فى الصميم

مبادرة الصين.. وألغاز الحرب!!

جلال عارف
جلال عارف

ردود الفعل على «المبادرة» الصينية قد تكون أهم وأكثر دلالة من «المبادرة» نفسها!! ما قدمته الصين كان أقرب إلى «إعلان مبادئ» تقول إنها تلتزم بها منذ بداية الحرب، وتأمل أن تكون طريقا لبداية التفاوض ووقف المأساة.. أما ردود الفعل والتى تراوحت بين الترحيب والرفض والتشكيك فهى تلقى الأضواء على بعض «ألغاز» الحرب الأوكرانية، وتضيف أسئلة جديدة تحتاج لإجابات من أطراف الصراع قبل أن يتحول الأمر إلى كارثة كاملة!!

«إعلان المبادئ» الذى أعلنته لا يقدم خطة تفصيلية لإنهاء الحرب، لكنه يؤكد على أمرين مهمين: إيقاف القتال، وبدء التفاوض.. مع وضع خطوط أساسية لما ينبغى أن يلتزم به الجميع حتى ينتهى الأمر بتسوية يقبلها الطرفان المتصارعان وتنهى حربا يهدد استمرارها بتحولها لحرب نووية عالمية.

فى ردود الفعل.. كان لافتا أن طرفى القتال المباشر على الأرض «روسيا وأوكرانيا»، تقبلا إعلان المبادئ الصينى بإيجابية. روسيا رحبت لكنها وضعت شرط القبول بالأمر الواقع الجديد فى المناطق التى ضمتها إليها. وأوكرانيا - على الجانب الآخر- اعتبرت أن هناك إيجابيات مهمة  فى الوثيقة الصينية.

وقال الرئيس الأوكرانى زيلنسكى إن من الإيجابيات احترام وحدة أراضى أوكرانيا بإشارتها إلى سيادة الدول وفقا لميثاق الأمم المتحدة. وبالطبع كان ضروريا أن تشدد أوكرانيا على أن الحل لابد أن يشمل انسحاب القوات الروسية.

فى مواجهة ذلك.. كان موقف الولايات المتحدة رافضا دخول الصين على خط البحث عن تسوية، واستبق إعلان «المبادرة» بهجوم على الصين، واتهامها بأنها «تبحث!!».. فى مد روسيا بالأسلحة الفتاكة، وهو ما نفته الصين فورا. بعد «المبادرة» قال الرئيس بايدن إن فكرة أن تتفاوض الصين على نتائج الحرب غير عقلانية، وأنه إذا كان بوتين يصفق للمبادرة، فكيف يمكن أن تكون جيدة؟ وهو نفس الخط الذى سار عليه أمين حلف «الناتو»، وعدد من المسئولين فى أوروبا، بينما كان آخرون «مثل مسئول السياسة الخارجية فى الاتحاد الأوروبي»، يرون أن الوثيقة الصينية مثيرة للاهتمام ولا ينبغى رفضها، بل التعامل معها بجدية.

أخيراً.. هناك حديث عن «التفاوض».. وهناك ردود فعل لابد أن تقرأ بعناية لأنها تقول الكثير!!