهرم، ثم أخبرها أنه لا يملك نقودًا، ولم يقدر أن يركب وسيلة نقل عامة حتى لا يفتضح أمره، فكانت الإجابة كل مرة ولا يهمك.