«أحمد فريد» بعد اكتمال القمر: لحظة صدق خير من عُمر| حوار

الأديب الكبير أحمد فريد
الأديب الكبير أحمد فريد

الأديب الكبير أحمد فريد ربما يكون صاحب النصيب الأوفر من الروايات التى تحولت إلى أفلام سينمائية، وحققت معادلة النجاح الجماهيرى ، والتميز فى المستوى الفنى، ومن الروايات التي احتفت بها السينما روايته يا صديقى كم تساوى؟ بطولة صفية العمرى وفاروق الفيشاوي، ورواية لا تدمرني معك، وتحولت إلى فيلم بنفس الاسم بطولة مديحة كامل، ورواية عندما يبكي الرجال التي تحولت إلى فيلم بطولة نور الشريف وفريد شوقي.

وما يميز أعمال أديبنا المتميز أنها تلامس الوجدان، وتبحث في القضايا الإنسانية والاجتماعية.

وفي الحوار معه نحاول سبر أغوار عالمه الروائي وأسرار مشروعه الإبداعي الجديد وكيف يرى الاحتفاء الكبير من السينمائيين بأعماله الأدبية.

ما الذى جذب المنتجين إلى رواياتك من وجهة نظرك؟

ربما لأن ما أكتبه يلامس الوجدان الإنسانى فى صور متعددة كالانتماء ..والحب والقدوة وحرية الاختيار.. والطموح والمبادئ ..ومواجهة سلبيات بعض النفوس البشرية، كالخيانة والغدر وعدم العرفان بالعطاء مع التزامى الكامل بمنهجى فى كتابة رواياتى بأن تكون مرتبطة إلى حد كبير بالواقع الحقيقى لأبطال قصص من خلال ذكريات ماضيهم، أو أحداث حاضرهم.

وقد اعتدت تسجيل مقولة فى بداية كل رواية تحدد معالم موضوعها، كما حدث فى روايتى الأخيرة كمثال من يحاول أن يستر الوهم برداء الحقيقة.. أو يضفى على السراب شرعية الواقع والوجود.. هو فى النهاية خادع لذاته حاولت فيها أن أسجل وجهة نظرى فى أنه لو كل إنسان واجه الشر بالشر، فلن يجد الخير لنفسه مكانًا.. ولو واجهنا الكراهية بالكراهية فلن يكون للحب مكان فى القلوب.. نحن نقتلع الأزهار من فوق أغصانها.

وبالرغم من ذلك سرعان ما تعيد نبتها من جديد لتملأ الدنيا عطرًا، ونضع الطيور الجميلة فى أقفاص، وبالرغم من ذلك تظل تغرد بأنغامها العذبة لتسعدنا، وفى أحيان كثيرة تثور الرياح والأعاصير بعواصف ضبابية، فتحجب عنا ضوء القمر.

ولكنه فى النهاية يستمر فى ضيائه،فنحن فى احتياج إلى الحب وللخير والوفاء، وللصدق والانتماء. كلها مشاعر لا تُفرِّق بين كيان وآخر، لأنها فى الحقيقة منحة إلهية يجب علينا تقديسها.

هل أسألك عن آخر أعمالك السينمائية أم الروائية؟

ليس مهمًا التحديد حاليًا ،لكن المهم أحدث أعمالى «ضباب القمر»، وهو عنوان روايتى الجديدة التى انتهيت من كتابتها مؤخرًا بعد عام كامل، حاولت خلالها أن أستعين بحصاد خبراتى طوال السنوات الماضية واستكمالًا لرصيد العديد من القضايا الاجتماعية والإنسانية التى كنت دائمًا مهمومًا بها منذ بداياتى مع رحلة التأليف الروائى التى تجاوزت الثلاثين رواية.

كيف ترى موقع روايتك الأخيرة فى سياق مجموعة رواياتك السابقة؟

أراها لحظة صادقة من حصاد تاريخى الشخصى فى هذا المجال.

 لماذا لم نرهذه الرواية فى معرض الكتاب الأخير؟

للأسف لم أستطع اللحاق بالمعرض لأننى لم أنته من كتابتها إلا منذ أسبوع تقريبًا.

بحكم خبرتك الثرية ما انطباعاتك عن الحركة  الثقافية حاليًا ؟

مصر رائدة فى هذا المجال منذ زمن بعيد وبصمات مفكريها واضحة تمامًا على المنطقة بأكملها، ولاأحد يُمكنه إنكار ذلك، كما أتمنى من وزارة الثقافة الاهتمام أكثر بقصور الثقافة التى يجب أن تنتشر فى ربوع مصر لتصل إلى القرى والنجوع، ويجرى تفعيل دورها كعهدها السابق لتمكين المواهب من الإفصاح عن أنفسهم فى شتى المجالات: الأدبية والثقافية والفنية، فمصرنا لا تنضب أبدًا من مواهبها الجديدة.

كما أرجو الاهتمام بعقد الندوات التوعوية داخل قصور الثقافة لكى يعلم الجيل الجديد مكانه فى مصر الحقيقية مابين الأصالة والمعاصرة، فهم دروع المستقبل لمواجهة كل حاقد أو موتور يحاول أن يبث الشائعات الكاذبة، أويُقلل من شأن وقيمة بلدنا، أو يسطح هويتها.

مع العلم بأن وزارة الثقافة تقوم بدور رائع وجهد واضح من أجل ترسيخ المفهوم الثقافى التاريخى فى وجدان شباب اليوم فى إعادة نشر مؤلفات العمالقة، وكنوز الفكر المصرى ولو أننى أرى أن مسألة النشر ليست من صميم دور قصور الثقافة.

وهناك جهات أخرى مسئولة عن تلك المهام وبأسعار تتناسب مع كل المستويات الاجتماعية. وأنا على المستوى الشخصى متفائل جدًا باستمرار ريادة مصر على المستوى الثقافى بشرط أن تتضافر كل الجهات المسئولة، وليست الثقافية والإعلامية فقط بل التفكير خارج الصندوق.

وعلى سبيل المثال يجرى تدعيم الناشرين بإجراءات تشجيعية تحمسهم لنشر وإصدار مؤلفات بأن ترفع كاهل الضرائب عن مستلزمات النشر أو لوازم الطباعة، أو كل المعوقات المالية من جمارك أو رسوم أخرى.

 ترى ما فلسفتك الخاصة فى مؤلفاتك الروائية؟

أدعى بأن لى فلسفة خاصة بى فى التعامل مع رواياتى بأن الطبيعة هى المعادل الموضوعى للإنسان، وبأنها تعبير حى عن الحالات النفسية لأبطال أعمالى الروائية، وبأن غربة الوجدان أكثر مرارة من غربة المكان، وبأن الشمس تشرق لمن ينتظرها، وبأن لحظة صدق خير من عمر كاذب.

اقرأ أيضاً | فريد شوقي «وحش الشاشة» يخاف من الصعود في الأسانسير

نقلا عن صحيفة الاخبار : 

2023-2-27