بوتين: قوات العمليات الخاصة أثبتت ولاءها للبلاد

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين

قال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، اليوم الاثنين 27 فبراير، إن قوات العمليات الخاصة أثبتت إيمانها العميق بالقسم الذي أقسموه للوطن خلال العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا.

وجاء ذلك خلال تهنئة الرئيس الروسي، صباح اليوم، للجنود وقدامى المحاربين في قوات العمليات الخاصة التابعة للقوات المسلحة الروسية في عيدهم المهني، والتي نشرها موقع الكرملين، حيث تابع أن أفراد قوات العمليات الخاصة أثبتوا تسلحهم بالإيمان العميق للقسم بالولاء للوطن، وأدائهم مهامهم بشجاعة وبمهنية لا تشوبها شائبة، وتنفيذهم كافة الأوامر حتى النهاية، وحماية روسيا من التهديد النازي الجديد.

اقرأ أيضًا: بوتين: الناتو مشارك فعلي في النزاع بأوكرانيا

وأوضح الرئيس الروسي: "إنكم بحق تعتبرون فخرًا للجيش الروسي، فيما يتميز جميع المقاتلين وقادة قوات العمليات الخاصة بأعلى مستوى من التدريب والقدرة والاستعداد للتصرف بجرأة وحسم وبسرعة خاطفة في كافة المجالات والاتجاهات الرئيسية لحل أكثر المهام تعقيدًا ومسئولية وغيرها من المهام ذات الأهمية الإستراتيجية في أي منطقة من العالم، حينما يتطلب ذلك الأمن والمصلحة الوطنية لروسيا وشعبها".

وأشار بوتين، إلي أن الإتقان المهني لأحدث أنواع الأسلحة والمعدات العسكرية، والخبرة القتالية الرفيعة سمحت بتشكيل المدرسة الروسية الفريدة في المهارات العسكرية، والتي تقوم على التقاليد البطولية للقوات الروسية الخاصة، التي حطمت العدو خلال الحرب الوطنية العظمى، وأظهرت نفسها في أفغانستان وعدد من المناطق الساخنة الأخرى.

وأضاف الدبلوماسي الروسي: "أن اختياركم للحياة هو طريق البسالة والشجاعة، والتفاني والتضحية من أجل الوطن، والإخلاص للواجب والقسم، وقد أثبتتم ذلك في المعركة، بما في ذلك أثناء العملية العسكرية الخاصة، بإتباع الأوامر التي تلقيتموها حتى النهاية، وتغطية الرفاق، وإنقاذ النساء والأطفال والمسنين، وحماية روسيا ومواطنينا وأرضنا من تهديد النازيين الجدد".

وأشاد الرئيس الروسي، بالمعرفة والمهارة المهنية والانضباط المثالي والمعنويات المرتفعة الضرورية للتدريب الشامل للمقاتلين الشباب، ممن يتشرفون بالخدمة في صفوف قوات العمليات الخاصة، مشيرًا بشكل خاص إلى "المشاركة المباشرة في ضمان التنسيق القتالي، والتدريب عالي الجودة للمواطنين الذين ضمتهم التعبئة الجزئية"، مشددًا على أن قوات العمليات الخاصة نقلوا لهؤلاء ليس فقط المعرفة والخبرة العسكرية، ولكن كذلك "الروح القتالية الصلبة".

وتقدم بوتين بالشكر إلى جميع جنود قوات العمليات الخاصة الروسية وقدامى المحاربين في تلك الوحدات على حب الوطن والخدمة المثالية التي لا تشوبها شائبة من أجل الوطن الأم.

واكتسب الصراع الروسي منعطفًا جديدًا فارقًا، في 21 فبراير، بعدما أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاعتراف بجمهوريتي "دونيتسك" و"لوجانسك" جمهوريتين مستقلتين عن أوكرانيا، في خطوةٍ تصعيديةٍ لقت غضبًا كبيرًا من كييف وحلفائها الغربيين.

وفي أعقاب ذلك، بدأت القوات الروسية، فجر يوم الخميس 24 فبراير، في شن عملية عسكرية على شرق أوكرانيا، ما فتح الباب أمام احتمالية اندلاع حرب عالمية "ثالثة"، ستكون الأولى في القرن الحادي والعشرين.

وقال الاتحاد الأوروبي إن العالم يعيش "أجواءً أكثر سوادًا" منذ الحرب العالمية الثانية، فيما فرض الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة حزمة عقوبات ضد روسيا، وصفتها رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بأنها "الأقسى على الإطلاق".

ومع ذلك، فإن الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي "الناتو" يصران حتى الآن على عدم الانخراط في أي عملية عسكرية في أوكرانيا، كما ترفض دول الاتحاد فرض منطقة حظر طيران جوي في أوكرانيا، عكس رغبة كييف، التي طالبت دول أوروبية بالإقدام على تلك الخطوة، التي قالت عنها الإدارة الأمريكية إنها ستتسبب في اندلاع "حرب عالمية ثالثة".

وفي غضون ذلك، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، في وقتٍ سابقٍ، إن اندلاع حرب عالمية ثالثة ستكون "نووية ومدمرة"، حسب وصفه.

وعلى مسرح الأحداث، قالت وزارة الدفاع الروسية، في بداية العملية العسكرية، إنه تم تدمير منظومة الدفاع الجوي الأوكرانية وقواعدها وباتت البنية التحتية لسلاح الطيران خارج الخدمة.

ولاحقًا، أعلنت الدفاع الروسية، يوم السبت 26 فبراير، أنها أصدرت أوامر إلى القوات الروسية بشن عمليات عسكرية على جميع المحاور في أوكرانيا، في أعقاب رفض كييف الدخول في مفاوضات مع موسكو، فيما عزت أوكرانيا ذلك الرفض إلى وضع روسيا شروطًا على الطاولة قبل التفاوض "مرفوضة بالنسبة لأوكرانيا".

إلا أن الطرفين جلسا للتفاوض لأول مرة، يوم الاثنين 28 فبراير، في مدينة جوميل عند الحدود البيلاروسية، كما تم عقد جولة ثانية من المباحثات يوم الخميس 3 مارس، فيما عقد الجانبان جولة محادثات ثالثة في بيلاروسيا، يوم الاثنين 7 مارس. وانتهت جولات المفاوضات الثلاث دون أن يحدث تغيرًا ملحوظًا على الأرض.

وقال رئيس الوفد الروسي إن توقعات بلاده من الجولة الثالثة من المفاوضات "لم تتحقق"، لكنه أشار إلى أن الاجتماعات مع الأوكران ستستمر، فيما تحدث الوفد الأوكراني عن حدوث تقدم طفيف في المفاوضات مع الروس بشأن "الممرات الآمنة".

وقبل ذلك، وقع الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، في 28 فبراير، مرسومًا على طلب انضمام بلاده إلى الاتحاد الأوروبي، في خطوةٍ لم تجد معارضة روسية، مثلما تحظى مسألة انضمام كييف لحلف شمال الأطلسي "الناتو".

وقال المتحدث باسم الكرملين الروسي ديمتري بيسكوف إن الاتحاد الأوروبي ليس كتلة عسكرية سياسية، مشيرًا إلى أن موضوع انضمام كييف للاتحاد لا يندرج في إطار المسائل الأمنية الإستراتيجية، بل يندرج في إطار مختلف.

وعلى الصعيد الدولي، صوّتت الجمعية العامة للأمم المتحدة، يوم الأربعاء 2 مارس، على إدانة الحرب الروسية على أوكرانيا، بموافقة 141 دولة على مشروع القرار، مقابل رفض 5 دول فقط مسألة إدانة روسيا، فيما امتنعت 35 دولة حول العالم عن التصويت.

وفي الأثناء، تفرض السلطات الأوكرانية الأحكام العرفية في عموم البلاد منذ بدء الغزو الروسي للأراضي الأوكرانية.

وكانت روسيا، قبل أن تبدأ في شن عملية عسكرية ضد أوكرانيا، ترفض بشكلٍ دائمٍ، اتهامات الغرب بالتحضير لـ"غزو" أوكرانيا، وقالت إنها ليست طرفًا في الصراع الأوكراني الداخلي.

إلا أن ذلك لم يكن مقنعًا لدى دوائر الغرب، التي كانت تبني اتهاماتها لموسكو بالتحضير لغزو أوكرانيا، على قيام روسيا بنشر حوالي 100 ألف عسكري روسي منذ أسابيع على حدودها مع أوكرانيا هذا البلد المقرب من الغرب، متحدثين عن أن "هذا الغزو يمكن أن يحصل في أي وقت".

لكن روسيا عللت ذلك وقتها بأنها تريد فقط ضمان أمنها، في وقت قامت فيه واشنطن بإرسال تعزيزات عسكرية إلى أوروبا الشرقية وأوكرانيا أيضًا.

ومن جهتها، اتهمت موسكو حينها الغرب بتوظيف تلك الاتهامات كذريعة لزيادة التواجد العسكري لحلف "الناتو" بالقرب من حدودها، في وقتٍ كانت روسيا ولا تزال تصر على رفض مسألة توسيع حلف الناتو، أو انضمام أوكرانيا للحلف، في حين تتوق كييف للانضواء تحت لواء حلف شمال الأطلسي.