عاجل

عصام السباعي يكتب: أيها المصريون .. لقد دقت ساعة العمل

عصام السباعي
عصام السباعي

واسمحوا لى لو قلت إن مرور الصعب ، لا يعنى أن الفترة القادمة ستكون سهلة ، لأن المطلوب منا جميعا أن نواصل العمل بشراسة ، وجذب الاستثمارات بقوة ، وإصلاح المائل بسرعة.

الثلاثاء :
كلى ثقة فى أننا سنعبر كل الأزمات، سنتجاوز الأزمة الاقتصادية الحالية ،بعد أن تزول مسبباتها الخارجية العالمية ،ومعالجة آثارها المحلية ، وكذلك ببركة الله الذى حفظ مصر وحفظ المصريين عبر القرون ، ودعك من هؤلاء الذين يملأون الأرض أنينا وبكاء وشجنا وحسرة ، ما يهمنا هؤلاء الذين يفكرون بشكل عملى ويكيفون أمورهم مع الواقع ، يعيدون ترتيب الأولويات ، ويستغنون عما يمكن الاستغناء عنه ، ويحتفظون بسلامة دواخلهم ، والأمان النفسى لأولادهم وأسرهم ، «وكم دقت على الرأس من طبول» ، وأقربها ما شهدناه عقب 25 يناير 2011 ، من غياب للأمن والأمان ، وتوقف تام للنشاط الاقتصادى ، و»سيبان» كامل لمفاصل ومرافق الدولة ، وأخيرا شيطان الإرهاب الذى هزمناه بالروح والدم والايمان والصبر ، وكما أعتقد فقد عبرنا الأمتار الصعبة من الطريق الذى رسمته حرب عالمية تدور بعيدا عنا بآلاف الكيلومترات ، وأضرار كانت مؤجلة من تداعيات فيروس كورونا ، فتحت علينا فيضانا طاغيا ، ووحشا كاسرا اسمه التضخم ، وغازات سامة خنقت سلاسل التوريد العالمية ، ضربت دولا كبرى فترنحت ، وكان من الطبيعى أن تؤثر بقوة على كل الدول النامية بدرجات متفاوتة ، واسمحوا لى لو قلت إن مرور الصعب ، لا يعنى أن الفترة القادمة ستكون سهلة ، لأن المطلوب منا جميعا أن نواصل العمل بشراسة ، وجذب الاستثمارات بقوة ، وإصلاح المائل بسرعة ، بحيث نواصل العمل جميعا بروح واحدة ونتحرك على قلب رجل واحد ، فالأمل ضرورة مثل الأحلام ، ولكنه لن يتحقق إلا بالعمل فى اتجاه أن ننتج أكبر قدر من طعامنا واحتياجاتنا الأخرى ، وفى نفس الوقت غزو الأسواق الخارجية بقوة ، فكل هدف أمامنا هو أو الموت ، الانتاج الزراعي والصناعي حياة أو موت .. الصادرات حياة أو موت .. ولا يمكن أن تخلو قائمة الواجبات من التعليم والبحث العلمى والفنون والإنسان بمختلف احتياجاته ، أمامنا عبور جديد يجب أن نستعد له ، وهناك حصون يجب علينا دكها وهى الإرهاب والجهل والمرض ، وهناك عقول حان وقت تحريرها من المتطرفين فى الدين أو بعيدا عن الدين ، وتنويرها بالباقيات الصالحات من الدين وفى الدنيا .. أيها المصريون .. لقد دقت ساعة العمل .

وجه طليق وكلام لين!
الأربعاء :
لا يوجد سلوك بشرى أجمل من الضحكة ، ولا عملة قابلة للصرف بمجرد النظر مثل البسمة ، وصدقونى لو قلت لكم إن العملة الصعبة ليست اليورو ولا الجنيه ولا الدرهم والدينار ، إنما هى تلك البسمة الجميلة ، عندما تخرج من القلب فتعمل عملها وتسحر الآخرين فيقولون لك : شبيك لبيك ، وهذه الأخيرة عزيزة نفيسة ، لا يقدر عليها إلا العارفون بالله والمتحابون فيه ، وزمان وأنا طفل كان أبى رحمه الله ، يقول لى احرص على التبسم واجعله من فطرتك ، فهو مفتاح القلوب ، وعندما كبرت وأصبحت شابا ، أتذكر أننى كنت أعمل فى جريدة «شباب اليوم» إحد الاصدارات القديمة لدار الشرق الصحفية بقطر، وأزعم أننى لم أر شعبا من أصحاب البسمة مثلما هم عليه ، وتعلمت أكبر نصيحة من أحد كبار وجهائها ، نجل رئيس مجلس الشورى فى ذلك الوقت أن السعادة ليست فى المال ، ولا يجلب بالضرورة البسمة ، وصدقته وتركت قطر فى أقرب فرصة جاءتنى ،ولا أنسى يوم أخذت صورة المذيعة الشابة وقتها نشوى الروينى صورة الغلاف مع عنوان ضخم « أم ضحكة جنان « ، وقد حدث ورأيتها فى احتفالية طلال المداح ضمن موسم الرياض بعد 30 عاما فوجدت ضحكتها على حالها ،وفى أواسط عمرى تعرضت لأزمة كبرى عنيفة ، رسمت الحزن على وجهى فى شكل بسمة ، والمهم أننى هنا وأنا على أبواب آخر العمر ،قد أدركت أن العارفين بالله قد تعاملوا مع البسمة على أنها عبادة ، أما سيدنا وسيد الخلق فقال لنا : إن تبسمك فى وجه أخيك صدقة ، ومما أذكره قوله صلوات الله عليه : « إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فليسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق»، ولو اجتهدت أكثر سأجد الكثير والكثير من وصاياه الغالية لنا بالسماحة والبشاشة ،وقد لخصها صحابى لا أذكر اسمه فنصح ابنه بكلمات قليلة : «بنى إن البر شيء هين .. وجه طليق وكلام لين» ، وقد كان الرسول كذلك ، وكل العارفين رضوان الله عليهم هكذا ، أصحاب بسمة وبشاشة ونور ، وكم أدعو الله أن تكون نهايتى وأنا ابتسم ، فهكذا كان الرسول ، وكذلك ودع الدنيا ، فقد أم سيدنا أبو بكر المسلمين فى صلاة الفجر ، وكان الرسول مريضا منهكا عند ستنا عائشة رضى الله عنها ، ففتح ستار الحجرة ، ورأى أبو بكر ومن خلفه المسلمين صفوفا ، فنظر إليهم ثم تبسم ، وصعدت روحه إلى بارئه .. أرجوكم تبسموا ، ففى البسمة مفاتيح الكروب والقلوب ،وعلاج للجروح والأمراض .

«برميل المعرفة» ..والشيخ الشعراوي!
السبت :
لم أعد أهتم بما يقوله البعض هنا وهناك لتشويه بعض الطقوس الاسلامية ، أو التجريح فى أسماء محددة من الصحابة ، أو تشويه صورة بعض الدعاة الذين يحمل لهم المصريون محبة كبيرة فى قلوبهم ، فأقصر طريق لتحقيق الشهرة وكسب المال ،هو إلقاء حجر على تلك الأسماء ، ومرت أجيال وجاءت أخرى ، فمازاد هؤلاء الدعاة إلا حبا ومهابة ، وما كان مصير من جرحوهم إلا سلة قمامة ، هذا إن تبقى منهم شيء ليتذكرهم أحد ، وآخر ما كان منهم هو تلك الحملة التى حاول فيها البعض الإساءة للشيخ متولى الشعراوى وتلويث اسمه ، وقال « برميل المعرفة « ، ولن أذكر اسمه فى برنامجه على قناة « القاهرة والناس « : لو شايف الشيخ الشعراوى وسطي، تبقى داعشى زيه « ، ولن أهتم بالرد عليه ، ولا على تلك القناة الفضائية التى فتحت هواءها من قبل لإسلام بحيرى ، بالتزامن مع ذلك الشخص «برميلى المعرفة» ،ثم قدمت لنا بيانا بعدم مسئوليتها عن المضمون ، ولم تهتم بأن تقول لنا هل كان البرنامج من انتاجها ، وكيف تتبرأ من مضون برنامج تدفع فيه فلوس ، أم أنه شراء هواء ؟، وعندها سنهتم بمعرفة من تلك الجهة التى دفعت كل تلك المصاريف من أجل تجريح كل التراث الاسلامى وتشويه أئمة المسلمين ، وبعدها غادرها اسلام بحيرى ثم ظهر فى قناة أخرى ، الظريف أن الإثنين من رعايا قسم الإعلام فى تلك الدائرة الأمريكية التى تدير إعلامها الموجه ، وأحدهما وهو بحيرى ، يعتبر الاعلامى الوحيد الذى جاء اسمه فى أحد تقارير الحرية الدينية للخارجية الأمريكية ، وصاحب أكبر فقرة فى التقرير ،حقيقة لم أعد أهتم بمثل هؤلاء ، وحتى الذين اهتموا وانتبهوا ، استفاقوا بقليل من المراجعة لما يقدمونه من نصوص بعدم فهم أو غياب أدوات الفهم ،، والتشويه المتعمد لها ، وربما « الاستعباط المتعمد «، لتحقيق أهداف لايعلمها إلا الذى يدفع « الأجرة» ومصاريف البرنامج وقانا الله شره وحفظنا من كيده !

وأحيانا .. خاب من استشار !
الأحد :
كلنا تعودنا على استشارة المقربين الذين نثق فيهم فى الأمور والقرارات المهمة فى حياتنا ، ومن هنا نحت المصريون مثلهم الشعبى « ماخاب من استشار « ، وبالطبع فنحن لا نستشير إلا من نثق فيه ،ونثق فى أمانته ، والطبيعى أن ينطبق نفس الشيء فى كافة أمور الاستشارات الهندسية والمالية والزوجية والدينية والحكومية الخ الخ الخ ، ولكن تلك الحقيقة قد تتحول إلى خيبة لمن استشار ، والثمن يكون باهظا فى حالة أن نستجيب لرأى غير الأمناء ، ونسمع لرأى منزوعى الخبرة والكفاءة ، وتوجيهات أصحاب الغرض الذين تحولوا إلى مسهلاتية وقمسيونجية وموصلاتية ، وهناك قضايا عديدة تم ضبطها من هذه النوعية ، وتتباين قيمة فواتير الخسائر بارتفاع أو انخفاض مواقع العمل ، أكتب تلك الكلمات وأنا أستعرض مقالا كتبته ولم أنشره ، وذلك فى فترة من الزمن شهدت غزارة فى عدد المستشارين باختلاف مواقعهم وأقنعتهم التنكرية مثل النمل ، ينافسون عشوائية الميكروباص فى الشوارع، تصطدم بهم فى أى مكان،وفى أى وقت،لا يحكم سيرهم قانون ،ولا تستطيع توقع أى تصرف منهم، تجده فى هذا الموقع دون أن تدرى لماذا ولا على أى أساس لاختياره ،ولا حتى أسباب ترحيله أواستبداله! ، لا أتحدث هنا بالطبع عن رجال القضاء ، ولا أهل الكفاءة ،فهم تيجان على رؤوس البلد، ولكن اشد مايقلقنى هو ذلك المستشار «المجاملة» ومن فى حكم ذلك تحت أى مسمي،والذى يتم «لصقه»فى أى مكان، ، وتحدث الكوارث من ذلك المستشار عديم الموهبة والكفاءة، فيسيء للرجل الفاضل الذى يعمل معه، والجهة التى يعمل فيها ،والبلد الذى ينتمى له ، ويتحول الأمرالى فضيحة كاملة اذا كان مجرد «فقاعة» ترتدى بدلة كاملة تطير فى جو الخيلاء والاعتداد الزائف بالنفس،فيخلط العام بالخاص ويكتسب قيمته من كرسيه،وينسى أن كل من حوله يفهمون أنه « أبيض « ،وبمجرد أن يدير ظهره لهم، يتندرون عليه ويسخرون منه،وينطبق على من يطلب منه النصيحة،مقولة «خاب من شار ومن استشار» ،وهو مايجيب على سؤال حيرالناس كثيرا: لماذا صدر هذا القرار الطائش أو تم اختيار الشخص الخاطيء أو اتخاذ ذلك الاجراء المعيوب؟.. أرجوكم احسنوا اختيار مستشاريكم ، فهم صورتكم التى نراكم عليها .
كلام توك توك:

«الأسود « جميل .. إلا عندما يسكن القلوب!
إليها :
حبك جنة .. وأدعو الله أن يجمعنا فى جنته .